الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
كلف العاهل المغربي، الملك محمد السادس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، بزيارة الكويت والسعودية والبحرين وقطر، وبعث برسائل إلى كل من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان، والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، ثم أمير دولة قطر للشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وجاءت زيارة بوريطة إلى الكويت بغرض التوقيع على خمس اتفاقيات للتعاون، في إطار أشغال الدورة التاسعة للجنة العليا المغربية الكويتية المشتركة. ووقع ناصر بوريطة، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت، الذين ترأسا أشغال هذه الدورة، على الاتفاقيات المتعلقة بمجالات السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والشؤون الاجتماعية، والخدمة المدنية والتنمية الإدارية، وقطاع التربية، ثم حماية البيئة.
أما زيارة بوريطة إلى السعودية فكانت الأبرز خلال هذه المحطة، خاصة بعد الأزمة غير المسبوقة التي مرت منها العلاقات بين المملكتين في الفترة الماضية، والتي وصلت إلى حد استدعاء سفير المملكة في السعودية قصد التشاور، عقب نشر قناة "العربية" السعودية لتقرير يدعي أن المغرب "قام بغزو منطقة الصحراء بعد خروج المستعمر الإسباني عام 1975"، وهو ما اعتبرته الرباط مسا صريحا بالوحدة الترابية للمملكة، وهو ما عقب عليه بوريطة لاحقا بقوله: " السياسة الخارجية هي مسألة سيادة بالنسبة للمغرب، والتنسيق مع دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، يجب أن يكون وفق رغبة من الجانبين".
وجاء تقرير "العربية" بعد حوار بوريطة مع قناة "الجزيرة" القطرية مطلع شهر فبراير الماضي، الذي أعلن من خلاله عن انسحاب المغرب من التحالف السعودي في الحرب اليمنية، كما ألمح إلى تحفظات المغرب على جولة ولي العهد السعودي التي شملت دولا عربية، خاصة بعد الإدانة الدولية لمقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، علما أن عزا عدم استقباله إلى نقطة تنظيمية متعلقة بـ "البروتوكول".
اقرأ أيضاً : ناصر بوريطة يسلِّم رسالة من الملك محمد السادس إلى العاهل البحريني
وتوترت العلاقات بين البلدين، لتصل إلى حد استدعاء المغرب لسفير المملكة في الرياض بغرض التشاور، علما أن بداية توتر العلاقات ظهر منذ تقارب المغرب وقطر، والتوقيع على 11 اتفاقية تعاون في عدة مجالات، وتفاقمت الأزمة بعد موقف السعودية من ملف المغرب في كأس العالم 2026 لكرة القدم والتصويت للملف الأمريكي وحشد أصوات أخرى لصالحه، كما ظهرت بوادر الأزمة بعد حادث مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وعدم اصطفاف المغرب بجانب دول عربية أخرى قررت دعم السعودية.
أما المحطة الثالثة لبوريطة في زيارته إلى منطقة الخليج، فقادته إلى مملكة البحرين، حيث سلم رسالة إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أشاد "بالعلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين والشراكة القائمة بينهما والإرادة القوية التي تحدو عاهلي المملكتين لتعزيزها وتنويعها والدفع بها إلى آفاق أوسع".
ويرى محللون ومتتبعون للعلاقات بين المغرب ودول الخليج، أن الرباط والرياض يعيشان على وقع "خلاف حقيقي بين المصالح الاستراتيجية للبلدين". وتعتبر الأزمة بين السعودية وقطر إحدى أهم الخلافات الجوهرية بين المغرب والسعودية، حيث ترى الرباط أن أي تحالف عربي يجب أن يُبنى على وحدة مجلس التعاون الخليجي، وعندما اندلعت الأزمة الخليجية، وأثّر ذلك على مجلس التعاون، رفضت الرباط هذا التوجه، كما رفضت أن تكون رهينة لتحالفات كبرى، وخضوع الأطراف العربية كمقدمة للتناقضات الدولية.
ومن شأن زيارة بوريطة إلى الرياض أن تخفف من حجم الهوة بين المغرب والسعودية، رغم أن الرباط أصرت على موقفها المحايد من التوتر القائم بين بعض دول الخليج وقطر، وهو ما بدا واضحا حتى في زيارته الحالية التي يقوم بها إلى المنطقة، حيث حط بوريطة الرحال في الدوحة يوم الخميس بعد زيارته إلى الكويت والسعودية والبحرين.
قد يهمك أيضاً :
ناصر بوريطة يُسلِّم رسالة ملكية إلى ولي عهد السعودية
وزير الخارجية المغربي يُسلِّم رسالة ملكية إلى ولي عهد السعودية