غزة ـ المغرب اليوم
تعيش آلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة حالة من الإحباط الشديد في ظل انقطاع التيار الكهربائي، عشية شروع أبنائها في تقديم امتحانات الثانوية العامة، التي ستبدأ السبت. وقال ماجد أبو سمحة (46 عاما)، الذي يقطن في حي بركة الوز، غرب مخيم المغازي للاجئين، إنه اشترى ثلاث لمبات إضاءة تعمل بالشحن لتأمين
إضاءة معقولة في غرفة نجله صهيب، الذي سيكون ضمن آلاف الطلاب الذين سيقدمون امتحانات الثانوية العامة، في الوقت الذي ينقطع فيه التيار الكهربائي. وأضاف ماجد لـ«الشرق الأوسط» إنه على الرغم من وجود مولد كهربائي في المنزل، إلا أنه من الصعب جدا تشغيله أكثر من خمس ساعات متواصلة، علاوة على أن هدير المولد المزعج يقلص من قدرة صهيب، على التركيز أثناء دراسته. وأكد ماجد أنه في ظل زيادة فترة انقطاع التيار الكهربائي، فإنه يحرص على عدم مغادرة المنزل منذ حلول الليل، لكي يتولى توفير الإضاءة المناسبة لنجله البكر. ويذكر أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون منذ عام 2006 من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في اليوم، بسبب عجز محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن توفير التيار الكهربائي لقصور طاقتها الإنتاجية ولعدم توفير الوقود المستخدم في تشغيلها بشكل كاف. ويشار إلى أن النقص في الوقود المستخدم في تشغيل محطة توليد الكهرباء هو أحد مظاهر الحصار الذي يعانيه قطاع غزة. وقد دفع انقطاع التيار الكهربائي الكثير من طلاب الثانوية العامة في قطاع غزة لمواءمة أنماط حياتهم في مسعى لتقليص تأثير ذلك على قدرتهم على الدراسة والتحصيل. إيمان العودة، التي تقطن مخيم المغازي، قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تحرص على جعل فترة نومها تتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، وذلك لاستغلال الوقت المتبقي في الدراسة والتحصيل. وتضيف إيمان أنه «على الرغم من أن عائلتها تملك مولد كهرباء، فإنها لا تفضل استخدامه إلا في حالات الضرورة القصوى بسبب الصوت المزعج الذي يخرج منه والذي يقلص من قدرتها على التركيز، وهو ما حدا بها إلى جعل فترة نومها خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي». ونظرا لأن هناك عددا كبيرا من العائلات لا تملك مولدات كهربائية، فإن العائلات التي تملك المولدات تقوم بمدها بالتيار الكهربائي الذي يكفي لإضافة غرفة بشكل كامل، بحيث يتمكن الطالب من الدراسة أثناء انقطاع التيار الكهربائي. وفي بعض الحالات، فإن عائلات تقوم بفتح أبوابها أمام أبناء جيرانها من طلاب الثانوية العامة للدراسة أثناء انقطاع التيار الكهربائي نظرا لأن عائلات هؤلاء الطلاب لا تملك مولدات كهربائية.
وفي حالات كثيرة يتوجه الطلاب، الذين لا تملك عائلاتهم مولدات كهربائية لباحات المساجد، حيث إن المساجد مزودة بمولدات ضخمة، تكون عادة موجودة في طابق تحت الأرض، مما يقلص إلى حد كبير من حدة الضوضاء المنبعثة منها، حيث يتمكن الطلاب من المطالعة في الفترات التي تفصل بين الصلوات، سيما بعد الفجر وبين صلاة المغرب والعشاء، وبعد العشاء. وفي كثير من الأحيان تبدي أسر المساجد تفهما إزاء معضلة هؤلاء الطلاب، وتقوم بإطالة مدة تشغيل المولدات حتى بعد صلاة العشاء من أجل تمكين الطلاب في الحي الذي يوجد فيه المسجد من المطالعة، حيث إنه غالبا ما يتجمع طلاب القسم العلمي في نفس الجهة من المسجد، وطلاب الفرع العلمي في الجهة الأخرى. وفي كثير من الأحيان يتطوع بعض المدرسين من رواد المسجد بتقديم خدمات لهؤلاء الطلاب من خلال شرح بعض