الرئيسية » التحقيقات السياحية
"كيثيرا" الجزيرة اليونانية الأفضل والأكثر سحرًا

أثينا - سلوى عمر

أمضى أندرو بوستوك جزءًا كبيرًا من حياته يعيش ويكتب أدلة سياحية عن اليونان؛ ولكنه عندما كتب عن جزيرة "كيثيرا" ذات الأودية والشلالات الشواطئ المثالية؛ وجد اللحن الذي طالما حلم به، مؤكدًا: "أمضيت 30 عامًا، من حياتي في محاولة العثور على الجزيرة اليونانية المثالية، وزرت نحو 40 جزيرة منها؛ ولكن مسعاي هذا شهد مشاكل مرتبطة ومتلازمة".

وأوضح بوستوك: "أولى المشاكل كان في أنّ عددًا من هذه الجزر اتبع إلى حد ما؛ نمطًا معينًا عبارة عن بلدة رئيسة صغيرة أو ميناء، واثنين أو ثلاثة شواطئ مذهلة، وإذا كنت محظوظًا فستجد بقايا كنيسة قديمة على قمة تلة الجزيرة الوحيدة، وبالنسبة إلى الكثيرين فإن هذا كل المطلوب لتمضية أسبوع أو أسبوعين في إجازة؛ ولكني طالما تطلعت إلى أكثر من ذلك".

وأضاف: "المشكلة الثانية؛ أنّ أكبر الجزر يمكن أن يقصدها كثير من الزوار، فالمسافرون الذين يبحثون عن مساحتهم الخاصة من الجنة؛ يذهبون إلى جزر معزولة ونائية؛ لكن إيجاد هذا النوع من الجزر أصبح أقل وأقل، وهذا ما أدى إلى تفاقم المشكلة الأولى، وهذا العام أخذت في نصيحة أصدقاء يونانيين وذهبت إلى "كيثيرا"، وأعتقد بأن بحثي عن الجزيرة المثالية انتهى".

وتابع: "يمكن أن يكون الوصول الى جزيرة "كيثيرا" صعبًا بعض الشيء؛ لكن هذا يضفي إليها ميزة إيجابية في سباق الجزيرة الأمثل، فهي ليست قريبة من أي من الجزر المعروفة حيث إنها تمتد في الجزء السفلي من شبه جزيرة "بيلوبونير"، ويمكنك أن تستقل الطائرة للوصول إليها؛ ولكن فقط عبر الرحلات المحلية؛ إلا أنّ القارب يعتبر الطريقة الأفضل للوصول إليها، ويمكن فعل ذلك عبر طريق غير مباشر من أثينا أو طريق أكثر امتاعًا من الميناء الجنوبي في نابولي بعد جولة في شبه جزيرة "بيلوبونيز" نفسها".

وزاد: "اتخذنا أنا وابنتي جيميما البالغة من العمر تسعة أعوام، الخيار الأخير إلى أن وصلنا إلى الميناء الجديد للجزيرة والموطن المثالي للرمال البيضاء والمياه الكرستالية الزرقاء "دياكوفتي"، وأيضًا إلى حطام سفينة كبيرة، وهناك وللمرة الأولى؛ لاحظنا واحدة من مفاجآت "كيثيرا"؛ طغيان اللهجات الأسترالية، ففي أوائل القرن العشرين هاجر عدد من سكان الجزر الى أسترالية أو "كيثيرا" الكبيرة كما تعرف هنا، وكثير من أحفادهم يعودون كل صيف وحتى السكان المحليين غالبًا ما يتكلمون الانجليزية بلهجة استرالية، وفيما عدا ذلك الأمر تستقبل الجزيرة القليل من السياح".

وأردف: "وإذا اتجهت غرب الجزيرة؛ يظهر لك منظر صخري من دون أشجار يتخلله الوديان والممرات الضيقة التي يمكن أن تحفي كنوزا سرية، وسرعان ما نزلنا إلى واحدة من هذه الكنوز فوق قرية مايلبوتاموس عبر اتباعنا لصف من الأشجار على الطريق التي تؤدي إلى ما يمكن أن يكون القرية اليونانية المثالية، ويعني اسم القرية "نهر المطاحن"، وتقع حول بركة بط متنافرة بعض الشيء تحت منبع النهر حيث جلسنا وتناولنا وجبة المساء في حانة بلاتانوس".

واسترسل: "ويعني الاسم "الأشجار الطائرة"؛ علامة جيدة لما سيأتي، فالأشجار الظليلة في كل مكان تبدو معلقة فوق كل ساحة القربة، وهذه الحانة التي تقدم أطباقًا ومأكولات محلية تحت الأشجار لأكثر من 130 عامًا؛ لم تخيب أمالنا أبدًا، أما في وقت لاحق فاكتشفنا التقاليد اليونانية التي تنص على تغيير مكان تناول الحلوى، حيث انتقلنا إلى النهر في جوار بركة البط، وجلسنا في مقهى كماري لتناول القهوة والآيس كريم".

واستكمل"وفي الصباح، مشينا مع النهر في اتجاه الأسفل إلى أن وصلنا إلى أنقاض عدد من المطاحن التي كانت تطحن في يوم من الأيام القمح المحلي، و وجدنا أول شلال بعد مشي لخمس دقائق على الأقدام، ويحمل أسماء لم نستطع أن نقرر أيهما نفضل: "نيراديا" أي حوريات الماء الأسطورية و"فونيسا" وتعني القاتلة، و كان الناس يسبحون؛ ولكننا فضلنا أن نواصل الطريق إلى الأسفل حيث وجدنا واحدة من المطاحن التي رممت على نحو كامل".

واستأنف: "والتقينا مع المالك والمرمم قيليبس زيرفوس الذي أخذنا في جولة حول المطحنة شارحًا تاريخها حيث بناها جده الذي يحمل اسمها نفسه، وبعد ذلك أرشدنا كي نسير كيلو متر واحد إلى أسفل الطريق، حيث وجدنا شلالًا آخر كان ساحرًا أكثر من الأول".

وأبرز: "ومع دليل ومعدات مناسبة؛ يمكنك أن تسير أكثر في الممرات الضيقة كي تصل إلى شاطئ معزول يسمى "كالامي" الذي يعتبر قطعة صغيرة جدًا من الجنة، ويصعب الوصول إليه تمامًا، كما يتوجب على الجنة أن تكون، وإن كنت لا تهوى التجديف في الوديان الضيفة؛ فسيكون البديل زيادة تنتهى بجرف يبلغ ارتفاعه 30 مترًا، حيث يوجد حبل لمساعدة الشجعان على التسلق؛ ولكننا اكتفينا قانعين في النظر إلى كهف مهجور من فوق، وطلب مني الإشارة إلى أنني أنا من خفت وليست جميما، واكتشفنا كهفًا قريبًا من أجيا صوفيا، ممتلئ على نحو لافت بالتسريبات الكلسية التي تظهر في سقف الكهوف، فضلًا عن لوحة جدارية عمرها 700 عام".

وبيّن: "اضطرت إلى السباحة في البحر على أن ننتظر على مضض حتى نصل مايلبوتماس، وكان صديق لي أرسل عبر البريد الاكتروني قائمة تضم أفضل سبعة شواطئ علي رؤيتها، ومن بينها شاطئ الرمال البيضاء "دياكوفي" و"كالامي" الذي يصعب الوصول إليه، فقبل أن أصل إلى الجزيرة؛ اعتقدت بأن هذه القائمة ستشمل معظم شواطئ الجزيرة؛ ولكن عندما تتبعت الخريطة أدركت أن هذه كانت مجموعة صغيرة تتألف من أكثر من 30 شاطئ في "كيثيرا"، واخترنا شاطئ "كيلادي" على الجانب الآخر للجزيرة الذي بدا من السهل الوصول إليه على الأقل".

وأفاد: "الشاطئ المرصوف بواسطة الحصى والمقسم إلى ثلاثة نتوءات صخرية يستوعب 20 فردًا ممن تواجدوا هناك في آب/اغسطس للسباحة؛ لم يكن هناك متجر للبيع فاضطررنا للذهاب إلى افيلمونس القريبة؛ لتناول طعام الغذاء؛ عبارة سلسلة صغيرة من المنازل المبنية أعلى خليج صغير ممتلئ بقوارب صيد ومنصات للسباحة، حيث توجد "سوتيريس" حانة تشتهر بجراد البحر الذي كان تناوله فوق موازنتنا، بقليل؛ لكن سمك "الكافورس" الصغير المقلي كان أفضل ترضية لنا".

وأشار إلى أنّه "في أيامنا القليلة الأخيرة اتجهنا إلى عاصمة الجزيرة هورا المكان الذي يعكس روعة الجزر اليونانية، فالمدينة الرئيسة تقع على أعلى تلة فوق ميناء "كاسبولي" ما جعلها وسيلة دفاعية أيام القراصنة، و استكشفنا الحارات البيضاء إلى أن وصلنا إلى قلعة "فينتين" مع إطلاتها الخلابة على طوق صخري يسمى "هيرتا"، يدعى أنّه كان مكان ولادة "أفروديت"، وقيل لنا ألا نصغي إلى القبارصة، وفي وقت لاحق من المساء حيث القليل من الحرفيات والمكتبات فتحت أبوابها؛ جلسنا على السطح نستمتع باللحوم المشوية والخمور المحلية من زوربا التي ما زال ندلائها يرتدون صدريات سوداء وقمصان بيضاء".

واستطرد: "قبل اللحاق بالعبارات إلى البر الرئيس، أخذنا رحلة وداعية وصولًا إلى كابسالي، حيث انضم إلينا الكابتن سبيروس الذي اصطحبنا على متن قاربه إلى صخرة "يرتا ورسي" على مدخل الكهف المتدلية؛ فسرعان ما وجدنا أنفسنا نتبعه في البحر، خلال الظلام، والتفتنا خلفنا كي نرى ضوء البحر ينعكس على مدخل الكهف بلونه الياقوتي المضيء، ومثل الكثير في "كيثيرا" كان الوصول إلى هناك يتطلب بعض الجهد؛ ولكنه يستحق ذلك".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

تعرف على أفضل وجهات سياحية لشهر العسل 2019
تشيلي وجهتك المُفضَّلة للاستمتاع بالشواطئ الذهبية والطبيعة الساحرة
"دبي الدولي" ثالث مطار على مستوى العالم يوفر الراحة…
مصر تحتل "الوجهة الأولى" للسياح الإماراتيين خلال عطلة عيد…
مصر تُطلِق منصة إلكترونية بـ8 لغات للحصول على "تأشيرات…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة