دبي ـ وكالات
قام وفد من دبي العطاء، برئاسة طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء مؤخراً باختتام سلسلة من الزيارات الميدانية إلى دولة جزر القمر من أجل تقييم أثر ونجاح برنامجها للتعليم الأساسي والذي نفذته دبي العطاء على مدار 4 سنوات بالتعاون مع اليونيسف لخدمة 57842 طفلاً. ويهدف هذا البرنامج البالغ تمويله 9.5 مليون درهم إماراتي (2.6 مليون دولار أمريكي) إلى تحسين معدلات التحاق الأطفال بالتعليم الأساسي في جميع مناطق جزر القمر وتحسين جودة التعليم والحد من التفاوت بين الجنسين في معدلات الالتحاق بالمدارس، بالإضافة الى تحسين استعدادية الأطفال لبدء التعليم الأساسي في الوقت المناسب ولاسيما الفتيات والأطفال المهمشين. وتم تنفيذ البرنامج في جزيرة القمر الكبرى وجزيرة موهيلي وجزيرة أنجوان، الجزر الثلاث الرئيسية التابعة لجزر القمر، وهي دولة مستقلة تقع على الساحل الشرقي لقارة أفريقيا. وكان للبرنامج دور جوهري في دعم وزارة التربية والتعليم المحلية من أجل تحقيق إصلاح تعليمي في جميع مدارس التعليم الأساسي العامة البالغة 309 مدارس. وفي هذا السياق، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: "قمنا بهذه الزيارات الميدانية لبرنامجنا في جزر القمر لأغراض الرصد والتقييم والتعلم. وتتيح هذه الزيارات لنا تقييم أثر برامجنا على الأطفال وأسرهم والمجتمعات المحلية. وتعتبر عملية الرصد والتقييم والتعلم عنصراً أساسياً لنجاح تنفيذ برامج التطوير الإنسانية، كما أنها تتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد اَل مكتوم، مؤسس دبي العطاء، فيما يتعلق بتدشين برامج ناجحة تهدف إلى تخفيض أو إزالة العقبات التي تحول دون حصول الأطفال في البلدان النامية على تعليم أساسي سليم. وأضاف قائلاً: "يعد هذا البرنامج مهم جداً نظراً لكونه يركز على ثلاثة عناصر أساسية والتي تمثل المكونات الرئيسية لجميع البرامج التي تعتزم دبي العطاء تنفيذها في المستقبل. وتتمثل هذه العناصر في ضمان حصول الأطفال على تعليم أساسي سليم وضمان المساواة بين الجنسين وتنمية الطفولة المبكرة. ونحن على يقين من أن دعمنا لعملية الإصلاح التعليمي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم سيؤدي إلى تمكين جيل كامل من الأطفال في جزر القمر". ويتألف البرنامج من ثلاثة مكونات أساسية وهي توسيع نطاق عملية إصلاح التعليم الوطنية والحد من التفاوت بين الجنسين وضمان بقاء الفتيات في المدارس والنهوض بمستوى تنمية الطفولة المبكرة في جزر القمر. وفي إطار عملية الإصلاح التعليمي، ركز البرنامج على دعم بناء القدرات المؤسسية وتعزيز فعالية نظام التعليم من أجل ضمان إلمام جميع الأطفال بالحد الأدنى من الكفاءات الأساسية في نهاية كل مرحلة وحتى إكمال مرحلة التعليم الأساسي. وتضمّن البرنامج أيضاً تطوير آليات تنسيق بين شركاء التنفيذ ووزارة التربية والتعليم من أجل تحسين مستوى التعاون وتجنب التضارب والخلاف. وبهدف تعزيز جودة التعليم، اشتمل البرنامج على العمل مع المعلمين والسلطات المحلية بغية تقديم الدعم والتدريب في مجالات مثل المنهجيات الدراسية القائمة على المشاركة والصفوف الدراسية المراعية لاحتياجات الجنسين وإدارة المدارس. ونظراً لانخفاض مستويات التعليم في جزر القمر، كان دور المجتمع المحلي أساسي في عملية الإصلاح التعليمي. وفي هذا السياق، دعمت دبي العطاء من خلال هذا البرنامج أنشطة التواصل الرامية إلى زيادة الوعي بين الطلاب وأولياء الأمور والمجتمعات، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على التعليم السليم. وسعياً لضمان المساواة بين الجنسين في المدارس، قام البرنامج بدعم الحملات المجتمعية والإعلامية الرامية إلى مواجهة العواقب الاجتماعية والثقافية التي تحول دون تعليم الفتيات، بالإضافة الى توسيع نطاق مبادرة المدارس الصديقة للفتيات. وسعت هذه الحملة متعددة الجوانب أيضاً إلى زيادة الوعي بحقوق الأطفال ومسؤوليات المجتمع تجاه صيانة هذه الحقوق، بالإضافة الى تحسين مدى توافر المياه والمرافق الصحية في المدارس. وتلعب مدارس تعليم القرآن الكريم دوراً محورياً في عملية التعليم الأساسي في جزر القمر. ومن هذا المنطلق، ساعدت دبي العطاء في تطوير التعليم قبل الأساسي من خلال توسيع نطاق مراكز تعليم القرآن الكريم المطورة، التي نتج عنها التحاق 6,200 طفل في 190 مركزاً لتعليم القرآن الكريم المطورة ضمن 153 مدرسة للتعليم الأساسي موزعة في المناطق الريفية بصفة أساسية.