الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
المهرجانات الموسيقية الصيفية في المغرب

 الجديدة - أحمد مصباح

 الجديدة - أحمد مصباح لم تعد تفصلنا عن انطلاقة المهرجانات الموسيقية الصيفية إلا أيام قليلة. فاصل زمني يفتح الباب على مصراعيه لزوبعة "البوليميك الإيديولوجي"، الذي يصاحب تنظيم تلك التظاهرات الموسمية و"المناسباتية". وقد ارتأت عدة مؤسسات منظمة لمثل هذه المهرجانات استباق النقاش، ووضع إطار سياسي-اجتماعي-اقتصادي يؤطرها. إطار لا يخلو من عمق سياسي ورؤية واضحة لمثل هذه الممارسات السياسية – الثقافية، التي أسالت وتسيل الكثير من المداد والنقد.
ودخلت على الخط ،"جمعية الريف للتنمية والتضامن"، المعروفة اختصاراً ب"جمعية أريد"، وهي بالمناسبة من الجمعيات الأكثر انتقاداً على المستوى الوطني، بالنظر إلى كون مؤسسيها هم الآن من القيادات الكبرى ل"حزب الأصالة والمعاصرة"، المعروف بصراعه مع الحزب الحاكم.
وأعرب عبد السلام بوطيب، رئيس "جمعية أريد"، عن كونه يستبق النقاش الذي سيحتدم حول استضافة المهرجانات الموسيقية الصيفية، بوضع تصور عام وإطار لجل هذه التظاهرات الثقافية، أي العلاقة الجدلية بين الثقافة والتنمية، حيث تكمن الغاية من النقاشات الدائرة بشكل استباقي، في بلورة نموذج ثقافي، يروم الرفع من وتيرة التنمية، عبر قناة الثقافة، في المناطق التي يؤكد الخبراء الاقتصاديون أنها (الثقافة) البوابة الوحيدة للارتقاء، والرقي بجودة حياة الساكنة وظروفهم المعيشية.
ويؤكد رئيس الجمعية أن "العهد الذي كانت تقاس فيه التنمية بمؤشرات رقمية بحتة، قد ولى إلى غير رجعة. حيث أضحى مفهوم التنمية في يومنا، أكثر عمقا وشمولية، إذ تتداخل فيه عوامل كثيرة، متعددة  ومتنوعة".
و أضاف : "كما يقاس بمدى قدرة أية استراتيجية على النهوض والتقدم بالنواحي الاجتماعية كافة. وبات محور العملية التنموية، وهدفها المركزي في مفهومها المعاصر، هو الإنسان والجماعات البشرية، وتبعا لذلك، ظهرت مفاهيم جديدة من قبيل "التنمية المستدامة"، و"التنمية المندمجة"، و"التنمية البشرية"، و"التنمية المجالية "، التي تربط العملية التنموية بالمجال، والمحيط، وكذا، مفهوم "التنمية الثقافية"، الذي يؤكد على الدور المحوري للثقافة في تحقيق تنمية متكاملة، وشاملة للإنسان، وللمجموعات البشرية".
فمقالة الفاعل الجمعوي عبد السلام بوطيب، التي تناولت "اجتهادات فريق العمل الذي يترأسه، باعتباره المدير العام للمهرجان المتوسطي للحسيمة والناضور"، والتي ضمنها بالمناسبة تصوره وإنتاجه الفكري، حتى يكون عمليا وواقعيا، هذه المقالة تعتبر أول مقاربة تحليلية، تدافع بجرأة غير معهودة، عن مثل هذه المهرجانات، التي توسم بكونها "هدرا للمال العام" بوصف أو توصيف ملطف".
