الرئيسية » كتب ومراجع وأبحاث

واشنطن ـ وكالات

يعتبر عدم تحقيق إنجاز دراسي محدد دون المستوى المتوسط والمماثل لأقران الطفل في المستوى العمري والفصل الدراسي بشكل ملحوظ، تأخرا دراسيا ناتجا عن صعوبة في تلقى العلم Learning Disabilities. وهناك كثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى تلك الظاهرة؛ سواء كانت عضوية، أو نتيجة لضغوط نفسية يتعرض لها الطفل من المنزل أو من المدرسة، أو مشكلات في العملية التعليمية نفسها، تجعل الطالب لا يحقق النتائج المتوقعة منه تبعا لمستوى ذكائه خارج الإطار الدراسي. * صعوبات التعليم * قد يظن البعض أن هذا الأمر نادر الحدوث، ولكن الحقيقة أن أحدث الدراسات الطبية أكدت أن نحو 10 في المائة من مجموع الطلاب في العالم (بما فيهم الدول المتقدمة) يعانون من صعوبات في التعليم. وكانت الدراسة التي قام بها باحثون من إنجلترا ونشرت في مجله «العلوم» (Science)، منتصف شهر أبريل (نيسان) من العام الحالي، قد أكدت أن 2 أو 3 طلاب من كل فصل دراسي يعانون من صعوبات خاصة في التعليم، مثل صعوبة القراءة أو التعامل مع المسائل الحسابية. وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الأطفال في الأغلب يتأثرون بأكثر من سبب من أسباب صعوبات التعلم، وأوضحت أن هؤلاء الأطفال يجب أن يتم تعلميهم بشكل منفرد، ومن قبل مدرسين يتمتعون بمهارات خاصة للتعامل مع مشكلات هؤلاء الأطفال، كما بينت أن تلك الصعوبات التي تواجه الأطفال يمكن أن تكون ناتجة من خلل في نمو المخ، وفي وجود جينات وراثية معينة، وأيضا عوامل بيئية تؤدي إلى صعوبات القراءة dyslexia، مثل قراءة حرف قبل حرف آخر، أو صعوبات في المسائل الحسابية dyscalculia، وقلة التركيز، أو سلوك يقارب سلوك الأطفال المتوحدين، وأيضا مشكلات في اللغة. وعلى الرغم من أن الدراسة أوصت بتعليم هؤلاء الأطفال بشكل منفرد في فصول دراسية خاصة، فإن هذه المسألة ليست بالأمر اليسير على الإطلاق، لا لقلة وجود الكوادر المدربة من المدرسين فحسب، ولكن أيضا لشيوع هذه المشكلات أكثر مما يعتقد الكثيرون. وعلى سبيل المثال، فإن 33 إلى 45 في المائة من الأطفال الذين يعانون من مرض نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD يعانون من مشكلات في القراءة، ونحو 11 في المائة منهم يعانون من مشكلات في الحساب. * مشكلات عضوية * صرح الدكتور بريان بتروروث رئيس فريق البحث، الباحث في معهد علم الأعصاب الإدراكي Institute of Cognitive Neuroscience بأنه أصبح من الواضح أن صعوبات التعلم قد تكون ناتجة من مشكلات عضوية في نمو الأعصاب حتى بالنسبة للأطفال الذين يتمتعون بذكاء عادي أو حتى فوق العادي. وقد قام الباحثون بتخليص النتائج التي توصلوا إليها عن أسباب صعوبات التعلم؛ سواء العصبية أو الجينية، على أمل إيجاد طرق أحسن لتعليم الطلاب بشكل فردي وتوفير الكوادر اللازمة للتعامل مع هؤلاء الطلاب على مستوى المدرسين والأطباء والاختصاصيين الاجتماعيين، وكيف أن الاختلافات في تكوين المخ النامي تؤثر في القدرة على التعلم، وهو الأمر الذي يجب أن يتم التعامل معه بعناية من قبل المسؤولين عن العملية التعليمية، وأن يتم التعامل مع الطالب المتأخر دراسيا عن أقرانه بشكل ملحوظ على نحو أدق، والتأكد من أن ذلك لا يحمل أسبابا عضوية. وتفتح هذه الدراسة المجال أمام محاولات كثيرة وطرق متقدمة تكنولوجيا للتعلم عن طريق الألعاب الإلكترونية أو غيرها. وتفسر الدراسة لماذا يكون هناك بعض الأطفال الذين يتمتعون بالمعدل الطبيعي للذكاء ولا يستطيعون استيعاب حكاية معينة حين قراءتها، ولكنهم في المقابل يستطيعون فهمها وبسهولة حينما يتم قراءتها أو شرحها لهم، ومع ذلك يمكن أن يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بتلك القصة، وذلك لوجود مشكلة في ترجمة المعلومات الموجودة لدى الطفل والتعبير عنها بطريقة صحيحة. وبشكل عام، فإن تشخيص صعوبات التعلم أمر خلافي بين الخبراء، ويختلف من طبيب لآخر مع الوضع في الاعتبار الفروق الشخصية بين الأطفال، وكذلك منظومة التعليم. وهناك بعض الدراسات التي تم إجراؤها على الأسباب العضوية التي يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التعلم، ومنها دراسة أميركية سابقة تم نشرها في مجلة طب الأطفال journal Pediatrics، تشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم يكونون عرضة أكثر من غيرهم، بمعدل يوازي أربعة أضعاف، لحدوث مشكلات إدراكية ومعرفية cognitive problems. * الأطفال وضغط الدم * وبالنسبة للأطفال في الفئة العمرية من عمر 10 أعوام وحتى سن الـ18 عاما، يمكن أن يمثل هذا الأمر مشكلة حقيقية، حيث هناك نحو 4 في المائة من الأطفال الآن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، خاصة أن هناك نسبة تقترب من 20 في المائة من الأطفال مرضى ارتفاع ضغط الدم يعانون أيضا من مرض (نقص الانتباه وفرط النشاط) وهو ما يمكن أن يسبب المزيد من صعوبات التعلم. وعلى الرغم من أنه قد يكون من المبكر الآن الربط بين ارتفاع الضغط وصعوبات التعلم بشكل مؤكد، فإنه يجب الوضع في الاعتبار احتمالية تعرضهم لذلك، وبالتالي يتم عمل دراسة مسحية لكل طفل مصاب بارتفاع في ضغط الدم لقدراته الإدراكية. وفي السياق نفسه، أشارت دراسة أخرى نرويجية إلى أن صعوبات التعلم، خاصة في الحساب والكتابة، قد ترتبط بمشكلة طبية في العين أكثر منها مشكلة عصبية في المخ. * رصد المشكلة * وعلى ذلك، هناك كثير من العوامل التي يجب أن تلفت نظر الآباء إلى أن طفلهم قد يعاني من صعوبات في التعلم حتى قبل دخوله المدرسة، مثل تأخر الكلام أو مشكلات في النطق أو الصعوبة في تعلم كلمات جديدة أو إيجاد الكلمة المناسبة، ومواجهة صعوبة في تعلم القراءة، وكذلك مواجهة صعوبة في معرفة أيام الأسبوع أو تعلم الألف باء أو الأرقام أو تحديد ألوان الأشياء أو شكل الحروف، وكذلك قلة التركيز أو عدم الامتثال لتعليمات معينة، ووجود صعوبة واضحة في الإمساك بالقلم أو أقلام التلوين. وأيضا عدم التمكن من القيام بمهام صغيرة، مثل ربط أو فك الأزرار أو فتح وغلق «السوستة» في الملابس أو ربط الحذاء وغيرها. وبطبيعة الحال، فإن معظم الأطفال يمكن أن يتعرضوا لواحد من هذه الأعراض، ولكن لفترة بسيطة، وذلك بشكل طبيعي. أما في حالة وجود عدة أعراض لفترات طويلة من الوقت فيجب أن تلفت نظر الآباء. والمعروف أن صعوبات التعلم إذا تم اكتشافها مبكرا يمكن أن يتم علاجها. وتبعا لإحصائيات المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة الأميركية national institutes of health فإن هناك ما يقرب من 67 في المائة من الأطفال الذين كانوا عرضة للتعرض لخطر عدم التمكن من القراءة، تم علاجهم بنجاح، وحققوا معدلات طبيعية في القراءة، مثل أقرانهم، حين تم تشخيص الحالة مبكرا، وتم التعامل معها، ويجب على الآباء حينما يلفت نظرهم بعض العلامات أن طفلهم يعاني من صعوبات في التعلم، يجب عرضه على طبيب نفسي مختص لتشخيص الحالة وتقييمها بشكل طبي، وكذلك يجب أن يحيطوا الطفل بالرعاية والحنان وتشجيعه في الجوانب الإيجابية في شخصيته، وكلك الأشياء التي يجيدها، مهما كانت تبدو صغيرة حتى يتمكن من اجتياز صعوبات التعلم.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

البحث العلمي والواقع التربوي
استخدام كاميرا 360 درجة في التعليم
مؤشرات الأداء الرئيسية KPIS و بطاقة الأداء المتوازن BSC
تعرَّف على فوائد وأضرار الدراسة على السرير والمكتب
علماء روسيون يتوصّلون إلى اكتشاف للتعامل مع عدوانية الشباب

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة