الرباط - رشيدة لملاحي
يكشف رئيس المجلس الأعلى للحسابات إدريس جطو الثلاثاء، للمرة الأولى في مجلس النواب "الغرفة الأولى للبرلمان المغربي"، اختلالات المكتب الشريف للفوسفاط، أمام لجنة مراقبة المالية العامة، عقب إعلان اشتغال قضاة المجلس على تقرير يهم المكتب الشريف للفوسفاط وانتظار أكثر من ثلاث سنوات لإخراج التقرير.
ووجَّه المجلس الأعلى للحسابات ملاحظات قوية تهم التدبير الحالي للمكتب الشريف للفوسفاط، بعدما رصد مجلس جطو قصورًا على مستوى الدراسات المنجمية لواحدة من أهم المؤسسات الاقتصادية العملاقة في المغرب.
وتضمن التقرير سابق المعنون بـ "مراقبة تسيير المركب الشريف للفوسفاط"، ملاحظات حول عدم تضمين مسيري مكتب الفوسفاط للجدولة الزمنية للشروع في استخدام المناجم الجديدة. وأضاف التقرير آثار التأخر في اقتناء الوعاءات العقارية لاستثمارات جديدة ما قد ينعكس على جودة البرامج الإنتاجية، كما تم رصد تأخر مسجل في النظام المعلوماتي ما يجعل وحدات المعالجة تستمر في تتبع أنشطتها اعتمادا على وسائل غير ملائمة.
وسجل التقرير كذلك قصورا في استعمال معدات الاستغلال وذلك بالنظر لعدم توضيح كل المعطيات لتحديد الآليات اللازمة في استغلال المناجم، كما تطرق لوجود نقص في الموارد البشرية بأغلب الوحدات من اختصاصات ومهارات ضرورية لإنجاز أشغال الصيانة في ظروف ملائمة.
وأوصى المجلس الذي يرأسه إدريس جطو بإعداد مشاريع استغلال طويلة الأمد من أجل ترشيد الموارد وتحسين استغلال القدرة الإنتاجية للرفع من المردودية، كما طالب المجلس بضرورة وضع برامج تكوينية طموحة وموجهة بشكل خاص لتلبية الاحتياجات الأكثر أهمية، مشيرا إلى تأخر مهم في العديد من الأوراش الخاصة بالارتقاء بالصيانة إلى مستوى المعايير الدولية بغية الرفع من نسبة جاهزية العتاد والتحكم في نفقات الصيانة.
وسجل التقرير تأخيرات متكررة في المشاريع المندرجة في الارتقاء بالصيانة إلى مستوى الاحترافية خصوصًا مشروع تسريع الاشتغال بنظام تدبير الصيانة بمساعدة الحاسوب GMAO ومشروع الارتقاء بمكاتب طرق التنظيم ومشروع تدبير أجزاء الآليات وقطع الغيار.
واعتبر التقرير ذاته أن "أعمال الصيانة تتسم بنقص على مستوى الصيانة الوقائية وتنفيذ الأعمال المبرمجة، حيث ما زالت المؤشرات الخاصة بها دون الأهداف المحددة من لدن المجمع؛ وهو ما ينعكس على نجاعة الصيانة، ويؤثر على أنشطة الاستغلال".
ورصد المجلس الأعلى للحسابات فيما يخص الموارد البشرية، نقصًا بأغلب الوحدات من العديد من الاختصاصات والمهارات الضرورية لإنجاز أشغال الصيانة في ظروف ملائمة. وكشف التقرير أن عدم تجانس حظيرة المعدات يؤثر على أشغال الصيانة على مستوى كلفتها أو توفر الموارد البشرية المؤهلة لإنجازها بالنسبة إلى أنواع مختلفة من المعدات.
ولاحظ تقرير المجلس، الذي يترأسه إدريس جطو، أن تتبع أنشطة المغاسل في شكله الحالي لا يمكن من توفير قيادة ملائمة بسبب التأخير المسجل في تشغيل النظام المعلوماتي الذي من المفترض أن يوفر استخراجًا آليًا للمؤشرات المتعلقة بالأنشطة المذكورة. وتهدف عملية معالجة الفوسفاط إلى الرفع من جودته عبر إغنائه لجعله قابلًا للتسويق، وتتم معالجته حسب خصائصه عبر عمليتين أساسيتين هما الغسل والتعويم في المغاسل.
وقام المجمع الشريف للفوسفاط بالرفع من طاقته الإنتاجية بالمغاسل من 10 ملايين طن إلى 34 مليون طن سنة 2017 في إطار الإستراتيجية التي اعتمدتها منذ سنة 2008. كما رصد التقرير تأخرًا في إعمال مشروع تطوير وظيفة العمليات fonction process الذي جرى إطلاقه سنة 2015 باعتباره ورشًا أساسيًا للارتفاع إلى مستوى الاحترافية وبلوغ هدف التميز التشغيلي الذي ينشده المجمع.
قد يهمك أيضا :
رئيس الحكومة المغربي يعلن عن إحداث لجنة لليقظة حول سوق العمل
العثماني يرفض مقولة "العامْ زِينْ" وينادي بالمقاومة أمام "النافذين"