وجدة – إدريس بن عيسى
أنكرت صحيفة "واشنطن بوست" تأكيدات وزارة الداخلية بشأن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المغربية التي جرت في السابع من أكتوبر/تشرين أول الجاري والتي قالت إنها بلغت 43 في المائة، وخرجت الصحيفة لتقول عكس ذلك، وكشفت في مقال تحليلي، أن نسبة المشاركة الحقيقية في الانتخابات لم تتعدى 23 في المائة، وهو المعطى الذي اعتبرته دليلًا على نقص ثقة المغاربة، ليس فقط في الأحزاب السياسية ولكن في النظام الانتخابي برمته.
وأشارت الصحيفة إلى أن انخفاض المشاركة الانتخابية انقلب إلى صالح الآلة الانتخابية لحزب “العدالة والتنمية” الذي كان قادرًا على حشد قاعدته للوصول إلى صناديق الاقتراع، وأوضح كاتب المقال، محمد داداوي، أستاذ العلوم السياسية في أوكلاهوما سيتي، أنه خلال الفترة التي سبقت الانتخابات سبق وأن أطلق بنكيران شعار “حزب الشعب” على حزب العدالة والتنمية، في إشارة إلى منافسه الرئيسي حزب الأصالة والمعاصرة الذي ينظر إليه على أنه “دمية القصر”، والذي استمر يصفه بعبارة التحكم كدليل على السيطرة السياسية الاستبدادية”، بحسب تعبير كاتب المقال.
واعتبرت الصحيفة أن نتائج الاقتراع تعزز عدم الاتساق الإيديولوجي الذي يعرفه النظام الحزبي في المغرب، موضحة أنه “لا يوجد في المغرب حاليًا أي حزب رئيسي لديه إيديولوجية متماسكة، بل وحتى حزب “العدالة والتنمية”، خلال هذه المرحلة، إيديولوجيته مجرد”إسلامية فضفاضة”. مشيرة إلى أن هذه الدوامة الإيديولوجية سيفرز "حكومة ممزقة وغير متجانسة إيديولوجيا" بقيادة حزب العدالة والتنمية.