الرباط_ المغرب اليوم
لم تمر إلا أشهر قليلة على توجيه إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سيلا من التهم للسيد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية آنذاك ، أبرزها اتهامه بتغذية التوجه الإيديولوجي لثقافة التطرف، و بالعمالة لأميركا، و قبل اليوم بأسبوعين فقط ، حذر لشكر من انزلاق المغرب إلى “السيناريو السوري” في حال فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات ، لكنه لا يجد حرجا، اليوم، في خطب ود العدالة و التنمية أملا في حقيبة تنقذه من بطالة المعارضة.
و كان لشكر قد هاجم بنكيران و وزرائه وأعضاء من حزبه وقادة جماعة التوحيد والإصلاح، و اتهامهم بالتواطؤ مع المتطرفين الدينيين الذين ينشطون في المواقع الإلكترونية، و قال أنهم تمكنوا من استقطاب أئمة مساجد ووعاظ لنشر ثقافة التطرف، التي تطورت من خلال استقطاب أشخاص يتبنون النهج الإرهابي، و يجندون آخرين للالتحاق ببؤر التوتر بسوريا والعراق وليبيا.
و دعا لشكر أطر حزبه إلى وضع مخطط ضمن برنامجه الانتخابي للمساهمة في تأهيل الحقل الديني، قصد إبعاد المتطرفين، والدفاع عن حرية الإبداع في الفن والثقافة والحريات الفردية والجماعية، وتفتح المجتمع عبر التربية بالمدارس لمناهضة المشروع المجتمعي الرجعي.
لماذا هذا التحول الكبير في مواقف لشكر من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ؟ هل غلب لشكر مصالحه الشخصية على المبادئ العامة التي تشبع بها جهابذة اليسار ؟