الدار البيضاء - محمد خالد
لقَّن فريق الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم ضيفه المغرب التطواني درسًا قاسيًا، وفاز عليه بخمسة أهداف من دون رد في قمة الموسم، التي جمعت بينهما عشية الأحد، في الجولة الـ 29 من الدوري المغربي، أمام جمهور تجاوز عدده 70 ألف مشجع، وصار الرجاء بهذا الفوز قاب قوسين من أبواب العالمية مجددًا.
وجرَت هذه المباراة في أجواء استثنائية من جميع النواحي، حيث حضرها جمهور غفير تجاوز عدده 70 ألف متفرج صنعوا الفرجة والمتعة في المدرجات، وأشرف على تأمينها أكثر من 5000 رجل أمن لضمان مرورها في أجواء سليمة خالية من الشغب.
ولم يكن أشد المتفائلين من جماهير الرجاء يعتقد أن يحقق فريقه فوزًا ساحقًا على متصدر ترتيب الدوري، في مباراة سيُدوِّنها التاريخ في سجلاته على مدى سنوات.
واستمرَّت هذه المواجهة حديث الساحة في المغرب طيلة الأسبوع المنصرم لما رافقها من قيل وقال وتصريحات من الجانبين، ومشاكل تخص التذاكر، بالإضافة إلى التحدي الذي تحمله بين طياتها، في ظل المنافسة الشديدة بين أقوى فريقين في الدوري المغربي هذا الموسم.
وكانت كل المؤشرات توحي بأن القمة المرتقبة ستفي بوعودها، في ظل حضور جماهيري قياسي، حيث تقاطرت الجماهير الغفيرة على إستاد "محمد الخامس" منذ الساعات الأولى من الصباح، إلى أن امتلأت عن آخرها قبل ساعتين من انطلاق المواجهة.
ورسمت جماهير الرجاء لوحات تشجيعية جميلة من خلال رفع "تيفو" عملاق خطف الأنظار وترك كل من في الملعب مبهرًا، كما كانت الجماهير التطوانية التي تنقلت مع فريقها إلى العاصمة الاقتصادية للمغرب في مستوى الحدث وأهميته، وشجعت فريقها.
وانطلقت المواجهة التي قادها الحكم رضوان جيّد من دون مقدمات، حيث بادر الفريقان إلى تبادل هجمات خطيرة، إلى أن جاءت الدقيقة 34 من الجولة الأولى، حيث حصل الرجاء على ضربة جزاء انبرى لها محسن متولي ووضعها في الشباك معلنًا تقدم فريقه، ولم يمهل الرجاء منافسه فرصة لالتقاط الأنفاس، وضاعف النتيجة عن طريق اللاعب حمزة بورزوق في الدقيقة 36، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم المحليين بهدفين من دون رد.
وفي الجولة الثانية كان الجميع ينتظر ردة فعل المغرب التطواني، لكن العكس هو الذي حدث، حيث سيطر الرجاء بالطول والعرض، وأضاف هدفا ثالثا عن طريق اللاعب زكرياء الهاشيمي في الدقيقة 50، قبل أن يعود القائد متولي لتسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 71، واختتم عادل كروشي الخماسية المدوية للرجاء في الدقيقة 83، وسط فرحة هيستيرية لجماهير الفريق الأخضر، وذهول تام لمناصري المغرب التطواني، الذين بدؤوا في مغادرة الملعب قبل نهاية المباراة بدقائق.
وما إن أطلق الحكم رضوان جيد صفارة نهاية المواجهة حتى انطلقت الاحتفالات بهذا الفوز الثمين والكبير، الذي قرّب الرجاء خطوة كبيرة من الحفاظ على لقب الدوري، والتأهل للمرة الثالثة في تاريخه إلى مونديال الأندية.
وبات الفريق الأخضر في حاجة للفوز في مباراته الأخيرة من أجل ضمان اللقب، بغض النظر عن نتيجة منافسه المغرب التطواني في المباراة التي ستجمعه مع نهضة بركان.