الرئيسية » كتب ومراجع وأبحاث

واشنطن ـ وكالات

يحتاج الأطفال إلى رعاية حقيقية ترتبط بالطريقة التربوية وأسلبوها لضمان شخصية مستقبلية سويّة، وبناء جسدٍ سليم ومعافى، ولكن تبقى المشكلة في أسلوب هذه الرعاية وتفاصيلها، إذ ليس من السهل على الطفل أن يتقبل كل المعلومات بطريقة التلقين دون أن يفهمها كاملة.  فلا أحد يستطيع أن ينصح الطفل ويرشده أكثر ممن يشبهونه في العمر وفي التركيبة الاجتماعية والبيئية، في حين تبقى نصائح الكبار بعيدة بحكم مسافة العمر والتجربة.  ومن بين الحلول المتاحة تظهر الشخصية الكرتونية كأداة ناجحة وفعالة في جذب الأطفال نحو التمييز بين الصواب والخطأ، على اعتبار أنه يمكن تطويعها لتناسب بيئة المكان والزمان، والتحكم بشخصيتها من حيث العمر واقترابها من مشاكل الطفل وما يعانيه في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء.  وبشكلٍ عام تؤثر أفلام الكرتون على وعي وسلوك الطفل وتحدد وجهات نظره وقناعاته وفهمه للحياة، من خلال توفير بيئة واعية موجهة، تمكنه من إشباع حاجاته المتنوعة، حتى يصل إلى سنٍّ تمكنه من إدراك محيطه، حيث يتفاعل مع بيئته فيكتسب المهارات والمعارف والخبرات.  عند نقل أفلام ومسلسلات الكرتون للواقع من خلال شخصياتها، فإنها تطرحه بصورة مبسطة ومحببة للشريحة العمرية الموجهة إليها، ما يعني سهولة في الإدارك لطبيعة ما يجري واستيعاب المقولة النابعة من الأخلاق الحميدة والعادات الإيجابية التي تسعى مثل تلك البرامج لتعليمها لأبنائنا. ومنها: الشجاعة، الصدق، الكرم، مساعدة الآخرين، ضرورة التعليم وغيرها. ويتم ذلك بواسطة الشخصيات الكرتونية التي تترك بصمات مؤثرة على أفراد الشريحة العمرية التي تخاطبهم وتصبح أحيانا عنصرا فاعلا في عملية التنشئة الاجتماعية.  وتسعى الأفلام الكرتونية إلى أن تقدّم نصائحها من خلال سرد قصة يواجه فيها البطل تجربة ما، قد يتعرض للأخطار والأشرار إلا أنّ الخير الموجود لديه لا بد من أن ينتصر. وأحياناً قد تغدو التجربة أبسط بمراحل، كعرض مشكلته بموضوع ما في المدرسة أو مع أصدقائه أو مع العائلة داخل المنزل. لكن في جميع الأحوال هناك درس ينبغي تعلّمه يتم التركيز فيه على الأخلاق الاجتماعية المتفق عليها بين جميع بني البشر. ومع أنّ الأطفال يتأثرون بالشخصيات الكرتونية بغض النظر عن جنسيتها بشرط أن تكون مترجمة إلى اللغة التي يتكلمونها ليفهموها كاملة، إلا أنهم يفضلون تلك النابعة من بيئتهم المعيشة بأسمائها وشوارعها ومشاكلها، فالاقتراب يفتح المجال أمام مزيد من التأثر والتفاعل، كيف لا والبطل الكرتوني يرتدي ذات ملابسهم ويعيش في شوارعهم وحاراتهم ويتكلم بذات اللهجة وله أسماء مشابهة لأسمائهم أو قريبة منها. لا تقترب البرامج الكرتونية بشخصياتها من الأطفال لمجرد أنها تحاكي البيئة والعمر لديهم وتعالج مشاكلهم وتطلعاتهم في الحياة، فتلعب طبيعة الطفل في رؤيته البصرية للأشياء دورا كبيرا بتعلقه بأفلام الكرتون. إذ أنه يميل إلى الألوان والأشكال المبهرة ويستهويه كل ما هو مشوّق ومثير ويحتاج إلى متابعة عالية الدقة وتمعن شديد. بالمقابل ومع تغير نوعية برامج الأطفال التي تبث يوميا على القنوات الفضائية، ينبغي على الأهل مراقبتها لأبنائهم ومعرفة الجيد والسيّء منها حتى لا يقع الأطفال فريسة للأخطاء الإعلامية الاستهلاكية. لقد تغيّرت حقيقةً وأصبحت شخصياتها تعاني من ابتعاد شاسع عن الواقع إلا نادراً، معظمها كائنات فضائية وآلية أو وحوش غريبة لا وجود لها في الواقع، قصصها وأفكارها المطروحة ترتبط بالمغامرة والتشويق على حساب التربية والتثقيف الذين كانت تسعى لهما البرامج والمسلسلات القديمة بشخصياتها المنبثقة من الحياة الطبيعية والتي لا تخلو من التشويق والخيال والإبداع على مستوى الشكل والمضمون.  تأثير الشخصيات الكرتونية على حياة ووعي الأبناء لا يقتصر على المسلسلات والأفلام المشاهدة على التلفاز، فالقصص المطبوعة المخصصة للأطفال، استطاعت عبر شخصياتها التي اشتهرت عبر امتداد التاريخ الإنساني، واختلفت وارتبطت بثقافات معينة، وأنماط معروفة في التراث الشعبي، أن تقوم بدور توعوي صحيح للقراء من الكبار والصغار، وبالتالي تسهم في بناء جيل سليم على أكثر من صعيد.  ومع أن البعض يعتقد أنّ تأثير الأفلام والمسلسلات الكرتونية، يكون أكبر وأعمق في سلوك وتصرفات الأطفال، تستطيع القصص المصوّرة المليئة بالشخصيات المحببة أن تلقي بتأثيراتها على مدىً أوسع له علاقة بالتحفيز والتشجيع على القراءة والمطالعة من جهة، وبأن المعلومات التي يستخرجها بنفسه عند القراءة ترسخ في ذاكرته ووعيه، أكثر من تلك التي تصل إليه بسهولة وهو مستلقٍ يشاهد التلفاز، من جهةٍ أخرى.    

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

البحث العلمي والواقع التربوي
استخدام كاميرا 360 درجة في التعليم
مؤشرات الأداء الرئيسية KPIS و بطاقة الأداء المتوازن BSC
تعرَّف على فوائد وأضرار الدراسة على السرير والمكتب
علماء روسيون يتوصّلون إلى اكتشاف للتعامل مع عدوانية الشباب

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة