الرئيسية » تحقيقات

جدة ـ وكالات

بات العالم الافتراضي والانترنت الملجأ الوحيد للمرأة السعودية للتعبير عن رأيها بحرية ونقاش قضايا محظورة في العالم الحقيقي مع نساء أخريات أو مع الرجال، في ظل القيود العائلية والمجتمعية والقانونية. عبرت ناشطات سعوديات عن شعورهن باليأس من الواقع النسائي السعودي، في ظل القيود المفروضة على حياة المرأة السعودية وحرمانهن من أبسط الحقوق التي كفلتها المواثيق الإنسانية والدولية. في هذا السياق تقول سعاد الشمري، الرئيس العام للشبكة الليبرالية الحرة السعودية على الإنترنت، في حوار مع DW عربية: "نشعر بأننا لسنا بشراً، لقد حرمنا من الحياة الطبيعية للبشر، ممنوعون من المشي في الشارع، وممنوعون من ممارسة الرياضة، ومن قيادة المركبات، وممنوع علينا دخول المؤسسات الرسمية دون إحضار ولي الأمر، نشعر بأننا عبيد". ويبلغ عدد الإناث في السعودية ما يربو على تسعة ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان الأصليين البالغ عددهم قرابة تسعة عشر مليوناً، بنسبة 49.1 %  وفي ظل القيود المفروضة على أرض الواقع نجحت المرأة السعودية في اختراق العالم "المحظور" وتجاوز الخطوط الحمراء والتمييز العنصري لصالح الرجل المفروض عشائرياً ورسمياً على المرأة، ومناقشته علناً، في مؤتمرات وندوات خارج المملكة العربية السعودية، ومن خلال المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي داخلياً. من جانبها قالت المدونة السعودية هالة الدوسري لـ DW عربية: "خارج السعودية أشعر بحرية أكبر، أتعامل مع الجميع بحرية، أتواصل مع وسائل الإعلام بحرية واحضر وأشارك في الندوات وورش العمل والمؤتمرات. أما في السعودية فنشاطاتنا هي في بيوت، خاصة بسبب القيود الحكومية التي لا تسمح بتنظيم أي نوع من النشاطات". وتعاني النساء في السعودية من التمييز الواضح ضدهن في القوانين والعادات والتقاليد العشائرية، وتتمثل أبرز القيود في إلزام المرأة السعودية بوجود "وصي" عليها من الذكور، غالباً ما يكون أباها أو أخاها أو ابنها حتى لو كانا أصغر منها سناً. وتتيح له القوانين التحكم في كل شيء في حياتها، حيث لا تستطيع السفر إلا أو العمل إلا بإذنه وله الحق في تقاضي راتبها، وهو من له الحق في تزويجها فقط.  وتضيف الدوسري بالقول: "أكثر شيء يشعرني بالعجز هو تواصل سيدات معي من خلال مدونتي، لاعتقادهن أن باستطاعتي مساعدتهن، وعدم مقدرتي على تلبية كل تلك الطلبات التي تصلني من نساء سعوديات من أماكن مختلفة في السعودية يتعرضن للاضطهاد والظلم". وتمارس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "الشرطة الدينية" في السعودية رقابة على حركة النساء في الأسواق العامة والتزامهن بالزي الرسمي الشرعي، ومنع أي ممارسات تظهر "عدم الاحترام" للدين الإسلامي. وذكرت تقارير صحفية في أوقات سابقة أن الهيئة منعت في بعض حوادث رجال الإطفاء من دخول منازل ومدارس للبنات اندلعت فيها حرائق، بسبب عدم وجود "محرم" داخلها، وأنه لا يجوز شرعاً أن تنكشف المرأة أمام رجال الإطفاء، مما تسبب في وقوع مزيد من الضحايا.  وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية يتجاوز احد عشر مليون مستخدم، فيما يستخدم موقع تويتر الشهير حوالي ثلاثة ملايين سعودي، والتي تعتبر أعلى نسبة في العالم العربي. وتستخدم الإنترنت الكثير من النساء السعوديات للخروج من حواجز وقيود مجتمعية في أرض الواقع، حتى أن معظمهن يستخدمن اسماء وهمية لعدم قدرتهن على مواجهة العقوبات من العائلة والعشيرة والتي قد يتسبب نشر اسمائهن في التشهير بهن. وأوضحت الناشطة الشمري أن السبب الرئيس لانتشار المدونات واستخدام المرأة السعودية للإنترنت بكثافة دون غيرها من النساء العربيات، كونها ممنوعة من الخروج من المنزل، وممنوعة من الالتقاء بأحد، ولا تستطيع الإفصاح عما بداخلها وأن الفكرة التي تؤمن بها لا تستطيع أن تعبر عنها إلى في العالم الافتراضي. وقالت "عندما أفصحت عن اسمي وجزءا من وجهي اعتقد البعض من عشيرتي أنني سببت لهم فضيحة، ومورست علي الكثير من الضغوط لحذف اسمي حتى والدي المثقف انصاع لضغوط القبيلة". وتضيف الشمري: "ظهور مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت نوعاً ما في أن يكون هناك بعض الأسماء الحقيقية والكتابة بأسماء حقيقية مما جعل التعرف على الناشطات فيما بينهن أفضل، وساعدهن على التعاون بشكل كبير". ولم تفلح انتقادات مؤسسات حقوقية عالمية للقيود المفروضة على المرأة في السعودية في الحد من التمييز في القوانين والأنظمة المتبعة بحقها من قبل المجتمع الذي تصفه الناشطات بالمجتمع "الذكوري" والمتشدد. من جانبها تشير الدوسري إلى أنها عندما تنشر مدونة جديدة، فإنها تتلقى "الكثير من الردود الايجابية والتي تدفعني إلى الكتابة مجدداً، ويشعرني بمتابعة واسعة داخلياً وخارجياً"، موضحةً أن اتجاه السعوديين إلى التدوين والإنترنت هو بسبب عدم الثقة برواية الإعلام الرسمي. وتسعى الكثير من الناشطات السعوديات إلى تغيير القوانين "المجحفة" بحقهن في ظل وجود مقاومة شديدة من رجال الدين المتشددين، الذين لهم تأثير كبير على النظام القضائي، وصولاً إلى تشهير رجال الدين ببعض الناشطات السعوديات في وسائل الإعلام وتكفيرهن في محاولة لمنع تأثيرهن على المجتمع النسائي السعودي. وتختم الشمري بالقول: "المضايقات الحقيقية التي نتعرض لها كل يوم هو التشهير بسمعتنا وأسمائنا وتحريض بقية الشعب علينا من خلال منابر المساجد ومشايخ الدولة، وعندما نحال إلى القضاء لا يكون في صفنا أي أحد، حتى لو لحق بنا السب والشتم والقذف وهو محرم في الدين الإسلامي".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

أعيدي الحميمية إلى زواجك بأسرع 3 طرق
4 علامات تكشف عدم ثقتكِ في زوجِك وتزيد مشاكلكِ
مغربية تقتُل ابنها صاحب الـ11 عامًا وتُلقي بجثته في…
"الكعب العالي" يثير الجدل في اليابان والحكومة تتدخل
تضحية غريبة من شاب هندي لإعادة محبوبته

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة