الرئيسية » تحقيقات وأخبار
طلاب لاجئين في بريطانيا

لندن - كاتيا حداد

تكشف الكثير من المواقف معاناة اللاجئين في بريطانيا ومدى إقبالهم على تعلم اللغة الإنكليزية، وتتحدث أماندا، التي تعمل معلمة في إحدى المدارس شمال غرب البلاد، عن نفيسة، مشيرة إلى أنها حصلت على استمارة القبول في يوم عيد ميلادها وعندما هنأتها ابتسمت، وأوضحت مراسم الاحتفال بعيد الميلاد في السودان.

وأضافت أماندا "نشأت نفيسة وتعلمت في مخيم للاجئين، وأذكر يومًا أنني سألتها عما إذا استخدمت الحاسوب من قبل، لكنها أجابت بالنفي إلا أنها أوضحت أنها شاهدت صورة له في وقت سابق".

وأوضحت "أشعر بالفخر وأنا أقول إنه بعد عامين تحولت نفيسة من شخص لا يتحدث الإنكليزية إلى شخص قادر على المشاركة في محادثات مطولة حول المواضيع المختلفة، إنها الآن تطرح أسئلة ويمكنها فهم جوهر الدرس خصوصًا في حالة وجود صور لتوفير مزيد من الفهم، وعندما انضمت إلى الفريق حاولنا التقاط الصور لمناطق مختلفة من المدرسة ومساعدتها على فهم المفردات والجمل البسيطة، صممنا دورة حياة بسيطة على مدار الأسبوع باستخدام الألعاب لرواية القصة".

وأبرزت أماندا "حاولت المدارس تقديم الجهد لتلبية احتياجات اللاجئين لكن الأمر لم يكن سهلا، ويعني هذا أنه على المعلمين التفكير في المواضيع التي يرغبون في الحصول على معلومات بشأنها، واللغة التي يحتاجها هؤلاء الطلاب حتى يفهمون الدروس، ويصبح الأمر صعبا في حالة عدم وعي المدرس بأساليب تعليم اللغة".

وأشار توماس الذي يعمل في مدرسة ثانوية جنوب البلاد، إلى أن سناه التي وصلت إلى بريطانيا منذ ثلاثة أعوام لاجئة من المنطقة التي مزقتها الحرب في الصومات، وكانت أمية في لغتها الأولى ولم تذهب أبدا إلى المدرسة، وأضاف "هذه هي المعلومات الوحيدة التي تلقيتها عنها أثناء عملية القبول وفي وقت لاحق بعد زيادة الثقة بيننا أخبرتني أن والدها توفى".

وبيّن أنّ سناه نقلت من الفصول العادية بسبب الغضب والشجار مع الطلاب الآخرين، وكانت تحتاج إلى تحسين مهارات اللغة قبل أن تنضم إلى الفريق.

وانضمت إلى فصل اللغة الإنكليزية بشكل إضافي، حيث كانت شديدة الحاجة إلى تنمية اللغة، وكانت تصرخ في البداية لطلب المساعدة لأنها لم تتعلم بعد أن ترفع يدها لطلب المساعدة، وإذا لم تحصل على الاهتمام الذي تريده كانت تضع رأسها على الطاولة في يأس، وكانت تتصرف تصرفات طفل في السنة الثانية من عمره رغم كونها في الصف 11 وكان ذلك بسبب الصدمة التي مرت بها.

وتحدث عنها بالقول "حكت لي عن الصعوبات التي مرت بها بينما يصفها بعض الطلاب الآخرين بكونها معتوهة لأنها لم تستطع التحدث بالإنكليزية، وذات مرة سئل الطلاب أن يكتبوا عن آبائهم في الواجب المنزلي وبالطبع هي لم يكن لديها الأب، وأوضحت لي أنها تشعر وكأنها تعاقب على ماضيها وأنها لا تنتمي إلى هذا المكان".

وتابع "بذلت قصارى جهدي لدعهما وكانت في حاجة فعلا إلى أحد ممارسي علم النفس لمناقشة تجربتها، وللأسف لم تستطع المدرسة تحمل هذا، وتواصلنا مع الجمعيات الخيرية التي قدمت لها الدعم، ويجب تحطيم الصورة الذهنية النمطية عن اللاجئين وهذه رسالة يجب أن تأتي من قبل المدرسين، وأتمنى توفير مزيد من المتخصصين بحيث يستطيع هؤلاء الطلاب التعبير عن شعورهم وتجاربهم في المدرسة بدلا من المعاناة في صمت".

وأضاف بين الذي يعمل معلمًا في أكاديمية في لندن، "لدينا أكثر من 56 لغة في مدرستي ومعظم الطلاب من اللاجئين ولكننا لا ننظر إليهم بهذه الطريقة، ولا تعنينها خلفية الطالب أو المنطقة التي جاء منها، لكننا نسعى إلى مساعدتهم حتى يتقدموا في أسرع وقت بحيث يلحقون دروسهم ويحسنون مهاراتهم اللغوية، وتلقى هؤلاء الطلاب دعما من معلمي اللغة الإنكليزية الذين يرصدون مدى تقدمهم، مع إحاطة هؤلاء الطلاب بطلاب آخرين أكبر سنا يفهمون تجربتهم، فضلا عن حضور دروس إضافية للحصول على GCSE في اللغة الإنكليزية كلغة إضافية".

وتابع "لدينا تجربة مع طالب يدعى تولو انضم إلينا حديثا، واستمر في المدرسة لمدة شهرين فقط لكنه يقول إنه يريد أن يغادر المدرسة، وفى هذه الحالة نحن نستدعي الوالدين ونتحدث معهما، وفي حالة وجود بعض الصعوبات فنحن نشكل الكثير من الروابط مع المنزل للتأكد من أن توقعاتنا واضحة".

وبيّن "معظم الطلاب اللاجئين يجدون المدرسة باعتبارها فرصة، وليس لدينا مشاكل مع الطلاب سوى القليل، ولم يكن لديها مشاكل من نوعية أن بعض الطلاب لا يتحدثون إلى بعضهم البعض، وعلى الرغم من أن الطلاب يتحدثون لغتهم الأصلية في المنزل فإنهم يمارسون اللغة الإنكليزية في المدرسة".

وأبرز "أعرف طالبة رائعة بدأت من الصف العاشر مع قليل من اللغة الإنكليزية، وفي هذه الحالة عادة ما يوضع الطالب في برنامج بديل مثل  IGCSE لتعلم الإنكليزية كلغة ثانية، وانضمت الطالبة إلى البرنامج بالفعل بعد الحديث مع والديها، والآن تتجه إلى  A-levels لتتوجه إلى الجامعة".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المجلس الأعلى للتربية يكشف أن 77% من المغاربة مع…
"التربية" المغربية توجِّه دعوة لعقد اجتماع مستعجل مع النقابات…
الحكومة المغربية تستجيب لـ14 مطلبًا لطلبة الطب والصيدلة باستثناء…
مؤسسات التعليم العالي في الإمارات تتاسبق للحاق بقطار "الذكاء…
جامعة الشارقة تحتفي بتخريج "دفعة عام التسامح" ضمن برنامج…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة