برلين ـ وكالات
تظهر العديد من الدراسات أهمية ممارسة الرياضة لاسيما بالنسبة للأطفال، بيد أن الكثير منهم في ألمانيا بات يعاني من قلة الحركة بسبب تغير نمط الحياة، لذا تحاول إحدى المبادرات تحفيز أطفال المدارس على الحركة وممارسة الرياضة. استطاع الأطفال في الماضي تسلق الحبال الموجودة في صالة الألعاب الرياضية، أما اليوم "فيصعب على الكثير منهم صعود هذه الحبال"، حسب ميشئيلا نيلسن، مديرة قسم الأطفال لألعاب الجمباز في ناد قرب مدينة كولونيا. وتشير ميشئيلا التي تعمل منذ 15 عاما في هذا النادي إلى "أنها رأت خلال سنوات عملها هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من صعوبة حفظ التوازن كما لا يستطيع بعضهم اللعب بالكرة" وهو ما تراه بالأمر "المخيف". وتؤكد الدراسات العلمية انطباعات ميشئيلا، خاصة بعد فحص الأطفال في فئتي القفز الطويل والعالي، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة كارلسروه على مستوى ألمانيا انخفاض مستوى الأداء الرياضي لدى الأطفال بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة مقارنة بعام 1976. وتثير هذه النتائج قلق الباحثين الذين يخشون من أن يجلب معه تراجع ممارسة الرياضية وقلة الحركة عند الأطفال تداعيات صحية وخيمة مثل زيادة الوزن، التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري أو صعوبة الوقوف أو أمراض القلب والأوعية الدموية. ويعاني 15 في المائة من الأطفال في ألمانيا بعد سن الثالثة من زيادة الوزن، حيث أكد باحثون من جامعة كولونيا الرياضية على أن كل واحد من بين أربعة أطفال يُعاني من السُمنة. كذلك أشار الباحث ماتياس بيلنغهاوسن من الجامعة ذاتها إلى أن سمنة الأطفال قد تعود أيضا إلى نظام التغذية الخاطئ ونمط النوم والبيئة الاجتماعية ويقول في هذا الشأن "إن العامل الأكثر أهمية، الذي نستطيع أن نؤثر فيه، هو قلة الحركة". وفي محاولة منه لحل مُشكلة قلة الحركة عند الأطفال، أطلق الباحث الألماني مبادرة تحت اسم "الصف في الرياضة"، حيث ستوفر لطلاب أزيد من 120 مدارسة ابتدائية شريكة في هذه المبادرة، العديد من "أشكال الحركة" مثل توفير حصص إضافية للرياضة أو تخصيص أوقات استراحة فعالة كما يقول بيلنغهاوسن. من جانبها تؤكد المُدربة مشئيلا نيلسن على ضرورة إدراج مثل هذه البرامج وتقول في هذا السياق: "يُصاب الأطفال أثناء ممارستهم لرياضة الجمباز أحيانا بالحيرة، بسبب إفرازهم للعرق. فهم لا يعرفون هذا الشيء"، وذلك في إشارة منها إلى قلة حركة الأطفال. ويُِشارك بيلنغهاوسن، المُدربة نيلسن الرأي بأن الآباء يتحملون جزءا من المسؤولية في هذا الشأن، ويرى أن "بعض الآباء والأمهات يحضرون أبنائهم إلى المدرسة بالسيارة، رغم أنها لا تبعد كثيرا عن مكان سكنهم ولا يدركون أن ذلك يقلل من حركة أبنائهم". وتظهر نتائج مُبادرة "الصف في الرياضة" انخفاض نسبة السُمنة بين الأطفال المُشاركين فيها بنسبة 30 في المائة.