الرئيسية » تحقيقات وأخبار
الأطفال لا يجدون متسًا للاستمتاع بالقراءة

لندن ـ كاتيا حداد

كشفت دار النشر "سكولاستيك"، وهي دار نشر معنية بكتب الأطفال، في دراسة نشرتها أخيرًا، أنَّ أعدادًا قليلة من الأطفال تجد متسعًا من الوقت لقراءة كتب؛ فقط للاستمتاع بمتعة القراءة.

وأوضحت الدراسة أنه "في إطار مسح أجري عام 2014، لما يزيد قليلاً على ألف طفل، تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عامًا، أفاد 31% فقط من الأطفال بأنهم يقرأون كتابًا بهدف ممارسة متعة القراءة بصورة شبه يومية، وذلك بانخفاض عن نسبة 37% التي كانت سائدة منذ 4 أعوام".

ولاحظت الدراسة وجود أنماط متكررة في أوساط الأطفال الذين يقبلون على مزيد من القراءة، فبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا (بين 6 و11 عامًا)، ظهرت علاقة تلازم بين القراءة لهم بصوت مرتفع وتقييد الوقت المتاح لهم للدخول إلى شبكة الإنترنت من ناحية، وإقبالهم بصورة مستمرة على القراءة من ناحية أخرى. أما الأطفال الأكبر سنًا (12 إلى 17 عامًا) فإن أحد المحددات الكبرى تمثل فيما إذا كان لديهم وقت للقراءة من تلقاء أنفسهم في اليوم الدراسي.

وتشكل النتيجة المرتبطة بالقراءة بصوت مرتفع للأطفال بعد تجاوزهم الفترة المبكرة من الطفولة بكثير، مفاجأة لبعض الآباء والأمهات، الذين اعتادوا قراءة الكتب لأطفالهم عند النوم، عندما كانوا في سن صغيرة للغاية، ثم توقفوا عن ذلك.

في السياق نفسه، أعلنت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال سياسة جديدة، توصي فيها بأن يقرأ جميع الآباء والأمهات لأطفالهم منذ مولدهم.

وأبرزت نائب رئيس موقع إلكتروني يعنى بالآباء والأمهات يتبع "سكولاستيك"، ماغي ماغواير، أنَّ "الكثير من الآباء والأمهات يفترضون أنه بمجرد أن يبدأ الأطفال في القراءة بصورة مستقلة، فإن هذا يصبح الأمر الأمثل بالنسبة لهم، إلا أنّ القراءة بصوت مرتفع للأطفال طوال فترة التحاقهم بالتعليم الابتدائي تبدو مرتبطة بغرس حب القراءة بصورة عامة".

ولفتت إلى أنَّ "41% ممن يمارسون القراءة باستمرار بين 6 و10 أعوام، كانت تجري القراءة لهم بصوت مرتفع داخل المنزل، بينما 13% فقط ممن يمارسون القراءة بصورة متقطعة كانت تجري القراءة لهم".

وأصدرت "سكولاستيك"، التي تتولى تنظيم معارض للكتاب داخل المدارس وتنشر كتب أطفال منها ما يحقق انتشارًا واسعًا، مثل سلسلة "هاري بوتر"، و"كابتن أندربانتس"، تكليفًا بوضع "تقرير عن القراءة بين الأطفال والأسرة" منذ عام 2006.

وللمرة الأولى في العام الجاري، ركز التقرير، الذي تضعه "يوغوف"، وهي شركة بحثية معنية بالأسواق، على المؤشرات التي توحي بأن أطفالاً من أعمار مختلفة سيصبحون ممن يمارسون عادة القراءة باستمرار، والذين عرفتهم الدراسة باعتبارهم الأطفال الذين يقرأون كتبًا بهدف المتعة، على مدار 5 أيام أو أكثر من الأسبوع.

من جهتها، أبرزت كريستين هارملنغ، وهي شريكة في "يوغوف"، التي أسهمت في التقرير، أنّ "الأطفال الذين شملهم المسح وكانوا يمارسون القراءة بصورة مستمرة ذكروا أن القراءة لهم بصوت مرتفع شكلت فترة ترابط خاصة بينهم وبين والديهم".

وأضافت "مع تقدم الأطفال في العمر، لا أعتقد أن الآباء والأمهات يعون مدى أهمية هذا الوقت والدور في حياة أطفالهم"، مشيرة إلى أنه "بطبيعة الحال، فإن الأطفال الذين يعشقون القراءة يترعرعون داخل منازل تعج بالكتب ولأبوين شغوفين بالقراءة".

وبدوره، بيّن الأستاذ الفخري للتعليم الحضري في جامعة إلينوي في شيكاغو، والرئيس السابق لـ"الاتحاد الدولي للقراءة"، تيموثي شانان، أنه "بينما يشجع الآباء والأمهات الذين يقرأون لأطفالهم خلال الفترة المتأخرة من المرحلة الابتدائية أبناءهم على مزاولة

القراءة باستمرار من تلقاء أنفسهم، فإن مثل هذا السلوك لدى الأطفال يمكن كذلك أن ينبع من مجموعة من العناصر الأخرى القائمة داخل تلك الأسر".

من ناحيتهم، رأى الآباء والأمهات أيضًا صلة بين الأمرين. من بين هؤلاء إميلي سكلدنغ، وهي أم لـ4 أطفال من نيوأورليانز، ومدرسة سابقة بالمرحلة الإعدادية، إذ ذكرت أن ابنها سمنر (15 عامًا) اعتاد القراءة بنهم في طفولته، بيد أنه الآن وبسبب عدم توافر وقت لديه بالمدرسة للمطالعة من تلقاء نفسه، أو ربما الأهم من ذلك، عجزه عن اختيار الكتب التي يود قراءتها، فإنه توقف عن ممارسة القراءة بهدف الاستمتاع".

يذكر أنّه لا يتوافر بعد بحث قوي يربط بين القراءة بصوت مرتفع لذوي الأعمار الأكبر وتحسن مستوى إدراك ما تجري قراءته، إلا أنّ بعض الخبراء المعنيين بتعلم القراءة والكتابة يعتقدون أنه عندما يقرأ الآباء والأمهات أو المدرسون بصوت مرتفع للأطفال، حتى بعد أن يصبح بإمكانهم القراءة بمفردهم، فإن هذا يمكن الأطفال من سماع مزيد من الكلمات أو القصص المعقدة عما يكون عليه الأمر عند ممارستهم القراءة بمفردهم.

وفي هذا الصدد، أوضحت مدير مؤسسة "ليت وورلد أورغ"، وهي مجموعة غير هادفة للربح تعمل على تعزيز مهارات القراءة والكتابة بين الصغار، بام ألين أن "الفكرة برمتها تدور حول غمس الأطفال في مفردات ذات مستوى أعلى. إن القراءة بصوت مرتفع بمقدورها بالفعل الارتقاء بمستوى الأطفال".

وفي المقابل، اعتبر خبراء آخرون في مجال القراءة والكتابة أنّ "القيمة الحقيقية وراء القراءة بصوت مرتفع للأطفال تكمن في تنمية خلفية معرفية في شأن مختلف المواضيع، فضلاً عن التعرض للغة مركبة".

وأعربت البروفسور لدى كلية التربية في جامعة هارفارد كاثرين سنو، عن اعتقادها بأنّه "ليس من الضروري أن يكون الأمر في صورة قراءة، وإنما يمكن لفتح محادثة لمدة دقيقتين عن مادة تلفزيونية ما، أو أخرى في مجلة، أو شيء قرأته أنت لنفسك، وخلق بعض التأثيرات الإيجابية المشابهة للقراءة بصوت مرتفع".

 

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المجلس الأعلى للتربية يكشف أن 77% من المغاربة مع…
"التربية" المغربية توجِّه دعوة لعقد اجتماع مستعجل مع النقابات…
الحكومة المغربية تستجيب لـ14 مطلبًا لطلبة الطب والصيدلة باستثناء…
مؤسسات التعليم العالي في الإمارات تتاسبق للحاق بقطار "الذكاء…
جامعة الشارقة تحتفي بتخريج "دفعة عام التسامح" ضمن برنامج…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة