غزة – حنان شبات
عُرض مساء الأربعاء، فيلم "السجادة الحمراء" في قاعة مسرح المسحال الثقافي وسط مدينة غزة، والذي يعتبر انطلاقة مهرجان "كرامة غزة" لأفلام حقوق الإنسان، وهو مهرجان للأفلام الروائية والوثائقية القصيرة والطويلة ينطلق في قطاع غزة، ويعتبر الأول من نوعه يسلط الضوء على قضايا حقوق الإنسان في فلسطين خصوصًا وفي العالم عمومًا.
وتم افتتاح اليوم الأول من فعاليات المهرجان أمس الثلاثاء، بجوار أنقاض البيوت المدمرة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والذي يستمر في الفترة ما بين 12 و14 أيار/ مايو، ويأتي ضمن فعاليات مشتركة تجرى مع مهرجان "كرامة الأردني" لأفلام حقوق الإنسان في عمان.
وأكد الناشط الحقوقي ومدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة صلاح عبد العاطي، أنَّ هذا المهرجان هدفه الرئيسي إظهار الوجه الحضاري والإنساني لغزة، وخلق حالة من التواصل مع العالم من خلال نافذة السينما.
وأشار عبد العاطي إلى أنَّه تم اختيار حي الشجاعية لإعلان انطلاق فعاليات مهرجان "كرامة"؛ لأنَّه المكان الأكثر استهدافا خلال عام 2014 من خلال الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنين الفلسطينيين.
وأضاف: "في هذا المكان ارتكبت مجازر وجرائم حرب وبالتالي فإنَّ الفن يوثق ويوضح هذه الانتهاكات ويساهم في تسليط الضوء على أبناء شعبنا وبالتالي يعزز من مطالبتها للعالم بأن يتحمل مسؤولياته القانونية لغاية حقوق الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة من بطش الاحتلال الإسرائيلي".
أما مدير مهرجان "كرامة" المخرج خليل المزين، أشار إلى أنَّه للمرة الأولى في فلسطين وبالأخص في غزة، السجادة الحمراء قصة لن يعرفها سوا العباقرة السينمائيين.
وتابع المزين: "بالتزامن مع خطوات أهل الشجاعية وغزة الحبيبة اليوم على السجادة الحمراء هناك في فرنسا الآن خطوات المخرجين التوأم عرب وطرزان على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي أيضًا، تلك الخطوات ما هي إلا سوى نصر على الاحتلال الإسرائيلي، وردًا على جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني".
وشدَّد على أنَّ المجتمع الفلسطيني والغزي ينتصر من خلال مهرجان "كرامة"، بالرغم من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، في هذا المكان التي انتهكت به حقوق الإنسان والذي يعتبر أكثر الأماكن في قطاع غزة الذي تم به انتهاك حقوق الإنسان.
واستطرد: "السجادة الحمراء طولها 80 مترًا سيمر من عليها أصحاب هذا المكان ليس مشاهير أو وزراء سيمر عليها الناس البسطاء من هذا المكان كما أنها بمثابة رد اعتبار لهذا المكان وأصحابه الذين قدموا وضعوا بالكثير من أجله".
وبيَّن المزين أنَّه تم عرض فيلمين الأول اسمه "بيت ترقيع" والثاني "أوتار مقطوعة" وتم اختيار 28 عمل من أصل 172 فيلمًا محليًا ودوليًا وصلت من جميع أنحاء المعمورة.
أما المخرجة الفلسطينية عايدة محمود فأوضحت أن السجادة الحمراء هي عبارة عن شيء يجب ان يحدث في غزة بعد الحرب الحرب القوية التي ضربت غزة وبالتحديد في هذا المكان الذي شهد مجزرة من اكبر المجازر التي واجهها الشعب الشعب الفلسطيني .
وأشارت محمود إلى أنَّ فكرة واسم المهرجان به بعض السخرية، لافتة إلى أنَّ السجادة الحمراء عادة ما تكون في المهرجانات العالمية التي يمر عليها الناس ويلبسون ألبسة راقية جدًا، مضيفة: "هنا نحن في مكان يحمل معاناة كبيرة وأن تكون السجادة الحمراء موجودة فهذه رسالة مهمة جدا بأنَّ غزة بها فن واهتمام في صناعة الفن".
واستدركت: "فعالية السجادة الحمراء من أكبر الفعاليات التي حدثت في قطاع غزة والتي من الممكن أن يكون لها تأثير كبير، بمعنى أنَّ المكان الذي يتم عرض الأفلام فيه حاليًا هو المكان دمر بشكل كامل خلال الحرب الأخيرة".
واسترسلت: "استطاع القائمون على هذا المهرجان أن يحولوا هذا المكان إلى مكان جميل، نستطيع من خلاله أن نرى السينما تدخل السعادة في قلوب هؤلاء الناس وتعرض لهم أشياء جميلة ونشرها من هذا المكان من الممكن أن يتحول إلى شيء جميل ومن خلاله نستطيع رؤية أفلام جميلة تبعث فينا الأمل وتشعرنا بأننا لا زلنا نستطيع أن نبدع ونطور وننتج أشياء جميلة نقهر بها كل هؤلاء الذين يحاولون قهرنا بالدماء".