اسطنبول ـ بترا
اكدت سمو الاميرة سمية بنت الحسن، رئيس مجلس امناء جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا، ان التحديات التي تواجهها "أسرتنا البشرية اليوم تتقاسمها جميع الأجيال من كلا الجنسين، وهي تحديات يتعين على جامعاتنا أن تواجهها، بالعمل معا ومع المجتمعات المحلية".
واضافت سموها في كلمة بالنيابة عن سمو الامير الحسن بن طلال في ختام اعمال المؤتمر التركي العربي الأول للتعليم العالي في العاصمة التركية مؤخرا، "ان على قادة اليوم وصناع القرار أن يصغوا للأكاديميين والطلاب الذين يبحثون عن إجابات للتحديات الوجودية التي تواجهنا جميعا، لأن الجيل الذي ما يزال على مقاعد الدراسة اليوم، هو الذي سيعيش تداعيات قرارات اليوم".
واشارت سموها الى ان التحديات الأكبر التي تواجه منطقتنا والعالم أجمع لا علاقة لها بالثقافة أو العقيدة، أو السياسة أو النوع الاجتماعي، بل بالتهديدات الشاملة للتغير المناخي واستنزاف المصادر والمقدر لها أن تصبح أكثر تهديدا في السنوات المقبلة.
واكدت ان معالجتها والتغلب عليها يتطلب من الجميع العمل معا بطريقة موحدة، من خلال النقاش والعمل، الحوار والابتكار، لذا علينا جميعا مسؤولية ضمان أن تكون جامعاتنا مؤهلة للقيام بذلك وقادرة على إثراء الحوار وتقديم ردود علمية مستدامة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تنشأ.
ولفتت سموها الى أن سوء إدارة مجتمعاتنا وكوكبنا اليوم سيدمر الإرث الشرعي لجميع الشبان اليافعين، مشيرة الى ان أفضل مكان لحماية مستقبل أطفالنا هو الجامعات التي يجب ان نشجعها ونعزز دورها من خلال الانخراط في حوار مستنير يبرز الإمكانيات غير المحدودة للجامعات في منطقتنا وفي قدرتها على إحداث تغيير جذري في اقتصاداتنا ومجتمعاتنا، في وقت يتعرض فيه مستقبلنا المشترك لتهديد عظيم.
وأعربت سموها عن املها في ان يتكرر مثل هذا اللقاء ليصبح حدثا بارزا يجمع الأكاديميين وصناع السياسة التعليمية من الجامعات العربية والتركية، مؤكدة "أن احترامنا للتعليم وإيماننا بالمعرفة سيقودنا نحو مستقبل أفضل، وأكثر عدالة، وازدهارا خاصة ونحن نبحث عن مكان لنا في عالم يتغير بسرعة".
وتناول المؤتمر والذي شارك فيه ما يزيد على مائتي جامعة عربية وتركية ونظمته جامعة اسطنبول واتحاد الجامعات العربية، عدة محاور ركزت على التحديات والفرص في التعليم العالي واهمية التعاون العربي التركي، اضافة الى ضمان جودة التعليم العالي وضرورة حوكمة الجامعات والتواصل العالمي، والعلوم والتكنولوجيا، والابتكار، وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة.