الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
جانب من لقاء الرئيس المصري المؤقت بوزراء الخارجية لعرب

القاهرة ـ سمية إبراهيم

تعهدت ثلاث من دول الخليج العربي بتقديم حزمة مساعدات مالية بقيمة 12 مليار دولاراميركي، ما بين قروض ومنح إلى مصر، ليس فقط بهدف دعم حكومتها الانتقالية المترنحة وإنما أيضا بهدف إضعاف وضعضعة الإسلاميين في مصر، وتقوية حلفائها في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني حاليا من اضرابات عنيفة. فقد أعلنت كل من المملكة السعودية ودولة الإمارات الاربعاء ، عن تقديمهما حزمة من المساعدات المالية تقدر قيمتها بثمانية مليارات دولار أميركي، و انضمت اليهما الكويت الخميس باعلان التزامها اعتزامها تقديم 4 مليار دولار أخرى لمصر أيضاً. ويأتي هذا الدعم في أعقاب قيام جنود الجيش المصري بقتل العشرات من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" والمتظاهرين المتعاطفين مع الرئيس المعزول محمد مرسي. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، " إن حزمة المساعدات المالية تلك تؤكد بوضوح استمرار التنافس الإقليمي لبسط النفوذ في المنطقة بين كل من السعودية وقطر، وهو التنافس الذي تصاعد منذ نشوب الثورات العربية التي قلبت أنظمة الحكم وجاءت بالإسلاميين إلى السلطة". يذكر ان قطر التي تربطها علاقات وثيقة مع تركيا، كان قد قامت بتقديم دعم مالي ودبلوماسي قوي ، ليس فقد للإخوان المسلمين في مصر وإنما إلى الإسلاميين في كافة ساحات القتال في كل من سوريا وليبيا. وفي المقابل فإن دول السعودية والإمارات والكويت تسعى إلى إعادة النظم الديكتاتورية القديمة، وذلك لأنها تخشي من أن يؤدي وصول الحركات الإسلامية الى الحكم والدعوات الديموقراطية في تلك البلاد، إلى التأثير على استقرار بلدانها. وتكشف الوعود بتقديم المساعدات المالية إلى مصر مدى تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة التي تقدم إلى مصر معونات سنوية قدرها 1.5 مليار دولار، وهو مبلغ يعد صغيرا مقارنة بوعود دول الخليج.   وتضيف الصحيفة الاميركية قائلة :"الواقع أن التدخل الخليجي في مصر تتباين بشدة مع حالة التردد وعدم اليقين التي تعاني منها إدارة أوباما حول الكيفية التي يمكن أن تتعامل بها مع استيلاء الجيش على السلطة في مصر وحول تدبير أمورها ونفوذها في عالم عربي حافل بالاضطراب". وكان البيت الأبيض قد أعلن أنه بصدد مراجعة الظروف التي أحاطت بعملية استيلاء الجيش على السلطة في مصر قبل اتخاذ قرارها النهائي بشأن المساعدات السنوية التي تقدمها إلى مصر، والتي يطالب السيناتور الجمهوري جون ماكين بضرورة تعليقها على اعتبار أن ما قام به الجيش في مصر هو انقلاب عسكري. إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض قال بالأمس أن الإدارة الأميركية تتحمس للجدول الزمني الذي قدمته الرئاسة المصرية المؤقتة لإجراء الانتخابات والعودة للحياة المدنية الديموقراطية. وكان كل من السعودية والإمارات قد اعربت عن ابتهاجهما وسعادتهما بالخطوة التي قام بها الجيش بعزل مرسي، ويرجع ذلك إلى عدائهما الشديد لجماعة "الإخوان المسلمين" وأجندتها الديموقراطية الإسلامية، والتي تراها بمثابة تهديد لشرعيتهما الملكية، ومصدر تهديد للاستقرار الإقليمي. وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" أن التوتر بين كل من قطر والسعودية يعود بتاريخه إلى ما قبل قيام ثورات الربيع العربي التي بدأت عام 2011 ، فالسعودية التي تفضل التعامل بهدوء وسرية من خلال دبلوماسية الشيكات ، تنظر إلى نفسها باعتبار زعيم المنطقة الإقليمي ، اما قطر فقد بدأت قبل سنوات بتبني سياسة خارجية ضخمة غالبا ما كانت تتجاهل المصالح السعودية وذلك من خلال استغلالها لثرواتها و لقناة "الجزيرة" في لعب دور حاسم في أغلب المناطق المضطربة والأحداث المهمة. كما أثارت قطر غضب كل السعودية وإدارة أوباما بسبب دعمها لحركات التمرد الإسلامية في سوريا من خلال تزويدها بأسلحة ثقيلة مثل الصواريخ المحمولة الأكتاف مخالفة بذلك نصائح اميركا.   وتضيف الصحيفة :"ومع تنامي جماعة الإخوان قامت السعودية بقطع المعونات عن حكومة مرسي وتجاهلت طلب الأميركان بمساعدة مصر في أزمتها الاقتصادية ، إلا أنه وبعد سقوط مرسي سارعت كل السعودية والإمارات بالإعلان عن تأييدهما القوي للقيادة الجديدة في مصر وحرص الملك عبد الله على الاتصال بقائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي للتأكيد على دعمه للحكومة الانتقالية في مصر". ويقول أحد المسؤولين العرب أن ما حدث في مصر، يعد بمثابة نكسة للأيديولوجية التي كانت تتبعها قطر وتركيا في تأييد ودعم الإسلام السياسي. وقد رفض المسؤولون في قطر التعليق على تلك الأحداث، إلا أن أحد المسؤولين في قطر قال: "إن ما قدمته قطر من مساعدات مالية إلى مصر، لم يكن لفرد أو جماعة وإنما كان للشعب المصري". كما عانى القطريين على مدي الأيام الأخيرة إخفاقات أقل حدة ففي يوم الاثنين الماضي تقدم 22 صحفيا من العاملين بقناة الجزيرة باستقالة جماعية بسبب التغطية الإعلامية المتحيزة لجماعة الإخوان المسلمين كما وجهت اتهامات إلى حكام قطر بأنهم يستغلون قناة الجزيرة كذراع نشط في سياستهم الخارجية. ويوم الثلاثاء الماضي قام غسان هيتو رئيس وزراء سوريا في المنفي والرجل المفضل بالنسبة للقطريين ، بتقديم استقالته. وعلى الرغم من أن أسباب الاستقالة غير واضحة إلا أنها كانت بمثابة ميزة للسعودية التي لم تكن ترضى به. ويقول بعض المحللين أن قطر بدات تحصد الآن ثمار سياسيتها الخارجية العدوانية والانتقائية. وقد انضمت قطر إلى السعودية في إصدار رسالة تدعم فيها الحكومة الانتقالية في مصر على الرغم من رفض حلفائها من الأخوان المسلمين لذلك. وعلى ما يبدو فإن قطر قد توقفت عن لعب دور مثير الاضطرابات في المنطقة الأمر  الذي يسمح للسعوديين باستئناف زعامتها الإقليمية. يذكر أن قطر تحتضن أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط كما أنها تقوم بتمويل الإسلاميين في كل من تونس وليبيا وسوريا ومصر وغالبا ما تقف بجانب جماعة الإخوان المسلمين أو من يحالفها مثل حماس.و يذكر أن قطر كانت قد قامت بإقراض نظام الإخوان مبلغ 8 مليارات على مدار العام الماضي كما قامت تركيا بتقديم قروض قيمتها 2 مليار دولار. وحسب "نيويورك تايمز" فإن البعض أنه وعلى الرغم من أن قطر كانت تدعم مرسي ماليا ولم تكن سعيدة بعزله إلا أنها لم تكن أيضا سعيدة بمرسي نفسه. كما أن التحول في سياسية قطر قد تم في أعقاب تولي الأمير تميم آل ثاني الحكم في البلاد بعد تنازل والده. وهناك من يقول أيصاً، بأن دعم قطر للإخوان المسلمين كان من منطلق سياسة برجماتية لا ترتقي إلى مستوى الأيديولوجية وذلك من منظور شعبية "الأخوان" على عكس الفضائل العلمانية والليبرالية.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

دول آسيا تتجه لدعم الطاقة المُتجددة على حساب النفط…
"الغِيرة" تقتل ترامب وتدعوه لفرض عقوبات على مشروعٍ لضخ…
الأسواق الخليجية تهبط متأثرة بتزايد المخاوف لدى المستثمرين
سويسرا تبدأ تجهيز جناحها الخاص في معرض إكسبو دبي…
ارتفاع أسعار النفط بنحو 4% مع تصاعد التوترات في…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة