القاهرة - المغرب اليوم
كعادتها النجمة نيللى كريم تبحث عن الأدوار «السيكودراما» التى تظهر فيها موهبة الفنان الحقيقية، فهى تتخلى عن مكياچها وجمالها كأنثى من أجل العمل، وتبدأ فى البحث عن مناطق يخاف طرق أبوابها الفنانون، لأنها إما تكون نقطة انطلاق لصاحبها أو نكسة فنية لا يعرف نهايتها وكيف يخرج منها، تخوض فى موسم رمضان المنافسة بقوة من خلال مسلسل «سقوط حر» التى باتت حصان رهان قوياً يلعب عليه شركات الإنتاج فى كل عام ويرجحه النقاد أيضاً والجمهور.. حتى إنها كانت نجمة رمضان فى آخر عامين بآراء النقاد والجمهور والفنانين أنفسهم.
< فى البداية سألتها: ماذا جذبك لسيناريو «سقوط حر» لتخوضى به هذا الموسم؟
- السيناريو لمسنى من أول وهلة، شعرت أننى أعانى من نفس ما تعانى منه الشخصية، فكلنا مرضى نفسيون، وخطأ كبير أن نعتبر أن المريض النفسى يتواجد فى مستشفى العباسية أو المصحات النفسية بل على العكس كل إنسان لديه مشاكل وأزمات نفسية والعمل يتطرق لمشاعر داخلية فى إطار تشويقى إنسانى، كل منا يعانى من تفاصيل هو وحده من يعرفها، ويتعايش معها، ولذلك اخترت العمل لأنه يستعرض عالم المصحات النفسية بشكل واضح.
< فى كل عمل تتعمدين اختيار أعمال صعبة.. هل أصبحت وسيلتك للنجومية؟
- عندما أختار سيناريو لا أتوقف عند دورى فقط لكنى أتطرق إلى جميع الأدوار المشاركة معى، لأننا جميعاً نقدم رسالة من العمل، ولا أركز فقط فى أن أصنع نجومية بل أتطرق دائماً بماذا يفيد هذا العمل الجمهور، فأنا ممثلة أعشق التفاصيل، أحب أن أتعايش فى القضية التى أقدمها، وأتعمق فى تفاصيلها حتى أستطيع أن أكون أمينة فى توصيل الرسالة، ولذلك لا أختار عملاً صعباً لكننى أختار عملاً به تفاصيل.
< ما الصعوبات التى واجهتك أثناء تجسيدك للشخصية؟
- أن أصل بالمستوى النفسى لحالة الصدمة التى تعيش الشخصية، وهو أمر صعب للغاية، لأن الصدمة التى تتعرض لها الشخصية فى حياتها من خلال جريمة القتل التى تصل بها لمرحلة «اللوثة» وحتى أصل إلى مستوى هذه الشخصية شعرت أننى أرهقت نفسياً، تعايشت مع الشخصية كثيراً لدرجة أننى كنت سأصاب بنفس «اللوثة» التى أصيبت بها، فهى مصدومة وليست مجنونة، والصدمة أحياناً تؤثر فى الإنسان أكثر من الجنون، وللأسف سنستمر فى تصوير الشخصية حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ولذلك أنا سأحتاج إلى إجازة طويلة للخروج من تفاصيل هذه الشخصية بعد رمضان.
< اسم المسلسل «سقوط حر» ماذا يعنى هذا الاسم؟
- يعنى فكرة العمل الذى يبحث فى روحانيات النفس البشرية وما تعانيه، وما هى المشاعر الدقيقة التى تعيشها الشخصيات دون قيود العمل لا يعتمد على مظاهر الشخصية بقدر اعتماده على دواخلها، وتفاصيلها الداخلية، لذلك فالعمل المقصود به أنه السقوط الداخلى الذى لا يراه الآخرون لكن يراه الشخص فقط.
< ارتبطِ بكيميا خاصة مع كاملة أبوذكرى وبعدها انتقلتِ لتامر محسن ومن بعده شوقى الماجرى.. هل تحبين تغيير فريق العمل؟
- ليست فكرة حب أو كراهية لكن كل عمل له خصوصيته، وكل مخرج أتعاون معه يخرج منى طاقة فنية جديدة، وما زال لدى الكثير لأقدمه، وكل مخرج تعاونت معه أتمنى أن أقدم معه أعمالاً أخرى، لكن لكل منا ارتباطاته وظروفه، كاملة أبوذكرى أخرجت منى عفريت، فهى تهتم مثلى بالتفاصيل وقدمنا معاً مسلسل «ذات» تم تصويره فى عامين، لأننا كنا نبحث عن التفاصيل الدقيقة، ولذلك كان متلامساً مع الجمهور، والناس عاشت مع الشخصية فى «سجن النسا» لنفس التفاصيل، ومن بعدها تامر محسن قدمت معه «تحت السيطرة» وأخرج منى شخصية لم أكن أعرفها من قبل «مريم» كانت وهمية وليست فى حساباتى، أما شوقى الماجرى فقدمت معه من قبل مسلسل «هدوء نسبى» واعتبره من أهم أعمالى لأنه مخرج لا يشارك إلا فى الأعمال التى تحمل ثقلاً فنياً ورسالة قوية، ولا يختار السيناريو إلا إذا كان «ثقيلاً»، ولذلك ما يهمنى أن أقدم عملاً متكاملاً.
< مريم ناعوم شريكة نجاح فى كل أعمالك.. لماذا؟
- كما أكدت أنا فنانة يهمنى التفاصيل.. أول تعاون لى مع «مريم» فى مسلسل «ذات» شعرت وأنا أقرأ السيناريو أن ذات واحدة من منزلى، ما يحدث معها ومع زوجها يحدث مع كل بيت، ومن بعده مسلسل «سجن النسا» شعرت أن السيناريو من لحم ودم، لم أكن أحتاج أن أدخل السجن حتى أتعايش مع الشخصية، لكنى رأيتها فى السيناريو، وبعده مسلسل «تحت السيطرة» شعرت أن الجمهور لن يحتاج لأن أكون مدمنة أنا «لبستنى» الشخصية وأنا أقرأ السيناريو، وفى «سقوط حر» أعتقد أنه أصعب عمل قدمته حتى الآن، لأن التفاصيل النفسية فى السيناريو صعبة جداً، وأحياناً أسأل مريم من أين تأتى بهذه التفاصيل.
< فى كل الشخصيات التى تقدميها تتخلين عن أنوثتك ومكياچك ومظهرك.. وتظهرين طوال الأحداث بملابس واحدة لا تتغير.. ألا تتخوفين من ذلك؟
- وهل سأقدم شخصية مجنونة بكامل أنوثتها، هذا السؤال أطرحه على نفسى عندما يعرض علىّ أى سيناريو، هل سيتقبلنى الجمهور إذا ظهرت بشخصية تعرضت لصدمة قاتلة وتهتم بنفسها وتضع مكياچاً وترتدى ملابس على آخر موضة، هنا أعتقد أننى أقتل الشخصية، الجمهور لا يريد عندما يشاهد مسلسلاً أن «يتفرج على جمال نيللى»، فالجمهور يعرفنى لكنه يريد أن يشاهد شخصية أتقمصها على الشاشة وألعبها بحرفية وهذا ما يهمنى، لذلك لا أشغل نفسى إلا بكيف أصل لأقرب شكل للشخصية.
< هذا العام تقدم بعض الفنانات شخصية مرضى نفسيين أيضاً.. ألم تقلقك المنافسة؟
- كلما زادت المسلسلات وزادت قوة المنافسة زادت سعادة الفنان، لا يهمنى أن أكون النجمة الأولى، بالإضافة إلى أن شخصية المريضة نفسياً سوف تظل تيمة أساسية فى رمضان، فالأهم أن تكون كل الأعمال المقدمة «جيدة» والجمهور يشاهد أكثر من عمل ويشعر أن هناك ماراثون حقيقياً يسعد به وليس مجرد كم، وأعتقد أننى مع كل جائزة أرشح لها أو كل كلمة أسمعها من الجمهور أشعر كأننى أتحمل مسئولية كبيرة أن أظل عند حسن ظن جمهورى، وأن أظل أنتظر رأى الجمهور فى كل حلقة، ويحزننى كثيراً أننى مشغولة بتصوير أعمالى وهذا ما سيحرمنى من متابعة ردود الفعل الأولى، لكنى أحاول من خلال السوشيال ميديا أن أتابع ما يقوله الجمهور وأنتظر رأيهم وكأننى فى امتحان، وأنتظر التوفيق من الله.
< هل تشاهدين مسلسلات فى رمضان؟
- للأسف لم أتابع الأعمال بسبب انشغالى بالتصوير، لكن بمجرد انتهائى سأتابع فنانين أحافظ أن أشاهدهم فى كل عام، عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى ويسرا، فأنا أتعلم منهم، وكل الأعمال أتمنى أن تكون مميزة لأن مصلحة الدراما المصرية فى مقدمة كل شىء وأتمنى أن تكون الأولى عربياً وأن تحافظ على مكانتها بتقديم أعمال مهمة.
< وعن السينما؟
- أنتظر عرض فيلم «اشتباك» بعد رمضان، وأحتاج إلى إجازة حتى أعود لنفسى، وأنا سعيدة أن أصل بفيلمى للمشاركة فى مهرجان «كان» الدولى، فهذا شرف كبير لى، وأتمنى لو تقدم أعمالاً كثيرة تشارك كلها فى مهرجانات دولية.