الدوحة ـ أ.ش.أ
طور فريق من باحثي جامعة "كارنيجي ميلون" في قطر، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وسيلة جديدة لتدريس اللغة العربية الفصحى للأطفال العرب، باستخدام وسائل تكنولوجيا تفاعلية. وكان مشروع "دعم تعليم اللغة العربية في قطر" قد حصل، عام 2009، على منحة تمويلية من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. وخلال العام الحالي، أقام باحثو جامعة "كارنيجي ميلون" في قطر وأكاديمية قطر، شراكة تهدف إلى توصيل التكنولوجيا التي طوروها إلى فصول رياض الأطفال. ففي سبيل تلبية الحاجة الملحة لتعريف التلاميذ باللغة العربية الفصحى، صمم فريق الباحثين مجموعة من الأنشطة المرتكزة على قصة علاء الدين، التي تعد من التراث الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط، لتقديمها عبر أسطح تفاعلية كبيرة، تسمى "مايكروسوفت بيكسل سينس"، حيث تسمح الشاشات الضخمة، ذات الأربعين بوصة، للأطفال بالتفاعل مع البرنامج، ومع بعضهم البعض، في وقت واحد. وتكمن أهمية هذه الوسيلة الجديدة في كون معظم الأطفال العرب يجهلون، قبل الالتحاق بالتعليم المدرسي، وجود نسختين مختلفتين للغة العربية: اللهجة المحلية التي يتحدثون بها في المنزل، والنسخة الرسمية للغة العربية الفصحى. وعلى الرغم من ندرة استخدام الفصحى في التعاملات اليومية، إلا أنها الصورة المستخدمة في الكتابة والأحاديث الرسمية. وقالت زينب إبراهيم، أستاذة اللغة العربية في جامعة كارنيجي ميلون في قطر وعالمة اللغويات الاجتماعية إنها كانت تعلم أن النجاح في هذه المهمة سيحتاج إلى البحث بعيدا عن وسائل تدريس اللغة التقليدية. وأضافت: "عندما سألت طلابا أكبر سناً عن تجاربهم مع تعلم اللغة العربية الفصحى قالوا إنها تشبه العودة إلى قرن مضى. لذا علمنا أن علينا الابتكار من أجل جذب انتباه الأطفال." من جهتها، تشير جميلة الشمري، معلمة الدراسات العربية والإسلامية في أكاديمية قطر، إلى أن "مشروع علاء الدين"، كما يشار إليه في المدرسة، أحدث فرقاً كبيراً في صف رياض الأطفال المسؤولة عنه. وتوضح بالقول: "أعمل في هذا المجال منذ 4 أعوام، وأحاول دائماً أن أجعل دروسي ممتعة وتفاعلية. ولكن قد يكون هذا صعبا نظرا لقلة الموارد الرقمية المتاحة لتدريس اللغة العربية. وقد استطاع المشروع بالفعل الاستحواذ على اهتمام التلاميذ، كما ساعدهم استخدام الشاشات الكبيرة على الاستماع والمشاركة والعمل في فريق."