القاهرة – حسام السيد
مع انتهاء الدور الأول من منافسات بطولة كأس العالم في البرازيل ودع عدد كبير من نجوم كرة القدم العالميين الملاعب الدولية ليسدلوا الستار على مشوار حافل بالإنجازات في وداع حزين، بعد أن كتب المونديال نهاية غير سعيدة لمسيرتهم ، ويبرز من بين هذه الأسماء ديفيد فيا.. الهدّاف التاريخي للمنتخب الإسباني ذهب للمونديال وهو يحلم بوضع مزيد من السطور في كتاب نجاحه الذي توجه باللقب العالمي في 2010 مع الماتادور.. "فيا" صاحب الأهداف الثمانية من قبل في كأس العالم (ثلاثة في 2006 وخمسة في 2010) كان يعرف أن خبراته الكبيرة ونجاحاته السابقة في كأس العالم ستساعده في تحقيق المزيد، مقارنة بقلة خبرة دييغو كوستا الدولية وتراجع مستوى فرناندو توريس، لكن مدرب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي كان له رأي آخر حين فضّل الدفع بكوستا والاعتماد على توريس بديلاً منه وترك فيا على مقاعد البدلاء، لتخسر إسبانيا من هولندا ثم تشيلي وتودع البطولة باكرًا جداً. دفع ديل بوسكي وقتها فقط بفيا في المباراة الأخيرة أمام أستراليا، ورد النجم الكبير بهدف رائع بالكعب أثبت به خطأ استبعاده من مباراتي هولندا وتشيلي .. الهدف كان رقمه 59 في مسيرة فيا الدولية، والأخير بعد أن قرر اعتزال اللعب الدولي، وخرج من الملعب باكياً وسط تأثر كبير من رفاقه وجماهيره.
ويبرز تشافي.. مايسترو إسبانيا وبرشلونة الذي وضع كلمة النهاية لمشواره الطويل سواء مع المنتخب الأحمر أو مع العملاق الكتالوني في أيام قليلة. تشافي الذي كان ضحية الخسارة الكبيرة أمام هولندا ليفقد مكانه في مباراة تشيلي أعلن اعتزاله اللعب دولياً عقب الخروج من المونديال، بعد أيام من إعلانه الرحيل عن البارسا ،عندما أيقن أنه لن يكون له دور في خطة المدرب الجديد لويس انريكي، ليسدل تشافي الستار على مشوار طويل ومليء بالعبقرية .. ومع فيا وتشافي كان تشابي ألونسو.،لاعب وسط ريال مدريد والذي حمله الكثيرون مسؤولية خسارة الإسبان في المونديال ، وأعلن "ألونسو" اعتزاله اللعب الدولي مكتفيًا بما حققه من ألقاب مع المنتخب الاسباني،رغم مطالبة الكثيرين له بالاستمرار، حتى يورو 2016 إلا أنه فضل الاكتفاء بما قدمه
وهناك جيانلويجي بوفون.. العملاق الايطالي غاب عن مباراة انكلترا للإصابة، وعاد أمام كوستاريكا ثم أوروغواي ليشاهد خسارة الأزوري ووداعه للبطولة، وبالرغم من المستوى المميز الذي قدمه بوفون كالمعتاد إلا أنه لم يتمكن وحده من ايقاف الانهيار الايطالي ليودع أجواء المونديال للمرة الأخيرة بطريقة حزينة لا تليق بأحد أفضل الحراس في تاريخ كرة القدم ، ومع بوفون كان أندريا بيرلو. عبقري وسط الملعب قدم مستوى رائعًا في مباريات إيطاليا لكن رفاقه لم يساعدوه على ترجمة إبداعاته، ليودع بيرلو المونديال الذي حققه في 2006 للمرة الأخيرة من الدور الأول.
ستيفن جيرارد قائد انكلترا كان ضحية فريق مهلهل ومدرب متواضع، وأثر ذلك على مستوى جيرارد نفسه الذي يبدو أنه لن يكون موجوداً من جديد مع المنتخب الانكليزي بعد أن رفض الرد على سؤال يتعلق بمستقبله الدولي، وبدخوله بديلا في مباراة انكلترا الأخيرة أمام كوستاريكا وتقلده شارة القيادة بدا وكأن جيرارد يودع الأسود الثلاثة للمرة الأخيرة، على الأقل في كأس العالم. وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على فرانك لامبارد الذي غاب عن مباراتي انكلترا أمام ايطاليا وأوروغواي ثم ظهر في مباراة الوداع ضيف شرف أمام كوستاريكا ربما للمرة الأخيرة.
ومثلما ودع الفيل الايفواري ديدييه دروجبا كأس العالم بطريقة قاسية.. كوت ديفوار كانت متأهلة للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع في مباراتها أمام اليونان، لكن أخطاء ساذجة أطاحت بالأفيال وتركت دروجبا حزيناً ومحطماً بعد أن فشل في تحقيق حلمه الأخير في كأس العالم