الرياض - المغرب اليوم
في مثل هذا اليوم، وهو الأول من شهر مضان المبارك، حدثت وقائع مهمة عدة أبرزها سقوط حصن بابليون- وفاة عبدالله بن عمر - وبدء فتح الأندلس - ودعوة الأزهر للجهاد ضد الإنجليز.
واستعرض رئيس موقع "تراثيات" الذي يهتم برصد الأحداث التراثية الباحث وسيم عفيفي، هذه الوقائع، حيث قال إن اليوم الأول من شهر مضان المبارك شهد سقوط حصن بابليون في مصر ودخول الفتح الإسلامي، موضحًا أن فتح مصر حدث جلل في تاريخ الإسلام، ولم يكن أمر فتحها بالأمر الهيّن، فقد مر فتحها على مراحل عدة، غير أن مرحلة حصار حصن بابليون كانت المرحلة الفارقة في تاريخ فتح مصر، لافتًا إلن أن الحصن تم بناؤه في عصر الإمبراطور تراغان في القرن الثاني الميلادي، وقام بترميمه وتوسيعه وتقويته الإمبراطور الروماني أركاديوس في القرن الرابع الميلادي، وفي 1 رمضان من عام 20 هجرية الموافق 13 أغسطس من عام 641 ميلادية كانت نهاية حصار حصن بابليون بعد حصار دام نحو 7 أشهر، حيث بدأ في 18 ربيع الآخر 20 هـ، وكان سقوطه إيذانًا بدخول الإسلام في مصر.
ويتبع الباحث في التراث أنه في مثل هذا اليوم توفي عبد الله بن عمر بن الخطاب أحد أهم رموز التاريخ الإسلامي وأشهر أبناء الصحابة الكبار، والذي وصفه الحافظ الذهبي بـ"الإمام القدوة"، وهو أحد الستة الذين كانوا أكثر الصحابة رواية، وأحد العبادلة الأربعة، وثانيهم ابن عباس، وثالثهم عبد الله بن عمرو بن العاص، ورابعهم عبد الله بن الزبير.
في مكة معقل اضطهاد المسلمين بعد إعلان البعثة النبوية وقبيل الهجرة، ولد عبدالله بن عمر وأسلم وهو صغير ثم هاجر مع أبيه، كان شجاع مثل أبيه فعرض نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم مقاتلاً في غزوة أحد، لكن تم استبعاده لصغر سنه، وشهِد فتح مكة وله 20 عامًا، وشهد الفتوح كلها في عصري أبي بكر وعمر فقدِم الشام والعراق والبصرة وفارِس غازيًا، وشهِد فتح مصر، وقد توفي بن عمر رضي الله عنه في 1 رمضان سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، وهو ابن خمس وثمانين عامًا.
وأضاف الباحث وسيم عفيفي أنه في مثل هذا اليوم يوم 1 رمضان لعام 91 هجرية، وفي عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان وعلى يد القائد العربي موسى بن نصير والقائد طارق بن زياد، كان بدء فتح الأندلس، وأضاف أنه في يوم الجمعة في 1 رمضان عام 428 هـ توفي العالم ابن سينا، ووهو أبو على الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، ولد في قرية أفشنة الفارسية قرب بخارى في أوزبكستان حاليًا، من أب من مدينة بلخ في أفغانستان حاليًا وأم قروية في سنة 370 هـجرية 980 ميلادية، حيث كان بن سينا عالمًا وفيلسوفًا وطبيبًا وشاعرًا، ولُقِّب بالشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عُرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وكان سابقًا لعصره في مجالات فكرية عديدة، ولم يصرفه اشتغاله بالعلم عن المشاركة في الحياة العامة في عصره، فقد تعايش مع مشكلات مجتمعه، وتفاعل مع ما يموج به من اتجاهات فكرية، وشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية.
كما أضاف عفيفي أنه في مثل هذا اليوم الأول من رمضان عام 1299 هجرية دعا الأزهر للجهاد ضد الانجليز، حيث أحدثت الثورة العرابية زلزالًا عنيفًا في أسرة محمد علي كون أنها حركة عسكرية أرادت إصلاحات شاملة، وإبان تلك الأحداث انخرط الأزهريون في الثورة، وبدأ دورهم في إثارة الحمية الوطنية لقوى الشعب، وساند الثورة علماء الأزهر ومنهم: محمد عبده، وأحمد عبد الغني، وعلي المليجي، ومحمود إبراهيم خطيب أسيوط، ومحمد أبو الفضل خطيب المسجد الحنفي، وعبدالوهاب أبو عسكر، ومحمد فتح الله، وحين أرسل السلطان العثماني لجنة للنظر في الأحداث التي وقعت بمصر، أثنى شيخ الأزهر ونقيب الأشراف وشيخ المالكية على الجيش وذكروا فضله فيما نالته البلاد، كما رفض علماء الأزهر المذكرة الثنائية التي أرسلتها كل من انجلترا وفرنسا في 15 مايو/أيار 1882م، تطلبان فيها إبعاد عرابي من مصر وإسقاط وزارة محمود سامي البارودي.