القاهرة ـ ا ش ا
"ابني ربط في ليلة دخلته عن طريق عمل مشعوذ"، "قريبتكِ الفلانية حضّرت لك عملاً من خصلة من شعر دفنتها في بئر سحيقة، وهذا سبب ما حصل معكما في ليلة الزواج".. هذه بعض العبارات التي قد تسمعها مراراً أو تقرؤها على شريط الرسائل في بعض قنوات "الشعوذة" التلفزيونية وفق ما يسميها البعض.
ولكن من ناحية طبية لا يوجد شيء اسمه "ربط ليلة الزواج"، والصعوبات والمشاكل التي قد تواجه العروسين في ليلتهما الأولى وتمنعهما من إتمام المعاشرة الجنسية الأولى، لها تفسيرات علمية وطبية، ولذلك لها أيضا حلول وعلاجات.
وقديما كانت بعض العائلات تنتظر ابنها حتى يخرج عليهم للتأكد من نجاحه في "المهمة"، ولكن هذه العادة على الصعيد النفسي تضع ضغطا على العروسين وقد تؤدي إلى مفاقمة المشكلة.
وهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى عدم نجاح الزوجين في المعاشرة الجنسية الأولى، والتي يمكن تلخيص أبرزها بالتالي:
• حالة التوتر والقلق التي تكون لدى الزوجين والتي تضع ضغطا نفسيا عليهما.
• وجود قناعات خاطئة لدى الرجل، منها أنه يجب إتمام المعاشرة الجنسية في الليلة الأولى، وأن الفشل في ذلك يعني العار.
• عدم وجود تواصل كافٍ بين الزوجين، والذي يفاقمه الخجل السلبي الذي يمنعهما من التحدث عن هذا الموضوع قبل وقت كافٍ، وبالتالي تقليل التوتر حوله.
• وجود قناعات خاطئة لدى الشخص أو عائلته، مثل الإيمان بالشعوذة والخزعبلات مما يهيئه على الصعيد النفسي لتقبل فكرة "الربط"، وبالتالي عدم التعامل مع المشكلة بطريقة علمية.
• المعلومات الخاطئة عن ليلة الدخلة من الأقارب والأصدقاء والتي كثيرا ما تحتوي مبالغات أو أكاذيب، إذ قد يقول الناصح إنه أتم المعاشرة في الليلة الأولى -حتى لو كان كاذبا- أو أنه مارس المعاشرة خمس مرات ليلتها، وغير ذلك من المبالغات.
• الحصول على المعلومات حول ليلة الزفاف من مصادر غير دقيقة ومضللة، لعل أبرزها ما تقدمه صناعة الإباحية التي تعطي مشاهدها انطباعات خاطئة وربما عكسية للغاية، والتي إذا أراد أن يبقيها ستكون غير قابلة للتطبيق.
• تضخيم الأهل للمشكلة، إذ قد يخبر الشخص عائلته بما حصل، وعندها تكفهر وجوههم ويبدؤون بالهلع، وقد يرسلونه إلى المشعوذين ليقرؤوا عليه طلاسمهم. وكل هذه المقاربات لن تحل المشكلة، ويؤدي هذا إلى ازدياد قناعة الشخص بأنه يعجز عن المعاشرة.
• في بعض الحالات قد يكون السبب وجود مشكلة بيولوجية أو مرضية لدى الرجل.
• الحلول والوقاية:
• الحصول على المعلومات المتعلقة بالمعاشرة الجنسية من مصادرها الموثوقة، مثل الأطباء والمرشدين الأسريين.
• تواصل الطرفين قبل ليلة الزفاف والتحدث عنها، ويمكن للعريس أن يشرح بأسلوب بسيط ما سيحدث، وصحيح أن الفتاة تكون على علم بذلك، ولكن الحديث يساعد على تخفيف توترها.
• ليس شرطاً إتمام المعاشرة من الليلة الأولى، والتأخر إلى ما بعدها أمر طبيعي.
• مراجعة الطبيب في حال استمرار وجود صعوبات في المعاشرة، وعدم التوجه إلى المشعوذين الذين -بالإضافة إلى بيعهم الوهم للزوجين- يعطونهما خلطات لشربها قد تكون ملوثة أو مضرة.
• عدم تعاطي أية علاجات -مثل الفياغرا- دون استشارة الطبيب، لأنها قد لا تقدم فائدة حقيقية للشخص إذا لم يكن محتاجاً إليها صحياً، والطبيب هو الذي يحدد إن كان الشخص بحاجة إلى أدوية.