الرباط - المغرب الرياضي
لعل أكثر حدث كشف عن الفساد الذي يعشش داخل الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، هو نهائي عصبة الأبطال الإفريقية الذي بلغه ناديان مغاربيان، الوداد البيضاوي والترجي الرياضي التونسي، فما سيفرزه هذا النهائي ذهابًا وإيابًا سيضعنا جميعًا أمام أزمة الحكامة داخل الهيئة الوصية على كرة القدم الإفريقية، وسيفجر أزمة ما زالت تداعياتها بادية إلى الآن.
- جريشة يغتال الوداد
عينت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الحكم الدولي المصري جهاد جريشة لإدارة ذهاب النهائي بالدار البيضاء، وستجني صافرة جهاد جريشة على الوداد في المباراة التي انتهت متعادلة بين الفريقين، بقرارات تحكيمية خاطئة، كان منها رفض هدف واضح للوداد وعدم احتساب ضربة جزاء أكد خبراء التحكيم مشروعيتها.
وعوض أن يتنقل الوداد إلى ملعب رادس لخوض إياب النهائي بفوز كان يستحقه، سيطير صوب تونس وهو متعادل، وأبدا لم ينفع الوداد البيضاوي أن الكونفدرالية الإفريقية قررت على ضوء المهازل التحكيمية التي شهدها لقاء الذهاب، أن توقف الحكم جهاد جريشة لستة أشهر، قبل أن تعدل بعد ذلك عن قرار التوقيف في مشهد مثير للإستغراب.
- "الڤار" يخرب الإياب
دخل الوداد البيضاوي مباراة الإياب مصمما على لعب كل أوراقه، وبرغم تأخره بهدف إلا أنه وثق من قدرته على العودة في النتيجة، وبرزت تلك الثقة بالقدرات مع بداية الشوط الثاني حيث وضع لاعبو الوداد قبضتهم على المباراة، إلى أن تمكنوا من تسجيل هدف التعادل بواسطة وليد الكرتي، هدف سيلغى أمام اندهاش الجميع بإشارة من الحكم المساعد بوجود تسلل خيالي، وهنا ستبدأ الفصول الحقيقية للفضيحة.
سيلغي الحكم هدف الكرتي، ليطالبه لاعبو الوداد بالعودة لتقنية "الڤار" التي وظفتها الكاف للنهائي، وكم كانت دهشة الجميع كبيرة عندما أسر حكم المباراة للاعبي الوداد أن "الڤار" غير مشغل، فما كان من لاعبي الوداد إلا أن أصروا على عدم استئناف المباراة ما لم يتم تشغيل "الڤار" والتأكد من صحة هدف الكرتي المرفوض، والغريب أن الفضيحة التي تكشفت خيوطها فيما بعد وقعت أمام مرأى ومسمع من رئيس الكاف أحمد أحمد، الذي نزل لأرضية الملعب وحث الحكم على استئناف اللعب وهو ما اعترض عليه لاعبو الوداد، ليعلن عن نهاية المباراة بانسحاب الوداد وتم تسليم الكأس للاعبي الترجي في مشهد مخز.
- مسلسل "الارتجال بلا حدود"
لدراسة تداعيات النهائي / الفضيحة سيجتمع المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بعد خمسة أيام، ليتخذ قرارات حازمة، منها إعادة إياب النهائي في بلد محدود ومنها أيضا إجراء نهائي عصبة الأبطال وكأس الكاف من مباراة واحدة في ملعب يعلن عنه، اعتبارا من النسخة القادمة.
القرار عارضته إدارة الترجي باللجوء لمحكمة التحكيم الرياضي التي ستحكم ببطلان أحكام اللجنة التنفيذية لعدم الإختصاص وتحيل الملف كاملًا على اللجان المختصة داخل "الكاف".
وكتكملة للمهازل، ستبطل اللجنة التأديبية قرارات اللجنة التنفيذية وستعتبر الوداد منسحبا من المباراة وبالتالي تمنح اللقب للترجي، الحكم الذي استأنفه الوداد لدى لجنة الإستئناف من دون أن يجني من ذلك شيئا، لتعيش كرة القدم الإفريقية بذلك آخر فصل من فضيحة قالت بصريح العبارة أن الكونفدرالية الإفريقية مؤسسة فاقدة للحكامة الجيدة وبها الكثير من أعشاش الفساد، وتحتاج لإرادة قوية لتنظيف البيت بمساعدة من "الفيفا".
قد يهمك أيضا :