الرئيسية » مصارف
الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني

الدوحة - قنا

أكد سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، أهمية قطاع التمويل الإسلامي، الذي شهد تطورا ملحوظا خلال الأعوام الماضية، إلا أنه لفت إلى،أن هذا القطاع لا يزال بحاجة إلى مزيد من التطور والنمو دون أن يفقد جوهره، أو أن يبتعد كثيراً عن قواعده الأساسية، داعيا إلى النظر في العديد من التحديات التي تواجه التمويل الإسلامي، من منظور اقتصادي بحت.

وشدد سعادته خلال كلمة ألقاها في اليوم الثاني لمؤتمر معهد التمويل الدولي لربيع عام 2015 بالدوحة، على حاجة التمويل الإسلامي للتوسع والتحرك في مناطقه التشغيلية الأساسية في آسيا والشرق الأوسط، لكي يشهد المزيد من التطور وإنتاج المواهب للارتقاء به، كما أن على هذا القطاع أن يستفيد بقدر أكبر من كون مدينة لندن باتت مركزاً مالياً للتمويل الإسلامي، وأن تقبل المؤسسات المالية الإسلامية الحالية هذا التحدي الجديد برحابة صدر.

وأشار إلى،أن الأصول العالمية للمصارف الإسلامية تقدر حالياً بنحو 1.8 تريليون دولار .. مضيفا أن دولة قطر كانت سباقة في مجال الصيرفة الإسلامية، حيث تأسس مصرف قطر الإسلامي في عام 1982، وتلى ذلك إنشاء بنوك أخرى هي بنك قطر الدولي الإسلامي، ومصرف الريان، وبنك بروة، إذ تستحوذ هذه البنوك الأربعة على أكثر من 25 بالمائة من اجمالي موجودات الجهاز المصرفي بالدولة، إضافة إلى وجود عدة مؤسسات تمويل تعمل في قطر وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
 
وذكر محافظ مصرف قطر المركزي،أن التوقعات الراهنة حول استمرار نمو مؤسسات قطاع الخدمات المالية الإسلامية الكبيرة على الصعيد الدولي، من شأنها أن تزيد من حصتها في إجمالي الأصول المالية عالمياً، مما يؤدي إلى زيادة التعقيد والترابط ومخاطر التركز، والمخاطر النظامية ... مشيرا إلى أن استمرار هذا النمو والتطور، يتطلب وجود إطار قانوني وتنظيمي يُسهل عملية الانتقال مع ضمان الاستقرار المالي، وعدم المساس به، كما تحتاج السلطات التنظيمية والرقابية إلى جمع ورصد المعلومات والبيانات حول مخاطر الإئتمان الخاصة بمؤسسات الخدمات المالية الإسلامية، مثل المستويات العالية من التعرض لمخاطر قطاعات معينة كالقطاع العقاري، ولمجموعة معينة من العملاء مثل التمويل الإستهلاكي.

وقراءة لواقع القطاع في العالم، قال محافظ المركزي إن الصكوك الإسلامية، يمثل سوقها الجزء الثاني الأسرع نمواً في التمويل الإسلامي، وبمعدل يزيد على 40 بالمائة سنوياً، خلال الفترة من عام 2005 إلى عام 2012، و" لكن هذا النمو المرتفع قد تباطأ، نتيجة تباطؤ الطلب عليها في مناطق انتشارها التقليدية".

وبين أنه من الناحية التاريخية، وبمقارنة عوائد الصكوك بعوائد السندات المماثلة في ظل غياب مؤشر سوق قياسي للعائد على الصكوك الإسلامية، فإن عوائد الصكوك تبدو أعلى بقليل منها مقارنة بالسندات، موضحا أن السبب في ذلك يعود إلى هيكل المخاطر الأكثر تعقيداً في الصكوك والذي يحول دون الإنتشار الواسع لها مقارنة بالسندات، وسوف يتغير هذا الواقع عندما يُصبح المستثمرون أكثر إدراكاً للأدوات المالية الإسلامية، ومن ثَم لا يمكن لنموذج التمويل الإسلامي أن يستمر على هذا المنوال".

