القاهرة - المغرب اليوم
تنتشر للاسف بين فئات المراهقين و البالغين أيضا مشاهدة المواد الإباحية كالصور و أفلام الفيديو ، لكن ما رصدته هذه الدراسات كفيل بأن يجبر مدمني مشاهدة هذه المواد بالتوقف فورا عنها ، لما قد تؤثر به على عقولهم و حتى على رغباتهم الجنسية. بالفعل تقوم هذه الأفلام و الصور بزيادة الرغبة الجنسية و لكن ماذا بعد؟ هل تعلم أن زيادة الرغبة الجنسية عبر مشاهدة هذه المواد الإباحية تأتي من نوبات الدوبامين التي يفرزها المخ استجابة لها ؟ مم يشعر الشخص بالانتشاء كما يتعود المخ على الاحتياج لهذه المواد باستمرار حتى تصبح إدمانا لاشباعه بهذه الكميات من الدوبامين . و هنا قد يتساءل البعض : و ماذا في ذلك؟ فلا بأس من أن أعطي المخ هذه الكميات من الدوبامين بمشاهدة هذه المواد بانتظام حتى لا أشعر بالاحباط و الاضطراربات ، فلا خطر من هذا الإدمان!! في الحقيقة يا عزيزي أنت مخطئ هذه المرة ، فلا يوجد "إدمان صحي" و لا يعتاد المخ موادا خارجية إلا وكان لها تأثيرا سلبيا على صحتك ، و قد تتفاجأ إذا علمت أن أول ما سيتأثر بهذا الإدمان هو رغبتك الجنسية .. فقد اعتاد مخك على نوبات الدوبامين بنسب مرتفعة مما يسبب له مع الوقت التعود عليها لتفقد متعة الإثارة التي كنت تشعر بها في البداية ، فبالرغم من تطلب مخك للدوبامين و تلبيتك لاحتياجه حتى لا تشعر بالاضطراب ، إلا أنه أصبح يستقبلها دون إثارة ، مما يجعل مدمني المواد الإباحية أقل إثارة عن غيرهم أثناء ممارستهم للعلاقة الحميمة بعد الزواج ، و هو ما نشرته مجلة JAMA العلمية الشهيرة عام 2014 ، كما أكدت دراسة نشرت عام 2011 بمجلة Psychology Today أن الشخص المدمن على هذه المواد يصبح صعب الإثارة للغاية. ليس هذا فقط بل سجلت الدراسات أيضا أن الذين يشاهدون المواد الإباحية باستمرار يعانون من تقلص حجم منطقة ال Striatum بالمخ ، و هي المسؤلة عن الإحساس بالتحفيز و الاستجابة للأحداث السعيدة ، و هو ما يفسر شعور مدمني هذه المواد بالضيق و القلق وتقلب المزاج و الاكتئاب طوال الوقت. قد يعتقد البعض أننا بالغنا قليلا في وصف هذه العادة بالإدمان ، و لكن هذا التعبير لم يأتِ من فراغ بل ستصدمك النتائج التي نشرتها جامعة كامبريدج البريطانية عام 2013 في دراسة للمقارنة بين مراكز المخ المثارة أثناء مشاهدة المواد الإباحية و التي تثيرها أيضا المخدرات و المشروبات الكحولية ، لتجد أن المراكز التي يتم إثارتها في المخ بعد تعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات هي نفسها التي تثيرها هذه المواد . لهذا فإن شعورك بالذنب بعد مشاهدة هذه الأفلام لم يأتِ من فراغ ، ففطرتك التي خلقت بها ترفض حتى أن تسلب نفسك السعادة التي منحك الله إياها عبر هذه العلاقة.