الرباط - المغرب الرياضي
على مساحة شاسعة، يمتد "مركب محمد السادس لكرة القدم" بغابة المعمورة بمدينة سلا، معلنا جاهزيته التامة لاستقبال مختلف المنتخبات الوطنية التي تود إقامة معسكرات إعدادية لمختلف المسابقات القارية والدولية، وذلك من خلال توفره على ملاعب وإقامات وفضاءات ترفيهية وصحية تضاهي "المركبات الدولية". وأنشئ المركب على 29.3 هكتارا، ويضم تجهيزات رياضية متطورة على مستوى التدريب البدني والطب الرياضي، وكذا التدليك وتطوير اللياقة البدنية، وهو ما يجعله ملائما لمعاير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ليكون بذلك فضاء تحضير جيد للمنتخبات والأندية العالمية بدورها.
حيث يضم إقامة لمنتخب الكبار تتكون من 66 غرفة فردية و4 أجنحة، و3 وحدات للإيواء تضم 150 سريرا مخصصة لمنتخب أقل من 23 سنة، و45 غرفة بطاقة استيعابية تصل إلى 80 سريرا لأقل من 17 سنة. وبالنسبة لحراس المرمى، فقد تم توفير 54 غرفة لهم. وبخصوص الملاعب، يضم المركب الضخم أربعة مجهزة بالعشب الطبيعي، وثلاثة بالعشب الاصطناعي، بالإضافة إلى ملعب معشوشب بالنوع الهجين، فضلا عن ملعب مغطى. كما يتوفر المركب على مركز للطب الرياضي، يشمل قاعة للعلاج الفيزيائي مجهزة بجهاز قياس القلب والتنفس، وطب العظام والمفاصل، وطب الأقدام، والطب النفسي، والفحص بالصدى، ووحدة طبية للمستعجلات.
ويتوفر مركب محمد السادس لكرة القدم كذلك على مسبح أولمبي في الهواء الطلق، وملعب لكرة القدم الشاطئية، وملعبين لرياضة التنس. كما يوفر فضاءات للاسترخاء والاستراحة، وكذا قاعة للندوات تتسع لـ221 شخصا. وقد بلغت تكلفة تشيد المركب الجديد 630 مليون درهم، ويندرج ضمن تنفيذ البرنامج الوطني لتحديث البنيات التحتية لكرة القدم.
صرح عالمي
حسن خربوش، مدير مركب محمد السادس لكرة القدم، قال إن "الصرح سيكون له إشعاع عالمي، نظرا للتجهيزات المهمة التي يتوفر عليها"، مشيرا إلى أن "المركب يحترم كافة معايير التنمية المستدامة، من خلال مراعاة مواد البناء والوسط الغابوي والغطاء النباتي، لتفادي أي أثر سلبي على غابة المعمورة"، مسجلا أن "القلب النابض للمركز هو الوحدة الطبية، وتبلغ مساحتها 5000 متر مربع".
وأضاف خربوش، أن "الفحص والتطبيب متوفران بالمركز، كما أنه يضمن الإيواء لجميع المنتخبات، في احترام تام للظروف العالمية، بما في ذلك التغذية والنوم"، مسجلا أن "جميع الإمكانيات متوفرة بالنسبة للمنتخبات الوطنية لتكون في المستوى المطلوب".
الجانب الغذائي مهم
نبيل العياشي، مسؤول التغذية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وصف المركز بـ"المعلمة الرياضية"، وأثنى على تجهيزه بكافة الأدوات التي تساعد على الرفع من مستوى اللاعبين، مشددا على أن "الاهتمام بالجانب الغذائي مهم جدا داخل بنية المركب، حيث لا يمكن تقديم الأداء الجيد أو الاسترجاع اللياقي دون الحديث عن التغذية".
وأورد العياشي، في تصريح، أن "البرنامج الغذائي سيكون مسطرا بشكل يحترم خصوصيات كل فئة عمرية"، مؤكدا أن "اللاعبين سيتواجدون تقريبا طيلة السنة بالمركب، وبالتالي وجب وضع نظام غذائي محدد، وسيتم استحضار توقيت المسابقات، فهناك برنامج قبل المباريات ويومها وبعدها أيضا".
تطبيب متكامل
سعيد زكيني، المدير الطبي لمركب محمد السادس لكرة القدم، قال إن "المركز الطبي سيمكن من التكفل بالرياضيين المتواجدين بالمركب على مستوى الإعداد النفسي والبدني، وهذا الأمر يضمن تكوينا متكاملا على جميع الأصعدة"، وزاد أن "المركز يستجيب للمعايير الدولية الخاصة بالتأطير الرياضي على مستوى عال".
وأضاف زكيني، في تصريح، أن "المعايير العلمية حاضرة بدورها في مركب محمد السادس، مشيرا إلى أن "مواكبة الرياضيين المتواجدين بالمركب ستمكن بكل تأكيد من تطوير أداء كرة القدم الوطنية".
الترويج للمركب ضرورة
فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، قال إن "الصرح الرياضي شيد في مدة قياسية، بشكل تشاركي"، موردا أن "هذه المعلمة ستجعل المغرب في الصدارة قاريا"، مبرزا أن "تطوير البنيات التحتية الرياضية سيستمر إلى غاية 2023 وفق مجموع الاتفاقيات التي وقعت مع مختلف الوزارات والمؤسسات المتدخلة".
وأوضح لقجع، في ندوة صحافية بالمركب، أن "العديد من الملاعب شملها الإصلاح، وفي الأيام المقبلة سيكتشف المغاربة الحلة الجديدة لملعب الحسن الثاني بفاس، الذي استفاد من إصلاحات جذرية"، مسجلا أن "تشييد مشروع الجامعة تطلب صبرا وتفرغا للعمل من أجل خروجه في أحسن حلة".
ودعا المسؤول الأول عن كرة القدم المغربية "الجميع إلى الترويج للمركب الجديد من أجل نيل الإشعاع العالمي الذي يستحقه"، مؤكدا أن "جميع الأشغال قامت بها مقاولات مغربية، وذلك مصدر فخر حقيقي يوضح بالملموس أن البلاد قادرة على رفع التحديات وأن تسير بقاطرة التنمية التي يقودها الملك محمد السادس".
قد يهمك أيضًا :
المغرب يحتضن مباراة غينيا وتوغو في تصفيات كأس أفريقيا
فوزي لقجع يؤكد أن "مركب محمد السادس" هو بيت لعائلة كرة القدم المغربية