وأوضح سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني أن جزءاً كبيراً من نمو التمويل بالصكوك، وأدوات التمويل الاسلامي الاخرى، يتركز بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا .. مضيفا أن العنصر الديمغرافي لا يزال يعمل في صالح التمويل الإسلامي، في الجزء الأكبر منه، ومع ذلك فإن بعض المنتجات التي تجعل من قطاع التمويل الإسلامي قطاعاً عالميا  ،كالصكوك، تواجه مخاطر خارجية، ولا يمكن تحقيق النتائج المرجوة منها بسهولة، كما هي الحال بالنسبة إلى منتجات التجزئة المصرفية.
 
وأكد سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، ضرورة أن يصبح التمويل الإسلامي أكثر إبداعاً، وأن يعود إلى جذوره بدلاً من الابتعاد عنها، كما أن عليه الاعتماد على هياكل مخاطر نمطيه بسيطة وأكثر وضوحاً تناسب الفئات المختلفة من المستثمرين.

وأضاف سعادته، أنه بالنظر إلى وضع السيولة القوي الخاص بالبنوك الإسلامية، فإنه يتعين عليها عدم تجاهل بعض الأسواق، حيث لديها في إفريقيا القدرة على زيادة الشمولية المالية لعدد كبير من العملاء الذين لا يستفيدون من الخدمات المالية التقليدية، والأهم من ذلك، يمكن للتمويل الإسلامي ،وخاصة الصكوك، أن يوفر مصدراً بديلاً لتمويل البنية التحتية اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية المُستدامة، حيث تُقدر فجوة الاحتياجات الاستثمارية بالنسبة للقارة الإفريقية بحوالي 41 مليار دولار سنوياً.

ولفت إلى،أن الاستثمارات المتاحة للبنوك الإسلامية لا تتسم بالتنوع كنظيراتها التقليدية، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى زيادة المخاطر التي تواجهها في توظيف أموالها وإدارة سيولتها.. مشيرا إلى،أنه رغم بعض الجهود المبذولة في هذا الإطار، فإنها تبقى غير كافية، ويتعين العمل على تعزيز تنويعها، حيث تتجه المصارف الإسلامية حالياً وبشكل كبير نحو صناديق الأسهم الإسلامية، التي قد تحتاج إلى تقييم جدوى، وتوسيع فئات الأصول فيها لتلبية احتياجات مجموعة واسعة من المستثمرين، وتوفير المزيد من الاستقرار في جانب الطلب.

ونبه محافظ مصرف قطر المركزي إلى،أن الاقتصاد العالمي واصل تباطؤه في العام 2014، حيث بلغ معدل النمو المتوسط 2.7 بالمائة تقريباً، ورغم تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي، وتراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 5.5 بالمائة في شهر فبراير الماضي، فما زالت هناك مخاطر كامنة في احتمالات التأثير السلبي لمعدلات النمو الاقتصادي المتدنية في بقية دول العالم، على الاقتصاد الأمريكي، وعلى مستقبل النمو الاقتصادي العالمي.
 
كما نبه سعادته إلى، أن البيانات المتاحة تشير إلى، أن منطقة اليورو تحقق معدلات نمو منخفضة مع معدلات بطالة مرتفعة، مما دفع البنك المركزي الأوروبي مؤخراً إلى تبني سياسة التحفيز الكمي، ورغم أن هذه السياسة جاءت بنتائج إيجابية على الاقتصاد الأمريكي ، إلا أن احتمالات نجاحها في دول الاتحاد الأوروبي، قد تواجهه تحديات مختلفة، في ظل معدلات تضخم متدنية جداً .. مشيرا إلى، أن النمو المنخفض إذا صاحبه تراجع في معدلات التضخم ولفترة طويلة، فإن ذلك يزيد من مخاطر الوقوع في مصيدة الانكماش السعري، حيث تؤدي معدلات التضخم المنخفضة إلى ارتفاع مستويات الفائدة الحقيقية، الأمر الذي يؤثر سلبا على الطلب الكلي.

وقال سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي في سياق آخر، إن تراجع النمو الاقتصادي في اليابان، استمر نتيجة فرض ضريبة جديدة على المبيعات، الأمر الذي دعا إلى تأجيل تطبيق المرحلة الثانية منها، وإلى تبني البنك المركزي الياباني سياسة نقدية جديدة لتحفيز النشاط الاقتصادي، ولم يقتصر التراجع في النمو على الدول الصناعية المتقدمة، وإنما امتد أيضا إلى أهم الاقتصادات الناشئة في العالم كالهند والبرازيل.

ولفت سعادته إلى، أن بنك التسويات الدولي لعب دوراَ مهماً على مدى السنوات الماضية في العمل على تعزيز رؤوس أموال البنوك في العالم ، والمحافظة على استقرارها المالي، من خلال ما نصت عليه اتفاقيات بازل، إلا أن توافر السيولة على هذا النحو الآمن من ناحية، وما ستوفره سياسات التيسير الكمي في نفس الوقت من تدفق للأموال إلى البنوك من ناحية أخرى، لن يكون كافياً لإحداث النمو الاقتصادي المطلوب، دون أن يكون هناك نمو حقيقي في الطلب على السلع والخدمات.
 
وأشار سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني إلى،أن انخفاض أسعار النفط في النصف الثاني من العام 2014، أدى إلى زيادة الوضع الاقتصادي العالمي تعقيداً، وهو انخفاض تضافرت عدة عوامل في تحقيقه، ومنها ارتفاع سعر صرف الدولار، وتباطؤ نمو الطلب العالمي، مع زيادة المعروض من النفط الصخري، وبدائل الطاقة الأخرى، مما أثر سلباً على اقتصادات الدول المصدرة للنفط.

وذكر محافظ مصرف قطر المركزي أن دولة قطر قد اتجهت بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية في عام 2008 إلى ضم جميع المؤسسات الرقابية والإشرافية تحت إشراف مصرف قطر المركزي، بهدف خلق إطار تنظيمي مالي قوي وفعال، يدعم الازدهار الاقتصادي، ويحقق الاستقرار المالي، ويعمل على تأسيس بنية تحتية قوية لصناعة الخدمات المالية، بما يتماشى مع أفضل المعايير والممارسات الدولية.

وأضاف سعادته أنه لهذا الغرض صدر القانون رقم 13 لسنة  2012 بإصدار قانون مصرف قطر المركزي وتنظيم المؤسسات المالية والذي خصص أحد فصوله لتنظيم المؤسسات المالية الإسلامية والرقابة عليها، كما صدر قانون هيئة قطر للأسواق المالية في ذات الفترة .. إضافة الى تفعيل البنود والنصوص الخاصة بالتنسيق والتعاون بين الأجهزة الرقابية والإشرافية في الدولة من خلال لجنة الاستقرار المالي، ورقابة المخاطر التي تشكل أهم المرتكزات لاقتراح السياسات المتعلقة بالتنظيم والرقابة والإشراف ودراسة المخاطر وكل ما يتعلق بالخدمات والأعمال والأسواق المالية.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

قطر توقف شراء حصة جديدة في أكبر بنك ألماني
بنجلون يُغير اسم مصرفه لـ"بنك أوف افريكا"
مصادر تؤكد ترشح "فادي فليحان" خلفًا لـ"العنداري" لحاكمية "مصرف…
خلل تقني في شبابيك "بريد بنك" في فاس يؤدي…
إغلاق المصارف يُعطّل خروج كارلوس غصن بعد 100 يوم…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة