الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الشاعر أمل دنقل

القاهرة - المغرب اليوم

مرّت 35 عامًا على رحيل الشاعر أمل دنقل (1940-1983) الذي لم يمتلك ذلك القدر من الصبر، وما إن طرق المرض بابه حتى فرّ خلفه، خلف الحقيقة التي اشتهاها، شأنه شأن رفيقه الجنوبي الآخر يحيى الطاهر عبدالله الذي استجاب لغواية الموت سريعا جدا.

وُلد أمل دنقل عام 1940 في قرية القلعة بمركز قفط في قنا، لأب أزهري حصل على شهادة العالمية عام ولادته، وانتقل دنقل بعد المرحلة الثانوية إلى القاهرة ليدرس الآداب، غير أنه كان يترك الدراسة ليعمل، وشغل عدة وظائف على فترات متفرقة، قضى بعضها في الإسكندرية.

عندما بدأ دنقل كتابة الشعر بحث لنفسه عن طريق صنع له صوتا خاصا ما زال يميزه حتى الآن، استطاع به أن يحتل مكانة خاصة بين الشعراء، وفي قلوب متابعيه، وكوّن دنقل مع كل من الراحلين عبدالرحمن الأبنودي ويحيى الطاهر عبدالله ثالوثًا جنوبيًا صعيديًا، جاؤوا حاملين ثقافة الجنوب بكل خصوصياته، غير أن دنقل لم يقدم نفسه كشاعر صعيدي ينهل من بيئته، كما يظهر في أعمال صديقيه، وبخاصة في أعمال الأبنودي، بل ظهر كما يصفه الناقد د.جابر عصفور بـ"وعي مديني".

ويرى عصفور، الذي أصدر مؤخرًا كتابه "قصيدة الرفض.. قراءة في شعر أمل دنقل"، أن أمل دنقل "أتى من قنا، ولكني أراه شاعرًا مدنيًا بكل معنى الكلمة، لأنه يعي مفهموم الوطن والتعددية العرقية والثقافية في المدينة، كما أنه كان على وعي كامل بالقومية، والإسكندرية أسهمت في جعل دنقل شاعرًا مدينيًا، فالإسكندرية قديمًا كانت فيها جنسيات متعددة وكتاب أجانب من اليونان وإيطاليا، كلها أسباب شكلت وعي أمل دنقل وجعلت منه شاعرًا مدينيًا يغلب عليه الطابع المدني مع استمرار وجود بعض الرواسب المتأصلة بداخله نتيجة نشأته الريفية".

من ناحية أخرى، كانت الميثولوجيا الإغريقية مصدرًا ينهل الشعراء منه في ذلك الوقت، بأساطيره المليئة بالبطولة والصراعات والاقتتالات العاطفية، غير أن دنقل، كما لم يقدم نفسه في صورة ابن الصعيد، لم يقدم نفسه كذلك عبر بوابة الميثولوجيا الإغريقية فعاد إلى التراث العربي، مستمدًا منه أسطورته العربية شديدة الخصوصية التي بدت له تربة خصبة لم يسبقه إليها كثيرون، ولم يكرس لها نفسه أحد قبله.
ومِن رحم التراث أنتج أمل دنقل عددًا من أعماله ذائعة الشهرة: "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"، "أقوال جديدة عن حرب البسوس"، وغيرهما، مستمدًا من الأساطير العربية الجاهلية، ومن التاريخ الإسلامي، قالبًا يصب فيه رؤيته التي يراها كثيرون رؤية عروبية، قومية، مرت بكل تلك الصدامات والصراعات التي عرفها الوطني العربي منذ ثورة يوليو حتى نكسة يونيو 1967.
انغمس أمل دنقل في ما يدور حوله من تقلبات سياسية، حيث صار معارضًا بارزًا للرئيس الراحل أنور السادات، بخاصة بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، وشهد دنقل المصادمات بين قوات الأمن والمعترضين على سياسات السادات، وهو ما تمخّض عن مواجهات عنيفة، وحملات من الاعتقال، كان لكل ذلك أثره على قصائد دنقل، مثل: "لا تصالح"، "أغنية الكعكة الحجرية"، "كلمات سبارتاكوس الأخيرة"، وهي إحدى القصائد التي خرج فيها عن الخط الذي اختاره لنفسه وهو العمل على التراث العربي.
أصيب الجنوبي بالسرطان في الثلاثة أعوام الأخيرة من حياته، الأمر الذي جعله طريح الفراش طوال الفترة الأخيرة من حياته، وهو الأمر الذي خلفه في حالة صحية ونفسية سيئة للغاية، وهو ما انتهى بوفاته، ولكن قبل وفاته، ترك دنقل ديوانه الأخير "أوراق الغرفة 80"، الذي ترك فيه أشعارًا ذاتية تتخلص من كل أعباء القصيدة التقليدية، وتطرح عن نفسها أثقال اللغة الخطابية والحماسية.​

 

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

"الأوقاف" المصرية تُنفّذ أكبر خطة لإعمار المساجد وتجديدها
تثبيت عمود مرنبتاح في بهو المتحف المصري الكبير بجوار…
أبو الغيط يُهنئ أول أديبة عربية تفوز بجائزة "مان…
تركي آل الشيخ يُطلق مسابقتين عالميتين لأجمل "تلاوة وأذان"
أمسية ثقافية رمضانية في جنين تعرض أفلامًا عن التاريخ…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة