بغداد – نجلاء الطائي
استقبل وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، السفير الجزائري المعتمد في بغداد عبد القادر بن شاعة والذي أعرب عن سعادته بلقاء الوزير لما تمثله الثقافة من مشتركات بين الشعبين الجزائري والعراقي.
وقال وزير الثقافة: "إن العلاقات بين العراق والجزائر كبيرة ووطيدة، لكن الثقافة تحتل المرتبة الأولى بين البلدين في ترتيب الوشائج بين المثقفين في كلا البلدين، لاسيما وإن الكثير من المثقفين العراقيين عاشوا في الجزائر واستلهموا المعاني الإنسانية في ثقافتهم، وعندما تسلّمت مهامي أوصيت بفتح الأبواب والجسور بين البلدين، منها إقامة أسبوع ثقافي متبادل في كلا البلدين وهي فكرة يمكن تحويلها إلى مشروع مشترك".
وأضاف رواندزي: "نطمح لإقامة لقاءات ثقافية وسياحية وآثارية بين البلدين بل إننا تربطنا علاقات صداقة كما كل المثقفين العراقيين، ومن هنا ادعوا إلى صياغة بروتوكولات للتعاون بين البلدين وفي إعادة كتابة القديم منها تتلائم مع المرحلة الجديدة، موضحا إن الثقافة يمكن لها أن تجمع المسائل الأخرى، قد نختلف في بعض المسائل لكن لا نختلف من مناخ الوضع الثقافي باعتباره القاسم المشترك الذي يوحد الجميع بغض النظر عن الانتماءات، ولا أعتقد هناك أفضل من الثقافة من يقوم بذلك".
وفيما يخص عمل الجامعة العربية، أشار وزير الثقافة إلى: "إن هناك تنسيقا مشتركا بين العراق والجزائر الأعضاء في الجامعة لتوحيد المواقف من بينها اختيار يوم 21 من شهر آذار/مارس يوما للغة العربية، كما إن هناك مواقف مشتركة مثل قضية تهريب الآثار العراقية حيث كان للجزائر موقفها الإيجابي من هذه المسألة".
وأكد وزير الثقافة، إن القضاء على الإرهاب لا يتم بمعزل عن الثقافة، إن الإرهاب ثقافة دخيلة على العراق ونحن نشترك مع الجزائر في مواجهة مخاطره لذلك يجب توحيد الجهود لهزيمته ، ونحن دائما نحرص في اجتماعاتنا على ضرورة قيام الجامعة العربية بمهامها في التصدي للفكر والثقافة والفتاوى المحرضة على القتل وسفك الدماء، مشيرا إلى إن العراق في تصديه للإرهاب والفكر الظلامي من قبل الجيش والحشد والبيشمركه اثبت للعالم اجمع انه يمكن هزيمة داعش بتوحيد المواقف وفي رص الصفوف .
وأبدى رواندزي استعداده للتعاون مع السفارة الجزائرية في بغداد بخصوص المشاريع والأنشطة الثقافية المشتركة، شاكرا السفير الجزائري على هذه الزيارة من أجل إدامة التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين.
من جهته، دعا السفير الجزائري إلى تشكيل مكتبة للثقافة العراقية التي ساهمت في مساندة الشعب الجزائري في حرب التحرير المجيدة، وفي تكثيف الزيارات في المجال الثقافي بعد انعقاد اللجنة المشتركة العراقية الجزائرية قريبا، وتواصل اللقاءات والمحاضرات التي بدأت عام 2016, مبينا أن التعاون في المجال الثقافي سيسهم في التعاون السياسي بين البلدين ونطمح أن نشكل صوت الجزائر لإعادة الأمور إلى نصابها خصوصا في مجال الجامعات.
وأكد السفير الجزائري وقوف بلاده جنبا إلى جنب مع العراق صاحب الحضارات العريقة والثقافات المتنوعة، مشيرا إلى إن الجزائر تريد الانطلاق لتفعيل الاتفاقيات في كافة المجالات الثقافية والأمنية والاستخباراتية باعتبار أن العراق يعاني من الإرهاب كما عانت منه الجزائر ومن أجل القضاء على هذه الظاهرة الدموية التي لا تفرق بين بلد وآخر.
من جانبه، أثنى مدير عام دائرة العلاقات الثقافية فلاح حسن شاكر على موقف الجزائر في موضوع ضم المواقع الأثرية إلى لائحة التراث العالمي. وأبدى رئيس تحرير صحيفة الصباح شوقي عبد الأمير عن استعداده لفتح أبواب الصحيفة أمام الإنتاجات الثقافية لمثقفي الجزائر. وحضر اللقاء مدير عام دائرة العلاقات الثقافية فلاح حسن شاكر ورئيس تحرير صحيفة الصباح شوقي عبد الأمير والمتحدث الرسمي باسم الوزارة عمران العبيدي.