الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
آلاف المواطنين الإسبان يستقرون في المغرب لتأمين فرص عمل

الرباط ـ رضوان مبشور

 تحول المغرب في الآونة الأخيرة من وجهة سياحية لاستقبال السياح الأوروبيين، إلى وجهة من أجل تأمين لقمة العيش بالنسبة لجيران المملكة في الضفة الشمالية، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 8200 مواطن إسباني يعملون بشكل رسمي في المغرب، بينما تشير مصادر أخرى أن ما يقرب من4 آلاف إسباني يتواجدون في المغرب بشكل غير شرعي، فيما يمكن أن نسميه ب "الهجرة السرية"، وتأتي هذه الأعداد المتزايدة من الإسبان الوافدين  على المغرب في السنتين الأخيرتين إلى هروبهم من شبح البطالة الذي يهددهم في بلدهم، والتي وصلت لمستويات قياسية، بعدما ضربت الأزمة الاقتصادية المملكة الإسبانية في العام 2008. وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أصدرت في خلال الأسبوع الماضي بيانا يطالب "المواطنين الأوروبيين الذين يقيمون أو يعملون في المغرب بشكل مؤقت أو دائم، إلى القيام لدى المصالح المعنية بالإجراءات المتعلقة بإقامتهم والمهن التي يزاولونها"، معللة ذلك ب "تنامي عدد مواطني الدول الأوروبية، بخاصة من إسبانيا، الذين يزورون المغرب أو يقيمون به بصورة مؤقتة أو دائمة". هذا وعلقت مواطنة إسبانية تعمل في مجال الصحافة في الرباط تدعى سونية، مازحة على بيان وزارة الداخلية المغربية، وهي تتحدث ل "العرب اليوم" بلغة فرنسية متلعثمة قائلة "ما هو متعارف لدينا في إسبانيا أن المغاربة هم من كانوا يلجئون إلى الهجرة السرية للضفة الشمالية، من أجل تأمين وضعيتهم المعيشية، ونحن أقرب اليوم لما يشبه الهجرة المعاكسة نحو الجنوب"، وأضافت بالقول "قد نسمع يوما أن المملكة المغربية تفرض رقابة شديدة على مواطني الدول الأوروبية عند دخول ترابها". وعند قيامك بجولة بسيطة في شوارع الرباط يصادفك عشرات الإسبانيين ممن يشتغلون في المغرب، حيث قال مواطن إسباني ينحدر من مدينة قرطبة الإسبانية يدعى خوان لـ "العرب اليوم" إن "الظروف الاقتصادية في بلده حتمت عليه البحث عن عمل جديد في بلد غير إسبانيا"، مشيرًا أنه يعمل مهندسًا في شركة للهندسة المعمارية في المغرب، وعن الأجر الذي يتقاضاه قال إنه "يتجاوز 2000 دولار" وهو ما يفوق الأجر الذي كان يتقاضاه في إسبانيا و يوفر له حياة كريمة على حد تعبيره. وعن طبيعة الأعمال التي يزاولها المهاجرون الإسبان في المغرب، تقول سونيا لـ "المغرب اليوم" "إن أغلبهم يشتغلون في مجالات الاتصالات وتدريس اللغة الاسبانية بالمعاهد الإسبانية الخاصة في المغرب المعروفة باسم "معاهد سرفانتيس" المنتشرة في المدن المغربية الكبرى، بالإضافة إلى القطاع السياحي والتجارة". لكن المثير للاستغراب و الجدل، هو المشهد الغريب الذي أصبح يلحظه مرتادو الحانات الليلية والمنتجعات السياحية بكل من مدن أغادير ومراكش والجديدة وطنجة، حيث تعرف حضورًا ملفتًا لبائعات اللذة الجنسية من المواطنات الإسبانيات، اللائي أصبحن ينافسن نظرائهم المغاربة، ويبدو أن المثير للدهشة هو أن حتى الأجور التي يطلبونها تبدو أقل بكثير من أجور العاهرات المغربيات. وتعد مدينة طنجة في أقصى شمال المملكة المغربية، والتي يبعد فقط ما يقرب من 14 كيلومتر عن الجزيرة الخضراء الاسبانية، أشبه في مدينة إسبانية بحكم الأعداد المتزايدة للمهاجرين الإسبان المتوافدين على المدينة، فحتى اللغة الإسبانية في المدينة أصبحت تطغى على اللغة الفرنسية التي اعتاد المغاربة التحدث بها إلى جانب اللغة العربية، اللغة الرسمية للبلاد. هذا و تضيف الصحافية الإسبانية سونية إن "القرب الجغرافي بين المغرب واسبانيا ساهم إلى حد كبيرة في اختيار المغرب كوجهة للعمل، بالإضافة إلى التقارب الثقافي بين البلدين، بخاصة أن المغرب كان في وقت سابق مستعمرة إسبانية من العام 1912 إلى العام 1956، كما أن الثقافة الإسبانية حاضرة بقوة في المجتمع المغربي بحكم القرب الجغرافي، وأيضا العدد الكبير من المهاجرين المغاربة الذين يعيشون بإسبانيا، إضافة للانتعاش الملحوظ للاقتصاد المغربي بالمقارنة مع اقتصاد المملكة الاسبانية الذي يعرف ركودا مند 4 سنوات". وخصصت جريدة "أ.ب.س" الإسبانية أحد أعدادها للتحدث عن ظاهرة هجرة الإسبان للعمل في المغرب، حيث أكدت أن حوالي 2000 مواطن إسباني مسجلون في صناديق التقاعد والضمان الاجتماعي بالمملكة المغربية، وشبهت المغرب ب" جنة الفردوس" بالنسبة للمواطنين الإسبانيين، بعدما بلغت نسبة البطالة في إسبانيا نسبا قياسيا، حيث أكدت نفس الجريدة أن أزيد 6 ملايين إسباني دون عمل.  

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

دول آسيا تتجه لدعم الطاقة المُتجددة على حساب النفط…
"الغِيرة" تقتل ترامب وتدعوه لفرض عقوبات على مشروعٍ لضخ…
الأسواق الخليجية تهبط متأثرة بتزايد المخاوف لدى المستثمرين
سويسرا تبدأ تجهيز جناحها الخاص في معرض إكسبو دبي…
ارتفاع أسعار النفط بنحو 4% مع تصاعد التوترات في…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة