الرئيسية » أخبار فنية
«الأسطورة»

القاهرة - المغرب اليوم

عندما تكون الدراما ضد الطبيعة البشرية، فهذا يعنى أن هناك خللا ما فى العمل، والخيال لا يمكن أن نستبدله بلغة المنطق فى أحيان كثيرة، فالطبيعة تقول إن الخير والحب كلمتان لا تتحملان المناقشة، وأن المجتمع إذا قام على الشر وحده فهذا يعنى أن هناك مشكلة كبيرة يجب أن نواجهها بكل حسم والمنطق والعقل يقول إن كل مجتمع قائم على الخير والشر. وأن الشر أو الفعل الشيطانى لا يمكن أن نواجهه بالبلطجة لأنها إحدى أدوات الشر. لذلك فعندما نهلل للعنف والبلطجة باعتبارهما يمثلان الخير فهذايعني أننا نسلم بأن هناك خللا في المجتمع وأتصور ومعي نسبة كبيرة من الشعب المصرى أن مجتمعنا المصرى لا يوجد به هذا الخلل، وإلا ما واجهنا كوارث كثيرة حلت علينا. وبالتالى عندما تروج الدراما لهذا الخلل، تحت أى مسمى فهذا يؤكد وجود مشكلة لدى صناعها.

منذ الأيام الأولى لشهر رمضان المعظم، وهناك حالة فى الشارع المصرى اسمها مسلسل «الأسطورة» بطولة محمد رمضان وفردوس عبدالحميد وروجينا وهو عبارة عن خليط من أعمال رمضان التى قدمها فى السينما والتى يؤكد فيها أنه «شجيع السيما أبو شنب بريمة». والمعروف أن أعماله التى قدمها فى السينما مع شديد الاحترام لمن يحبونها أو عالجوها سينمائياً فهى تروج للعنف، وهو أمر غير مرغوب فيه حتى لو كان هذا العنف من أجل استرداد حق من حقوقه سلبه طرف آخر. وأعمال «رمضان» التى قدمها للسينما وروجت لكل وسائل العنف والبلطجة ربما تكون مقبولة فى السينما، لأن الفرد منا يذهب لدور العرض بكامل إرادته، أما إذا تعلق الأمر بعمل درامى تليفزيونى فالأمر يختلف، لأن الشاشة الصغيرة دائماً وأبداً تقدم ما يناسب العائلة ودائماً المناسب للأسرة فهى الدراما التى تؤكد على الفضيلة ونشر الحب، ونبذ العنف والكراهية بين الناس. رمضان فى «الأسطورة» ليس كما يروج له على لسان بعض أبطال العمل بأنه أعاد لم شمل الأسرة المصرية، لأن لم الشمل لا يكون بلغة تعتمد على العنف والدم، والشماتة عند الموت أو القتل. نعم العمل حقق صدى فى الشارع، لكن ليس كل عمل انتشر يعنى أنه جيد، فأغانى المهرجانات منتشرة جداً لكنها أبداً لا تمثل الغناء الجاد لأنها تروج للهلس. وبالتالى فالأسطورة انتشر لكنه ليس انتشار أعمال لها قيمة كالحلمية أو بوابة الحلوانى أو المال والبنون أو الوسية أو الشهد والدموع أو الثلاثية التى انتقلت من السينما إلى الشاشة الصغيرة، وبعض هذه الأعمال تناولت الحارة، لكن ليس بهذه الدموية، ولم يكن كبير الحارة بلطجيا، فالشهامة والرجولة هى رمز للحارة المصرية وليست لغة السيف والخرطوش والحرق والقتل والتشفى والغل والكراهية، فالحلقة الـ15 من هذا العمل رسخت لسلوكيات لا يتصور أحد أنها موجودة فى المجتمع المصرى.. فالأم فى مجتمعنا هى التى تحافظ على الأسرة والأبناء من كل شر خاصة عندما تكون قد فقدت أحد أبنائها نتيجة الشر، ولذلك الطبيعة البشرية تقول إن الأم عندما تفقد ابنا تحاول بكل الطرق أن تبتعد بكل أفراد أسرتها عن محور الشر وتحمى الآخر، ولا تنزلق إلى عالم الشر، لكن الأم فى «الأسطورة» تقف على درجات السلم لتشاهد ابنها الثانى، وهو يقتل من حرض على قتل ابنها الأول، وتظهر قدرا من الشماتة وهى محاطة بأرملة الابن الأول، وابنتها، وكأنه مشهد فى فيلم.. الأم طبقاً للطبيعة البشرية تسعى خلف الابن الثانى لتمنع سلاحه من القتل،
أما أن تبارك القتل فأتصور أنها أم مستوردة من خارج مصر. وهو بالفعل مشهد غريب عن الأم المصرية.

المشهد الثانى الذى جاء فى نفس الحلقة ويروج لهذا الأمر الخاص بانتقام ابنها الثانى من صاحب محل تليفونات روج بعض الصور لزوجة ابنها، وهى ترتدى قميص النوم.. حيث وقفت الأم فى البلكونة ومعها زوجة الابن وابنتها تشاهدان ابنها الفتوة وهو يجبر صاحب محل الموبايلات على ارتداء قميص النوم وسط فاصل استعراضى من الضرب، وتكسير المحل. الطبيعة تقول إن الزوج لا يبوح بأسرار منزله ويبرر لزوجته التقاط صور لها بقميص النوم حتى لو حدث ذلك بفعل «الهزار» من قبل فتيات الأسرة لأن الزوجة المصرية لا تضع صورا لها بهذا الشكل على هاتفها المحمول.

وبعيداً عن الأحداث التى لا تعبر مطلقاً عن الأسرة المصرية، فالصورة التى جاء بها محمد رمضان هى صورة لبلطجى وليس بطلا شعبيا، ولو عاد «رمضان» لكل أعمالنا التى تناولت الحارة فسوف يكتشف أنه بعيد كل البعد عن مفرداتها.. إلى جانب ذلك لغة الحوار أيضاً لا تتناسب مع الشاشة الصغيرة، فهناك ألفاظ وعبارات حتى لو تبريرها بأنها موجودة فى الشارع الآن فهذا لا يعنى مطلقاً أن ننقلها إلى الشاشة.

الحوار فى الدراما والسينما كان حتى عصر أسامة أنور عكاشة، ومع وحيد حامد، ومحمد جلال عبدالقوى، ومحمد جلال، ومحفوظ عبدالرحمن، ومحمود أبوزيد، وبشير الديك، وصالح مرسى، مقطوعة أدبية تثرى لغة المشاهد، وتمنحه مفردات تتمتع ببلاغة شديدة. أما الآن فالشتائم جزء من الحوار، والبعض يعتبرها «إفيهات» مطلوبة، وهو أمر غريب أن تتحول الشتائم إلى مادة تعبر عن خفة الدم.

محمد رمضان معروف عنه انبهاره بشخصية الراحل أحمد زكى، وربما صور له البعض هذا الأمر، والنجم الراحل كان نموذجا للممثل فى كل شىء بداية من اختيار الموضوع، ولغة الحوار، وكان يختار بنفسه مؤلف الموسيقى التصويرية، وهو تدخل أكثر من مرة لإقناع ياسر عبدالرحمن لكى يضع موسيقى بعد أعماله منها «السادات» إلى جانب أداء «زكى» التمثيلى الذى كان يبهر كبار الممثلين قبل صغارهم.. ولو أراد أن يكون محمد رمضان فى مكانة أحمد زكى فعليه أن يذاكر شخصية الراحل الكبير جيداً حتى يقدم أعمالا تضيف لمشواره ثم يترك للجمهور الحكم على أعماله، ومدى اقترابه أو بعده عن شخصية «زكى»، وإن كانت كل المؤشرات تقول إن هناك أحمد زكى واحد هو «الإمبراطور» وأن الألقاب والمسميات لا تتلصق بالأشخاص لمجرد القيام بدور يحمل اسما رنانا مثل «الأسطورة».

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

تعرف على حقيقة وفاة الفنان المصري جورج سيدهم
محمد رمضان يكشف عن مقطع من أغنيته الجديدة
عز وفهمي يستأنفان "العارف" قبل السفر إلى أوروبا
المخرج حسني صالح يكشف تفاصيل مسلسل "بت القبايل"
موسيقى صاخبة ورقص "هيب هوب" في مكة المكرمة تُثير…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي
الهدف الرقم 901 لـ كريستيانو رونالدو يقود البرتغال لتجاوز…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة