القاهرة - المغرب اليوم
أكدت أسرة مسلسل صديق العمر، أن الهجوم الذي يتعرض له المسلسل منذ أول أيام شهر رمضان، ما هو إلا تأكيد لأهمية المشروع الدرامي الأول من نوعه في هذا المجال، والذي سعى صناعه منذ البداية لأن يكون صديق العمر بمثابة حجر كبير يلقى في بحيرة ركدت أمواجها بسبب انصراف الإعلام عموما والدراما بشكل خاص عن طرح ما جرى في تاريخ مصر القريب أمام الجمهور.
وأضافت أن المسلسل يهدف إلى فتح الملفات كلها من جديد ليكون ذلك بمثابة قاعدة لانطلاق نحو مستقبل يستفيد أصحابه من ماضيهم كما ينبغي، وأكثر دليل على ذلك أن كل الردود والتعليقات التي طالت المسلسل تتناول قصة الانفصال عن سوريا وما جرى في حرب اليمن وكواليس السياسة المصرية قبل وبعد هزيمة 1967 وكلها كانت ملفات مغلقة محفوظة في الأدراج ولم تخرج إلا عبر حلقات صديق العمر .
وأكدت أسرة المسلسل على خالص تقديرها للسياسي الكبير سامي شرف، ولكل من انتقدوا المسلسل، وأوضحت بعض النقاط لعلها تغلق مسار الانتقادات وتعطى الفرصة للجمهور لمتابعة العمل حتى نهايته والحكم بشكل مجمل على الثلاثين حلقة وهى:
أولا : يبدو أن هناك من يريد أن يظل تاريخ مصر محكوما بمن عاصروه فقط، هم الذين لهم الحق في روايته من وجهة نظرهم ومن الزاوية التي تابعوا منها الأحداث وهي الحلقة الحديدية التي كسرها مسلسل صديق العمر، فليس من واجب أسرة العمل اللجوء لكل من عايش هذه الفترة كما يطالب سامي شرف لأخذ رأيه في الحلقات أولا، كما إن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ملك للمصريين جميعا لا لمن عملوا معه فقط ولا لابناءه وأسرته فحسب.
ثانيا: كأن المطلوب من الأجيال الجديدة أن تحفظ ما ورثته عن من سبقوها، حيث بات واضحا أن الغضب الأكبر من مسلسل صديق العمر كونه قدم الجوانب الإيجابية في شخصيتي المشير عبد الحكيم عامر ورئيس جهاز المخابرات الأسبق صلاح نصر، وهي الشخصيات التي حملها الإعلام في نهاية الستينيات توابع هزيمة يونيو وجاء المسلسل ليحاول وضع النقط على الحروف ويقرأ التاريخ من زاويا مختلفة بعد قرابة نصف قرن على وقوع الهزيمة .
ثالثا: يقول السيد سامي شرف إن المشير عامر تعرف على زوجته الثانية الفنانة برلنتي عبد الحميد في سهرة خاصة نظمها صلاح نصر عام 1961 ، وليس كما جاء في المسلسل من خلال ندوة جماهيرية، ولم ينتبه السيد شرف إنه بذلك يوجه اهانة للزعيم عبد الناصر لأنه يفتح الباب بروايته تلك لعلامة استفهام تقول كيف صمت الرئيس جمال عبد الناصر على مثل هذه الأمور وهو الذي كان يعرف “دبة النملة” في مصر على حد شهادة سامي شرف نفسه وكيف سمح بوجود مثل هذه العلاقات والسهرات بين أكبر رجال الدولة، و لماذا يريد سامي شرف والغاضبين من المسلسل أن يتعرض العمل لايجابيات عبد الناصر فقط ؟ مع إنه في رده المنشور في الاهرام يقول أن عبد الناصر تحمل بمفرده مسئولية الهزيمة ودافع عن الجيش المصري، فلماذا الغضب من مسلسل يحاول رصد المقدمات التي أدت للهزيمة من خلال الأدوار التي قام بها الجميع سواء الرئيس ناصر أو المشير عامر، وإلى متى سيكون المطلوب فقط هو ذكر أنصاف الحقائق؟
رابعا : ترفض أسرة المسلسل بشدة أي تلميح أو تصريح بأن اختيار الفنان جمال سليمان هدفه التقليل من شأن عبد الناصر، أولا لأن مكانة عبد الناصر أكبر من أن يطالها أحد، فجمال عبد الناصر في قلوب المصريين قبل أن يؤديه على الشاشة الفنان الراحل أحمد ذكي، لكن العجيب أن يعتقد البعض أن أحمد ذكي هو الذي صنع شعبية عبد الناصر !! وتكرر أسرة المسلسل اعتزازها بالمهمة الوطنية التي قام بها جمال سليمان وتحمله مسئولية تجسيد شخصية عبد الناصر في هذا العمل الضخم، كما تتحفظ على أي اختيارات أو ترشيحات أخرى لأن منتج العمل ومخرجه هما فقط أصحاب الحق في ذلك، لكن يبدو أن كل من عاصر عبد الناصر يريد أن يستمر في السيطرة على تاريخه حتى بعد 44 عاما على وفاته.
