القاهرة ـ هبة محمد
يمثل الاحتفال بيوم الطالب العالمي، الذي اختير له الحادي والعشرون من شباط/فبراير من كل عام، تخليدًا لذكرى نضال الطالب المصري، ويُعد مدعاة للفخر، حيث يحتفل العالم بأسره بذكرى طلاب ناضلوا طويلاً لينالوا استقلالهم التام من الاحتلال البريطاني. والقصة ترجع لـ 9 شباط/فبراير1946، حينما خرجت أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانيّة، للمطالبة بإلغاء معاهدة 1936، انطلقت من جامعة القاهرة أو كما كان يطلق عليها وقتها جامعة فؤاد الأول، فعبرت شارع الجامعة، ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، فإذ ببعض السيارات العسكرية البريطانيّة المسلحة تخترق الميدان وسط الجماهير فجأة لتدهس بعضهم تحت عجلاتها. وما أنّ توسط الطلاب الكوبري حتى حاصرته الشرطة من الجانبين وقامت بفتحه، فسقط بعض الطلبة في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتي فرد، وفي اليوم التالي عمّت المظاهرات القاهرة والأقاليم، وفي 11 شباط/فبراير صادرت الحكومة الصحف التي كانت تنشر أخبار المظاهرات وحوادث الاشتباك مع الشرطة، ولم يمنع ذلك الهيئات المختلفة من الاحتجاج على القمع الحكومي للمظاهرات، فتم إعلان احتجاج كلٍ من اتحاد خريجي الجامعة واتحاد الأزهر وكلية أصول الدين ولجان "الوفد" في الأقاليم و"مصر الفتاة" و"الفجر الجديد"، وهي جماعة يساريّة ذات صلة قوية بالحركة العمالية في ذلك الوقت.