بيت لحم ـ وفا
دعا مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، في ورقة حقائق قدمها لمناسبة اليوم العالمي للطيور المُهاجرة، جهات الاختصاص إلى اعتماد عصفور الشمس الفلسطيني طائرا وطنيا لفلسطين كحال العديد من دول العالم، وككل شيء سيادي: العاصمة، والعلم، والنشيد الوطني، والحدود، والمجال الجوي والبحري.
وتحتفل دول المعمورة في الثاني عشر والثالث عشر من أيار في كل سنة، باليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي يحمل هذا العام شعار 'مسارات الهجرة في المقاصد: الطيور المهاجرة والسياحة'.
وكشفت الورقة التنوع الحيوي الثري لوطننا، الذي يحتضن تاريخيا 530 نوعا من الطيور المختلفة، فيما يزيد عدد الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة حاليا عن 347 نوعا.
وتُصنف الطيور حسب وضعها في فلسطين إلى خمس مجموعات وهي: المُقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمُهاجرة، والزائرة الشتوية، والمُشردة.
وجاء في الورقة 'تستحق فلسطين، المصابة بحلم الحرية والخلاص، إطلاق طائرها الوطني، أسوة بدول الكون. ولما كان عصفور الشمس الفلسطيني ساحرا برشاقة حركته، وبطيرانه الواثق والسريع، وبمنقاره الطويل، ولكونه بهيا بميزة تلوين ريشه الأسود تحت شمسنا، فيصير خليطا أخضر وأزرق وبنفسجيا لذكوره، ورماديا وبنيا لأنثاه، فيستحق هذا 'العازف' الذي يستقر في جبالنا السامقة، وروابينا الغنّاء، وسهولنا اليانعة، وودياننا الممتلئة بالعزة، وبجوار بيوتنا وأشجارنا وأزهارنا الأخاذة، أن يتحول منذ الآن إلى 'أيقونة' فلسطين الوطنية: طائر يغرد للحياة، ولا يقبل إلا بشمس الحرية، ويُعرّف العالم بوطننا الذي ينتظر الخلاص، في كل المحافل.
وأوضحت الورقة: لا تهدف المبادرة إلى الاكتفاء بمجرد إعلان عابر عن الطائر كرمز وطني، بل سيتعداه إلى ما هو أبعد، ليصار إلى الترويج له والتعبير بأشكال إبداعية وفنية وإعلامية ولنشره تحت شعار: (عصفور شمسنا... سفير حريتنا)، ليجري ربطه ببلادنا، والتعريف بها كونها من أكثر بقاع الأرض ثراء بالتنوع الحيوي؛ بفعل التباين الكبير في أنظمتها المناخية، عدا عن التنوع الكبير في التضاريس وأنواع التربة. وكونها أهم ثاني معبر للطيور المهاجرة في العالم. كما سيجري التعريف بما فيها، خاصة أن الكائنات التي تم وصفها في فلسطين، تُقدر بنحو 47000 نوع ويعتقد بوجود حوالي 4000 نوع آخر لم يجر وصفها حتى الآن. فيما يبلغ عدد النباتات قرابة 2700 نوع، ويبلغ عدد الأنواع المتوطنة منها في فلسطين حوالي 261 نوعا، 53 منها خاصة بفلسطين، 12 نادرا جدا، في وقت يهدد الانقراض حوالي 543 نوعا. عدا عن وجود 117 نوعا من الثدييات ضمن 30 عائلة. بجانب 110 أنواع من الزواحف والبرمائيات، وزهاء 32 نوعا أصيلا من الأسماك ونحو 14– 16 نوعا دخيلا.
وبينت الورقة أن العصفور من رتبة الطيور المغردة، وعائلة المغثريات (عصافير الشمس). أما اسمه الشعبي فهو 'تمير فلسطيني' أو 'أبو الزهور'، واسمه العلمي Nectarinia osea، ويبلغ طوله 11-12 سم، وهو مُلون ورائع وجميل ومرتبط بفلسطين لأنه اكتشف لأول مرة فيها عام 1865، ويتواجد فيها تحديدا، وبشكل أقل في دول حفرة الانهدام. ويتغذى على الحشرات، ورحيـــق الأزهار باستخدام لسانه الطويل؛ لاستخراج الرحيق من الزهور، ويطير مقابل الزهــرة، ويفضّل المناطق مرتفعة الحرارة والمناخ الجاف، ويعيش في الغابات الجافة والأودية والبساتين والحدائق وفي المدن أيضــا. ويُعد من أصغر الطيور في بلادنا، فهو رشيق الحركة، مفعم بالحيوية، ويطير بسرعة هازا جناحيه بسرعة كبيرة، منقاره أسود طويل دقيق وينحني إلى الأسفل، فيما الذيل قصير، والأرجل سوداء طويلة، أما قزحية العين فلونها بني، والذكر يتميز بألوانه الزاهية الجميلة، على الرغم من أن لونه العام أسود داكن، إلا أنه ومع أشعة الشمس تظهر ألوانه الزاهية الخضراء والزرقاء والبنفسجية في الأجزاء العلوية من الجسم ومنطقة الصدر، أما جوانب الصدر وتحت الجناحين فمغطاة بخصلات برتقالية وصفراء، أما الأنثى فلون الأجزاء العلوية من جسمها رمادي بني، أما الأجزاء السفلية فرمادية فاتحة اللون.
ويتميّز هذا الطائر بصوته المرتفع، ويعتبر من الطيور المعروفة بانتمائها لمنطقة حفرة الانهدام، ويحمل اسم فلسطين، وهو جميل، ذو صوت يطرب له الإنسان. ومن المعتقدات الخاطئة أن معظم الناس يظنون أنه من الطيور الطنّانة لوجود تشابه بينهما في بعض الصفات، إلا أن الحقيقة العلمية تشير إلى كونه من عائلة مختلفة تماما.