خامسا: من العجيب جدا أن من ينتقدون المسلسل ويحسبون أنفسهم على جمال عبد الناصر صامتون منذ سنوات طويلة ولم نجد لهم جهدا في تقديم الزعيم كما يجب للاجيال الحالية، ويرفضون أي اجتهادات من غيرهم لتناول مراحل تاريخية تجاهلها الاعلام المصري طويلا، وعلى من يرى أن المسلسل ظلم عبد الناصر- ولازالنا نرفض هذا الاتهام- أن يقدم مسلسلا في المقابل ويترك لنا وقتها نحن أيضا حق النقد في اختيار الممثل المناسب، وكافة التفاصيل الأخرى، حيث كان واضحا من تعليقات السيد سامي شرف عدم استيعاب أن الدراما التلفزيونية ليست أفلاما وثائقية وأن تغيير بعض ملامح الشخصيات قرار لصناع العمل حسب مقتضيات الدراما فلم يتوقع صناع صديق العمر أن يتوقف أحد عن ملاحظة مثل أن هذه الشخصية كان ترتدي نظارة طبية أم لا، أو تدخن السجائر أو البايب.
سادسا : إذا كانت هناك بعض الأخطاء التاريخية في الحلقات فهذا بالتأكيد أمر يستوجب الاعتذار من صناع صديق العمر وإن كانت بعض التواريخ لا تهم المشاهد في المقام الأول لأننا نقدم دراما لا برنامج تعليمي والهدف الأسمى من العمل أن يخرج الجمهور من المشاهدة إلى القراءة ليعرف الكثير عن تاريخ بلده وأن يفتح المسلسل الأفاق أمام صناع الفن في مصر لتقديم مسلسلات وأفلام تتناول مراحل تاريخية أخرى يتعطش الجمهور لمعرفة المزيد عنها.
سابعا : يبدو أننا بحاجة للتأكيد مرة ثانية وثالثة وعاشرة على أن المسلسل حصل على كل الموافقات اللازمة من الجهات المعنية فهل هذه الجهات أيضا تخطط لتشويه صورة جمال عبد الناصر؟ وهل المطلوب أن يوافق على المسلسل كل من مر بجوار بيت الرئيس طوال فترة حكمه لمصر؟ .
ثامنا : من المفارقات اللافتة أن فئات عديدة من الجمهور ابتعدت عن ملاحظات المراقبين وتعليقات مواقع التواصل الإجتماعي وتتابع العمل لأنها تريد أن تعرف المزيد عن مصر الستينيات ولم تشغل بالها بلهجة الفنان جمال سليمان وبالرتب العسكرية للضباط المصريين والسوريين، بل انشغلت بالأحداث وتتابعها وغير ذلك من تفاصيل.
أخيرا : يقول السيد سامي شرف أنه سيتوقف عن المتابعة، ونطالبه نحن بالاستمرار فيها وأن يؤجل أحكامه عن المسلسل بعد نهاية العرض بدلا من ممارسة الرقابة على كل مشهد وكل جملة حوارية .