تعتبر الرياضات أو دور الضيافة المنتشرة في المدينة العتيقة في مراكش من أجل المآثر والمعالم الثقافية التي تمتاز بتاريخ إسلامي وهندسة معمارية فريدة من نوعها، وتختلف بشكل كبير عن هندسة الفنادق والإقامات الخاصة المتواجدة في مراكش وضواحيها وهي من الفضاءات المهمة التي تعتبر معلمة مراكشية مميزة تحقق الإقبال الكبير من طرف السياح الأجانب الذين تجدهم يعشقون الإقامة فيها نظرًا لتميزها وجماليتها المختلفة والراقية ، وتعد الرياضات من المنازل العتيقة والقديمة التي كان يقطنها السلاطين والملوك القدامى في المملكة المغربية والتي تمتاز بها مدينة مراكش على وجه الخصوص .

ومن بين الرياضات التي تشهد إقبالًا كبيرًا من طرف السياح الأجانب الذين يحجون إلى مراكش من مختلف الدول الأوروبية والعربية هي رياض "العز"، الذي يعد من أجمل الرياضات في مراكش والذي يمتاز بعدة خصائص مميزة وغاية في الجمالية، انطلاقُا من تلك الهندسة المعمارية الإسلامية التي يزخر بها والتي تنطلق من أبناء الذي يظهر الرياض مختلفًا من حيث تلك الأقواس والتصميم الذي تمتاز به الفضاءات ويجعلها مختلفة ومريحة وغاية في الجمالية، ثم تلك النقوش والزخارف المعتمدة في الأسقف الجبسية والخشبية إضافة إلى زخارف الحديد والنحاس المعتمد في عدد من الفضاءات، كما أن لمسة الأبواب الضخمة التي تحتوي على أبواب صغيرة في الوقت ذاته تعطي الرياض تلك النكهة القديمة التي تسافر بك إلى زمن قديم حيث عاش السلاطين والحكام في حقبة زمنية عايشتها مدينة مراكش.

ويحتوي هذا الرياض الراقي  على تلك اللمسة التقليدية الكبيرة التي يمكن أن تلاحظها في جميع الفضاءات انطلاقًا من باب المدخل إلى كافة الأرجاء، رغم التجديدات والترميمات التي أدخلت عليه إلا أنه بقي محافظًا على اللمسات التقليدية المغربية الممزوجة بالبربرية التي تشع جمالًا ورقة ونعومة وتمنح الفضاءات نوعًا من الاختلاف والتميز والجمالية الساحرة.

ويتميز الرياض بمجموعة من الفضاءات منها غرف النوم والأجنحة الملكية والرئيسية التي تم تجهيزها على أكمل وجه بمختلف الأثاث المميز والراقي ذو اللمسة المغربية التقليدية وتلك الأوان الممزوجة والراقية التي تعطي كل فضاء على حدة نوعًا من التميز والجمالية، لا سيما المزج بين اللون الأزرق الملكي في الأبواب والنوافذ ومختلف الأصص النباتية التي تزين بهو الرياض والتي تم طلائها باللون الأزرق المعروف باللون " ماجوريل " لدى المراكشيين، إضافة إلى خامات الزليج الفاسي والزليج المراكشي التقليدي الذي يزين الجدران ويعطيها تلك النكهة التقليدية المغربية.

وترسم جمالية الأرضية تلك اللوحات الفنية المزخرفة والمشكلة والمختلفة التي تعطي الأرضية جمالية راقية وتجعلك تسرح في رسوماتها ولمسات الصانع المغربي الذي أعطاها قيمة كبيرة بترتيبها وتكون زخارف مختلفة باعتماد الزليج أو الفسيفساء الذي تم اعتماده في الممرات والمطبخ وغرف النوم والحمامات التقليدية، فضلًا عن عدة فضاءات منها البهو والصالونات التقليدية التي تحتوي على اللمسات التقليدية المغربية التي تتميز بألوانها النارية والصارخة منها البرتقالي والأحمر حيث تم مزجهما معًا بطريقة تقليدية متناسقة راقية أعطت  لوحة فنية مميزة للفضاءات، لا سيما أنها أثثت بمجموعة من الأثاث المغربي الراقي والمريح ذو اللمسات والخامات التقليدية من تطريز وزخارف زينت الستائر والسجاد  والوسائد وغيرها، إضافة تلك الإكسسوارات والديكورات والتحف الفنية التي أعطت الروح والجمالية المنعشة الراقية لمختلف الفضاءات في الرياض.

ويعكس الرياض تلك اللمسة البيئية التي منحته إياها أشجار الزيتون والنخيل ومختلف النباتات التي يحتوي عليها سواء في البهو المزين بتلك الفوانيس الراقية ولتقليدية وتلك الديكورات والخامات التي جعلته مميزًا وغاية في التألق والتي تزيين الجلسات الخارجية المعتمدة في البهو لمنح السياح لحظات مريحة ومميزة أثناء السهرات والأمسيات المسائية تحت أضواء الشموع والفوانيس التقليدية والراقية ، كما أن الرياض الذي تمت تسمية برياض " العز "نسبة لما يتوفر عليه من عز وجمالية وأناقة في كل الأشياء حتى البسيطة منها ، يحتوي أيضًا على تراس تقليدي بعيد كل البعد عن التراسات التي اعتدنا على رؤيتها في مختلف الرياضات والتي تخصص لحمامات الشمس وغيرها، بل هذا التراس مجهز بطريقة تقليدية من حيث الأثاث والجلسات الخاصة التي تم اعتمادها بلمسة من الديكورات والخامات التقليدية والألوان الراقية ولمسة الأزهار والنباتات التي تزينها وتعطيها الاختلاف، إضافة إلى اعتماد تشكيلة من السجاد المغربي ومختلف القطع لمنح هذا الفضاء اختلافًا راقيًا وغاية في التميز يحقق رغبة السياح في الحصول على إطلالة مميزة وبانورامية على جبال الأطلس وكذا على مختلف البنايات التقليدية للمدينة الحمراء.