القاهرة - المغرب اليوم
أكد العلماء أن ممارسة الجنس بشكل منتظم، هو حقا أفضل دواء للوقاية من أمراض القلب، التي تهدد الحياة، وذلك بالنسبة للرجال. وأظهرت الأبحاث الجديدة أن ممارسة العلاقة الحميمة عدة مرات في الأسبوع يمكن أن تخفض مستويات الهوموسيستين، وهي مادة كيميائية ضارة في الدم، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في القلب.
ويُعتقد أن الرجال ممن يمارسون الجنس في كثير من الأحيان، يكون لديهم أوعية دموية أكثر صحة، وهذا أمر حاسم لمنع تراكم الهوموسيستين. ولكن العلماء يقولون إن النساء تستفيدن أقل بكثير لأن الاستثارة الجنسية أقل اعتمادًا على تدفق الدم الصحي، وهو عامل أساسي في الحفاظ على الهوموسيستين تحت السيطرة.
ودعا الباحثون وراء الدراسة الأطباء، لتقديم المشورة للمرضى الذكور المعرضين، لخطر الإصابة بـ"أمراض القلب" للحصول على مزيد من الجنس. وفي كل عام، يموت حوالي 73,000 شخص في بريطانيا من أمراض القلب التاجية. ولا يزال القاتل الأكبر في البلاد. واشتبه الأطباء لسنوات أن الجنس المتكرر يمكن أن تقلل من المخاطر.
ووجدت إحدى الدراسات السابقة أن الجماع مرتين في الأسبوع، ينصف فرص الرجل في حدوث انسداد الشرايين لديهم مقارنة مع هؤلاء ممن يمارسون الجنس أقل من مرة في الشهر. ولكن كان هناك القليل من الإثباتات العلمية لشرح لماذا أن الحياة جنسية صحية تحمي ضد المرض. وأحدث النتائج، التي نشرت في مجلة الطب الجنسي، هي أول من تبين أن ممارسة الجنس خفض مستويات الهوموسيستين.
والمادة الكيميائية هي لبنة حيوية للبروتينات، وتحدث بشكل طبيعي في الجسم. ولكن المستويات الفائضة، التي يمكن أن تسببها سوء التغذية، يعتقد بأنها تضر الأوعية الدموية التي تورد القلب - مما يزيد من خطر حدوث جلطة مميتة. ووجد استعراض رئيسي للبيانات العلمية في عام 2015 أن زيادة مستويات الهوموسيستين، تزيد من خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب بنسبة 66 في المائة.
واكتشف خبراء العام الماضي في جامعة بوسطن، فرص حدوث سكتة دماغية قفزت بنحو الثلث في تلك التي لديها قراءات عالية. كما تم ربطه بمرض الزهايمر والسرطان. وتتبع باحثون من المركز الطبي الدفاعي الوطني National Defence Medical Centre في تايوان أكثر من ألفي رجل وامرأة تتراوح اعمارهم بين 20 و 59 عامًا. وقاموا بتحليل عينات الدم لقياس مستويات الهوموسيستين، ومطابقة النتائج مع النشاط الجنسي للمتطوعين.
وأظهرت النتائج أن أقل آثار المادة الكيميائية، وجدت في الرجال الذين يدعون ممارسة الجنس مرتين على الأقل في الأسبوع، في حين وجدت أعلى قراءات في تلك التي تقتصر على أقل من مرة في الشهر، ولكن في النساء لم يكن هناك تباين كبير. وفي تقرير تحدث حول النتائج التي توصلوا إليها قال الباحثون، "هذه هي الدراسة الأولى من نوعها لتقييم العلاقة بين ممارسة الجنس باستمرار ومستويات الـ"هوموسيستين".
ونوعية جيدة من الحياة الجنسية، الجنس المتكرر والرغبة الجنسية كلها، تتعلق بالصحة في منتصف العمر وكبار السن. وزيادة ممارسة الجنس يمكن أن يكون له تأثير وقائي على الصحة العامة ونوعية الحياة - وخاصة في الرجال - لذلك يجب على الأطباء دعم النشاط الجنسي للمرضى.
وقال الدكتور مايك كنابتون من مؤسسة القلب البريطانية، إن الدراسة أنتجت "نتيجة مثيرة للاهتمام"، ولكن لم بثبت أن ممارسة الجنس بشكل منتظم يخفض مستويات الهوموسيستين. وأضاف "هناك علاقة بين الجنس وخطر أمراض القلب". وتابع "التحقق من ضغط الدم ونسبة الكوليسترول لديك، وكذلك الحفاظ على النشاط وعدم التدخين، هي أفضل الطرق لضمان مستقبل صحي".