القاهرة - المغرب اليوم
كثيراً ما يدخل المتزوجون في دوامة الخوف من الملل الذي قد يعتري مشاعرهم وعاطفتهم بعد مضي وقت من الزواج، والأمر نفسه ينسحب على المتعة الجنسية وحقيقة فتورها أو تلاشيها بعد مضي وقت على الإرتباط.
فهل صحيحٌ أن المتعة الجنسية بين المتزوجين تختفي وتتلاشى مع مرور الوقت، وما هي المدة؟
بحسب موقع "الدايلي ميل" البريطانية ونقلاً عن تقرير نشرته مجلة Archives of Sexual Bahavior، فإن المتعة الجنسية التي تسود العلاقة الزوجية تبدأ بالتلاشي بعد مضي 12 شهراً من الزواج، لتتابع في الإنحدار بعد ذلك. وبحسب المجلة، فإن الحياة الجنسية تنخفض بما يقرب من الثلث بعد مضي 16 عاماً من الزواج بالمقارنة مع الفترة الأولى منه.
ويبدو أن الباحثين الألمان الذي خلصوا لهذه النتيجة، لم يتأكدوا بعد من الأسباب التي تؤدي للفتور الجنسي بعد مرور عام على الإرتباط، لكنهم يُلمحون إلى بروز اختلافات ترتبط بالدافع الجنسي بين الزوجين مع مرور الوقت.
وقد قام الباحثون بتحليل عينات ما يقرب من 3000 إمرأة ورجل تتراوح أعمارهم بين 25 و41 عاماً، وسألوهم عن رضاهم عن حياتهم الجنسية عدة مرات. وكان بعض هؤلاء في بدايات علاقتهم العاطفية في حين كان البعض الآخر مرتبطون لنحو 24 عاماً.
وفي نتائج التحليل، كشف هؤلاء الأزواج أن الإشباع الجنسي يرتفع في وقت مبكر من العلاقة، ويبلغ الذروة في الشهر الثاني عشر، لينخفض تدريجياً بعد انقضاء 16 عاماً إلى ما نسبته 27%. والغريب أن الباحثين من جامع لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ الذين عملوا على الدراسة، لم يجدوا أن للأطفال دوراً رئيسياً في مسألة المتعة الجنسية بين الزوجين، فيما أظهرت الأبحاث أن حدوث العلاقة قد يتأثر بشدة بوجود الأولاد أو الحيوانات الأليفة وكذلك عند تقدم الزوجين في العمر.
وأشار الباحثون إلى أن العاطفة قد تكون متقدة وتشغل المتزوجين بشكل كبير في السنة الأولى، في الوقت الذي يتعرفان فيه لرغبات كلَ منهما. ومن الأبحاث السابقة والحالية، تبيَن أن الدافع الجنسي يبقى نفسه عند الرجل مع مرور الوقت، في حين تميل المرأة لقلة الإهتمام وحتى فقدانه مع الزمن.
وبحسب الدكتور بام سبر، الخبير في العلاقات، فإن هذا الأمر غير مفاجئ أبداً، إذ أظهرت الأبحاث السابقة أن الكيمياء الجنسية القوية في مرحلة شهر العسل تبدأ بالتلاشي بعد مرور 18 شهراً. وفيما يسعى عددٌ من الأزواج لتطوير العلاقة الحميمة عبر العاطفة لتلبية احتياجاتهم الجسدية، يعجز أزواجٌ أخرون عن التفاوض المرتبط بالمرحلة الإنتقالية لمواجهة الصعاب وتقبَل التغيرات الطارئة على حياتهم الجنسية.
من جهتها، أشارت البروفيسورة كاري كوبر، الطبيبة النفسية في جامعة مانشستر إلى أن الأيام الأولى من العلاقة تشهد طغياناً للشغف، يتحول ويتبلور بأسلوب مختلف بعد ولادة الأطفال وتغييرات في العمل. لكن أموراً أخرى تصبح أكثر أهميةً مع مرور الوقت ونضوج العلاقة، ومنها الصدق والولاء والثقة والمصالج المشتركة، لتصبح العلاقة الحميمة جزءً أقل قيمة بالمقارنة مع حاجات أكثر نضجاً.