ويؤكد رئيس  "جمعية الريف للتنمية والتضامن "، على خلفية حقوقية واضحة المعالم، باعتبار مساره وتكوينه، أنه في الوقت التي عرف فيه "مفهوم التنمية" قفزة نوعية جديدة، عرف "مفهوم الثقافة" بدوره تطورا هائلا. إذ لم يعد يحيل على المعارف، التي يتم تلقينها في المدارس العصرية، والتي أصبحت مرادفا للرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات، ونظرية  في السلوك، بما يرسم طريق الحياة إجمالا، وبما يتمثل فيه الطابع العام، الذي ينطبع ويتطبع عليه شعب من الشعوب. وهي الوجوه المميزة للمقومات التي تتميز بها عن غيرها من الجماعات البشرية، بما تقوم به من عقائد وقيم ولغة ومبادئ وسلوك ومقدسات وقوانين وتجارب. وخلاصة القول،  فإن الثقافة يمكن تلخيصها في كونها "كل مركّب يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد".
وحسب الناشط الجمعوي عبد السلام بوطيب، فإن الجمعية التي يرأسها، تسعى إلى أن تجعل من النقاش حول المهرجانات الصيفية،  نقاشاً ذا أبعاد كونية. لذا، سيكون من كبار المدعوين إلى الحسيمة والناضور، هذه السنة، الرئيس السابق  لليونيسكو السيد  فيديلايكو مايور ساراغوسا، كضيف لجمعية " أريد".
 وشدد عبد السلام بوطيب على" أن مؤتمرات اليونسكو العديدة  في العقدين الماضيين، أكدت على أهمية الاعتراف بالبعد الثقافي، ضمن منوال التنمية، والتأكيد على الهويات الثقافية، وفتح آفاق المشاركة في الحياة الثقافية، مع دعم التعاون الثقافي الدولي، إذ بات من الضروري اعتماد القيم الكونية، وفي آن واحد التعددية الثقافية. حيث تصبح مهمة السياسات الثقافية، المحافظة على تعددية المبادرات الثقافية، وحمايتها بغاية دعم التفاهم والاعتبار والاحترام بين الأفراد والأوطان، في مجابهة مخاطر الصراعات والتغلب عليها. وهذا ما جعل الثقافة بالمنظور الكوني الجديد، في قلب عملية الوجود البشري، وعملية التنمية الإنسانية، من منطلق أن الثقافة  هي مجمل الخطوط المميزة روحانيا أو ماديا وفكريا وحسيا. وهي التي تميز مجتمعا ما، أو مجموعة اجتماعية، وتعني الفنون والآداب وطرق الحياة ومنظومة القيم والتقاليد والمعتقدات".
 وحسب عبد السلام بوطيب : "فإن تنظيم المهرجان المتوسطي في دورته الثامنة تحت شعار " الثقافة رافعة للتنمية "، ليس رغبة في تغيير شعار المهرجان، من دورة إلى أخرى ، بل إن الأمر  يؤكد على  استمرارية عملنا، الذي تم تدشينه منذ سنة 2005. حيث استطعنا أن نجعل من كل الدورات  السابقة، فضاء مفتوحاً وخصباً  للفرجة الخلاقة، والاحتفال الجماعي الايجابي، والتواصل بين الشعوب، والحوار بين الثقافات والحضارات".
لذا، فهذه الدورة، نريدها إطارا ملائما لإثراء الفكر والحوار حول قضايا التنوع والتبادل الثقافيين، وأبعادهما الإيجابية  في التنمية المستدامة، وذلك وعياً منا  للدور الاستراتيجي والمحوري للعامل الثقافي في التنمية، بل هو جزء لا يتجزأ من العملية التنموية، باعتبارها عملية  صيرورة مركبة، شاملة ومندمجة".
وتساءل الفاعل الجمعوي عبد السلام بوطيب، عما إذا كانت المهرجانات، ستبقى مجالا للصراع بين الحزب الحاكم، ومعارضيه من اليساريين والحداثيين.

 

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

"اللوفر أبو ظبي" يكشف عن موسمه “مجتمعات متغيرة” أيلول…
"أبو الهول" البريطاني يرى الشمس لأول مرة منذ 100…
عشاق الرواية التاريخية العالمية ينتظرون إعلان الفائز بجائزة والتر…
خالد سلي يكشف عن مساعي المهرجان المغربي للفيلم في…
العثور على "مُنقِذ العالم" في يخت ولي العهد السعودي…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة