القاهرة – حسام السيد
تميّزت آخر بطولة لكأس العالم استضافتها البرازيل، في عام 1950، بالعديد من الأحداث التي غيّرت مجرى تاريخ كرة القدم في أرض الـ"سيلساو"، وهو ما لا يتمنى الجمهور حدوثه في نسخة العام الجاري.ويحمل مونديال 1950، الذي أقيم قبل 64 عامًا، ذكريات غريبة للجماهير، لاسيما في مباراة النهائي، التي جمعت الـ"سامبا" مع منتخب أورغواي، وخرجت الصحف، ووسائل الإعلام، لتؤكد أنَّ البرازيل ستفوز باللّقب لا محالة، لدرجة جعلت اللّجنة المنظمة للبطولة تطبع ميداليات المركز الأول بأسماء لاعبي البرازيل، قبل أن تحدث المفاجأة في مباراة النهائي، وعلى ملعب "ماركانا"، بفوز أورغواي بهدفين مقابل لا شيء، وسط حضور 200 ألف مشجع، كرقم قياسي في عدد حضور الجماهير لمباراة كرة قدم في التاريخ، وهو ما أصاب الجميع بالذهول، إذ انتحر بعض المشجعين، فيما أعقب ذلك قرار عدد من اللاعبين باعتزال الكرة نهائيًا.
ولم تتوقف الأمور عند حد وصف ذلك بصدمة الـ"ماركانا"، وإنما امتدت إلى إقدام البرازيل على تغيير الزي الخاص بها، من اللون الأبيض إلى الزي القائم، المكوّن من الأصفر والأزرق، كما تمَّ تغيير كل مقاعد الملعب التاريخي، بغية التخلص من سوء الحظ في مباراة النهائي، قبل أن يتم تقليص مساحته، وتحويله من أكبر ملاعب الكرة في العالم إلى ملعب حديث، بمواصفات عصريّة.
يذكر أنَّ نسخة عام 1950 في البرازيل شهدت وقائع غريبة، حيث كانت النسخة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية، وغاب عنها بعض المنتخبات، وانسحب البعض الأخر، وحدث توتر كبير بين المشاركين، فيما اعتذر منتخب الهند عن المشاركة في البطولة، على الرغم من تلقيه دعوة من طرف الـ"فيفا"، بسبب عدم امتلاك لاعبيه للأحذية، ورغبتهم في خوض المباريات حفاة الأقدام.
وسجّلت البطولة واقعة مثيرة، عندما تعرض المنتخب الإنجليزي للخسارة أمام الولايات المتحدة الأميركية، التي كانت تشارك بمنتخب من الهواة، يضم مدرّسين، وطهاة، ولاعبي ألعاب قوى، وعندما وصلت أخبار الهزيمة إلى لندن ظنّت وسائل الإعلام أنها مغلوطة، لدرجة جعلت بعض الصحف تنشر أنّ "المباراة انتهت بفوز الإنجليز بنتيجة 10/1"، قبل أن تكتشف الحقيقة، التي عرفت باسم "صدمة على العشب".