الرباط - المغرب اليوم
أوضح رئيس حكومة فدرالية والونيا-بروكسيل رودي ديموط، أن وضع حجر الأساس لبناء مدرسة بلجيكية في الرباط يندرج في إطار تعزيز التعاون بين المملكتين والنهوض بقيم التعايش والتفاعل بين الثقافات، مضيفًا أن مشروع المؤسسات المدرسية في المغرب يروم تأهيل التلاميذ لاحتلال موقع نشيط في المجتمع عبر دفعهم للتحلي بالاستقلالية والمسؤولية، وتحسيسهم بالرهانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئة، وتنمية روح الإبداع لديهم وإعدادهم لاستيعاب التقدم التكنولوجي.
وأضاف رودي ديموط، في ندوة حول موضوع "المدرسة في خدمة القيم الكونية"، أنّ التعليم البلجيكي يستند إلى التعاون بين الفريق التربوي والتلاميذ وأسرهم بهدف تكوين مواطني الغد المحترمين لأنفسهم وللآخرين، مشيرًا إلى أن المدارس البلجيكية في المغرب تتميز بخصوصية مرونة تغيير الأهداف بناء على تطور المهن وحسب متطلبات التعليم العالي، وتتسم بالجودة مع روح الانفتاح والتسامح والتعايش وتتكيف مع حاجيات التلاميذ وخصوصيات المغرب.
واعتبر مدير القطاع الأساسي في المدرسة البلجيكية بالدار البيضاء أن المدرسة البلجيكية تمثل روحا ومجموعة من الممارسات الموروثة عبر قرون مع بيداغوجية محورها التلميذ، مضيفا أن نظامها التربوي يبرز أربع قيم أساسية تتمثل في الديمقراطية، وانفتاح المنهجيات العلمية، والاحترام والحياد.وأشار إلى أن إحدى خصوصيات المدارس البلجيكية في المغرب تتمثل في حرية الممارسة وأن المنهجية تتغير حسب السياق والفئة المستهدفة مع الوفاء للخطوط العريضة، مما يجعل المدرسة البلجيكية قابلة تماما للتكيف مع السياق المغربي.وتنظم المدارس البلجيكية في المغرب اتفاقية تم إبرامها في 21 ماي 2014 بين الحكومة المغربية وحكومة فدرالية والونيا-بروكسيل تطبق بموجبها هذه المدارس المناهج التعليمية للفدرالية مع إدماج دروس في اللغة والثقافة العربية والتاريخ والبيداغوجيا للمغرب تحترم توجيهات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني المغربية. كما تطوِر هذه المدارس جانبًا اجتماعيًا يشمل تمكين أطفال مهمشين من التمدرس الكلي المجاني في المؤسسة، وتكوين الأساتذة، وأعمالًا خيرية وغيرها.
يُذكر أن المدرسة البلجيكية في الرباط، التي ستقام في حي الرياض، تمتد على مساحة 11 ألف متر مربع مع قدرة استيعاب تصل إلى 1500 تلميذ تتراوح أعمارهم بين سنتين ونصف و18 سنة بمسار كامل يمتد من التمهيدي إلى الثانوي وستفتتح في سبتمبر/أيلول 2018.