الشارقة - المغرب اليوم
أكد وفدٌ ضمّ عددًا من الناشرين العرب والعالميين على مكانة مدينة الشارقة للنشر، أول مدينة حرّة للنشر في العالم، وأحد مشاريع هيئة الشارقة للكتاب، نظرًا لما تقدمه من خيارات واعدة، وتسهيلات متعددة تسهم في رفد صناعة النشر بالكثير من الخيارات المتقدمة، وتساعد الناشرين على الانفتاح أكثر على أسواق الكتب العربية والخليجية.
جاء ذلك خلال زيارة وفد من 430 ناشرًا عربيًا ودوليًا للمدينة على هامش انطلاق فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث اطلعوا على ما تقدمه المدينة من خيارات وتسهيلات ضمن مساحة رحبة تصل إلى 40 ألف متر مربع، وتوفّر 600 مكتب مجهز ومؤثث لأصحاب الأعمال ورواد النشر، و6000 متر مخصصة للراغبين في مساحات خاصة بأعمالهم.
واستمع الوفد الذي جمع ناشرين من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و دول أسيا لشرح بشأن أهم الامتيازات التي توفرها المدينة للناشرين، قدمها سالم عمر سالم، مدير مدينة الشارقة للنشر، أبرزها حرية التَملّك لجميع الجنسيات، وحرية تحويل رأس المال والأرباح بالكامل، والإعفاء من الضرائب على الشركات وعلى دخل الأفراد، والإعفاء من ضريبة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى تكاليف مخفضة على مستوى العمالة، والطاقة، والمعيشة، والطباعة، والتكاليف اللوجستية.
كما تعرّف الوفد على المرافق الفريدة للمدينة وبنيتها التحتية المتطورة المجهزة بأحدث التقنيات والمصممة خصيصًا لتلبية جميع احتياجات صناعة النشر والطباعة، سواء على صعيد التكاليف المخفضة التي تقدمها مقارنة بالمواقع التجارية الأخرى في الدولة والمنطقة، فضلًا عن موقعها اللوجيستي، ما يجعلها بيئة جاذبة للشركات الناشئة بشكل خاص، إضافة إلى اطلاعهم على تسهيلات الترخيص والتسجيل للشركات الجديدة والشركات التابعة والفروع الإقليمية للشركات الدولية.
وقال مدير مدينة الشارقة للنشر: "هدفنا من تنظيم هذه الزيارة ليس فقط إطلاع الناشرين على المرافق والخدمات والتسهيلات التي توفرها المدينة بل أيضاً الاستماع إلى آرائهم وتبادل وجهات النظر حول أبرز التحديات التي تواجه القطاع ومشاركة الأفكار التي من شأنها الارتقاء بمهمة الناشر والكاتب وكل المعنيين بصناعة الكتاب."
ومن جانبه قال ناصر عاصي، دار المؤلف للنشر- بيروت: "تشكل مدينة الشارقة للنشر مشروعًا ضروريًا في المنطقة، حيث يلبّي هذا المشروع متطلباتنا نظراً لما يقدّمه من تسهيلات وخدمات تنافسية للكتاب والناشرين وجميع العاملين في صناعة الكتاب، حيث نلمس في مدينة الشارقة للنشر هذا الطموح المستلهم من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يهتم بشكل شخصي بالكتاب والثقافة".
وتحدث وائل كيوان، دار كيوان للنشر- سورية: " لا تزال صناعة النشر في عالمنا العربي تعاني العديد من التحديات، لأننا لو نظرنا إلى آلية العمل في قطاع النشر الحكومي والخاص خاصة في الغرب نلحظ المنهجية المتكاملة التي يعملون بها لدعم الكتّاب والناشرين، انطلاقاً من تراكم الخبرات على هذا المستوى، لكن على صعيد العالم العربي يبقى الناشر والكاتب على حدّ سواء عرضة لتحديات ذات طابع اقتصادي وثقافي وسياسي ويبقى التقدم المرتجى من هذه الصناعة مرهوناً بالتسهيلات في الإنتاج وفي التعاون بين المؤسسات وفي التسويق للكتب، من هنا نرى في مدينة الشارقة للنشر بارقة أمل في أن تصبح الإمارة رائدة في هذا المجال ليس فقط على المستوى العربي بل قد تتخطى تجربتها ما حققته أوروبا على هذا الصعيد".
وتطرق هيرومي موريكاوا، دار توانامي شوتن للنشر، اليابان إلى احتفاء الشارقة ببلاده ضيف شرف مؤكداً على مكانة العلاقة الثقافية والاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، حيث قال عن زيارته للمدينة: "زاد فضولي لمعرفة المزيد عن تفاصيل مدينة الشارقة للنشر بعد زيارتي لها، خاصة وأنها نموذج رائد من المشاريع ليس متوفراً في اليابان ويبدو مختلفاً عن مشاريع مشابهة في دول أخرى، وأكثر ما لفتني الموقع الجغرافي للمدينة فهي على مقربة من المدينة الجامعية أي أن الطلاب والخريجين الجدد قادرون على التعرف أكثر إلى قطاع النشر من خلال التردد باستمرار إلى المدينة، ولا شك في أنها مشروع واعد يستقي نجاحه من نجاح الشارقة التي تعنى بالثقافة والكتاب، وتتعامل مع هذه الصناعة باحترام من خلال تطوير بنية تحتية متكاملة بمعايير ومقاييس عالمية".
وكانت مدينة الشارقة للنشر فتحت أبوابها لأسواق النشر العالمية العام الماضي، لتلبّي الحاجة الملحة في إيجاد مركز نشر متخصص في المنطقة العربية ينطلق من إمارة الشارقة ويتميز ببنية تحتية حديثة ومتطورة، وربط جوي وبحري مع جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى البيئة الداعمة التي تتمثل بقوانين وأنظمة حكومية مرنة، فضلاً عن توفير تكاليف منخفضة، ويد عاملة موهوبة وماهرة، لتعزيز التنافسية، ودعم العمليات الإقليمية للمؤسسات والشركات الدولية.
وتأسست المدينة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمتد على مساحة 40 ألف متر مربع وتضم العديد من المؤسسات والجهات العاملة في قطاع النشر من دور نشر عربية وعالمية، ومكاتب الترجمة والتحرير اللغوي والأدبي وشركات التصميم الغرافيكي، وتقدم ميزة إتمام إجراءات إصدار التراخيص التجارية خلال 24 ساعة، ويتم تجهيز المدينة بأحدث التقنيات المتطورة في مجال الطباعة والنشر إلى جانب مركز بيانات يتضمن محتويات 16 مليون كتاب بمختلف اللغات بحيث يمكن للناشرين إعادة طباعتها بسهولة وتحديثها والتعديل عليها.