واشنطن ـ رولا عيسى
سافرت والدة المشتبه به في تفجيرات "ماراثون بوسطن" إلى الولايات المتحدة، الخميس، مع زوجها السابق، بعد ما يقرب من أسبوع من انتهاء عهدهم مع "الإرهاب".
وقالت زبيدات زانيفا، التي تعيش الآن في داغستان في روسيا، في حديث هاتفي عاطفي، أنها تعتقد أن أبنائها، تيمورلنك أدجوكر زانيفا، قد تم تحديدهما للتفجيرات.
وقد تم بالفعل التحقيق مع والد المشتبه بهم أنزور زانيفا من قبل السلطات الروسية والأميركية
هناك، وسيسافر أيضًا إلى الولايات المتحدة للتحدث مع المحققين.
وتحدثت علنًا، الأربعاء، بطريقة قاسية، قائلة أنها ليست مهتمة إذا ما قتل ابنها الأصغر من قبل السلطات الأميركية، فقد توفي ابنهما البكر، تيمورلنك (26 عامًا)، بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في ووترتاون، في ولاية ماساتشوستس، الجمعة الماضي، في حين أن ابنها الأصغر، أدجوكر (19 عامًا)، في المستشفى، يتعافى من إصابته بعيار ناري في الرقبة.
وقالت لـ "سي إن إن" عن ابنها الأصغر "إذا قرروا قتله، لا يهمني فقد قتل أبني الأكبر، لذلك لا يهمني، لا يهمني إذا ما سيتم قتل ابني اليوم، أريد أن يسمع العالم هذا، وأنا لا يهمني إذا تم قتلي أنا أيضًا، وسأقول الله أكبر!"، وبينما ورد أن "أدجوكر قد أصيب من طلقة بندقية ذاتية، ما أسفر عن جرحه، عندما كان يحاول الاختباء من الشرطة، في قارب في الفناء الخلفي"، قالت والدته أنها "لا تصدق هذه القصة"، وأضافت "أنت تعرف ما أصدقه؟ أعتقد الآن أنهم سيحاولون جعله المذنب، لأنهم أخذوا صوته، وقدرته على التحدث إلى العالم، إنهم لا يريدون أن تظهر الحقيقة"، وأوضحت أن السبب الوحيد لاستهداف أبنائها هو أنهم مسلمين، لأنها شاهدت لقطات لتيمورلنك وهو يقتل بقسوة".
وتستعد السلطات الأميركية للتحدث معها في أعقاب التفجيرات، وقال مسؤول في السفارة الأميركية لدى روسيا أن "المحققون سافروا إلى جنوب روسيا، الثلاثاء، ليتحدثوا معها وزوجها أنزور، ولكن إذا عادت إلى الولايات المتحدة، لرؤية ابنها، كما ورد أنها تعتزم القيام بذلك، الخميس، يمكن أن يتم القبض عليها، وذلك بتهمة سرقة معلقة".
وأوضحت "أي بي سي نيوز"، الثلاثاء، أن السيدة زبيدات لم تحضر في جلسة استماع قضائية، إثر اعتقالها في تموز/ يوليو 2012، وحتى إذا عادت إلى الولايات المتحدة، لزيارة ابنها في المستشفى، أو إجراء ترتيبات لدفن الثاني، سوف يتم القبض عليها، لسبب مذكرة الاعتقال المعلقة، حيث إتهمت زبيدات، التي تبلغ من العمر 45 عامًا، بسرقة 1600 دولار، قيمة ملابس، من متجر "Massachusetts Lord & Taylor"، ووجهت إليها تهمتين، الأولى تهمة الإتلاف الوحشي المتعمد، وتشويه الممتلكات، والثانية ضربها البائع ناتيك في متجر "Massachusetts"، في حزيران/يونيو 2012، وكان من المقرر أن تظهر في المحكمة، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لعقد جلسة استماع في القضية، ولكنها لم تحضر.
من جانبها، طالبت محامية العائلة هيدا ساراتوفا بأن تترك العائلة وشأنها، وقالت أنهما شاهدا صورًا لجثة الابن الأكبر، وهذا ليس الوقت المناسب للتحدث مع أي شخص، وأضافت أن "حالة الأم كانت سيئة للغاية، عندما شاهدت الفيديو، وكانت تصرخ".
وأظهرت الصور، التي إتخذت من قبل سكان ووترتاون، في ماساتشوستس، ونشرت على مدوناتهم الخاصة، الإخوة زانيفا، وهم يحتمون وراء سيارة، وهم يستهدفون ضباط الشرطة.
وحسب ما ورد، كانوا يتجهون لسيارة للحصول على المزيد من الإمدادات، قبل إخراج قنبلة "حلة الضغط"، ثم تفجيرها، وملء الشوارع بالدخان.
الصور، التي التقطها شاهد عيان على هاتفه المحمول، من غرفة نومه في الطابق الثالث، والتي كانت تطل على المشهد، كانت أول صور يتم نشرها، وهي توضح المعركة المحفوفة بالمخاطر، والتي خلفت أخًا واحدًا ميتًا بالرصاص، ثم قفز أخوه الأصغر في السيارة، ووجه فوهة البندقة نحو حاجز الشرطة، حتى يتمكن من الهروب، وقالت السلطات أنه دهس شقيقه تيمورلنك.
بينما قالت أمهم لقناة "تشانل 4"، الثلاثاء، أن "ابنائها ليس لهم علاقة بالهجمات الإرهابية"، وأضافت "ما حدث هو شيء فظيع، ولكن أنا أعلم أن أبنائي ليس لهم علاقة بهذا الأمر، أنا أعلم ذلك، أنا أم".
وأضافت لـ "سي إن إن" أنها تحدثت إلى تيمورلنك بعد التفجيرات، وقال لها أنه يفتقدها ويحبها، وقالت أن ابنها الودود سأل عن القطة.
وقد كانت الرحلة، التي قام بها الفريق الأميركي محتملة، لسبب تعاون الحكومة الروسية مع مكتب التحقيقات الفدرالي، في شأن التحقيق في التفجير الذي حصل في ماراثون بوسطن.
يذكر أن شقيقتا المشتبه بهما، ألينا وبيلا، أصدرتا، الثلاثاء، بيانًا لوسائل الإعلام أنهن "ليس لديهن إجابات عن الجرائم المزعومة ضد أشقاؤهن"، وجاء في البيان "قلوبنا تنفطر لضحايا تفجير الأسبوع الماضي، إنه أمر محزن أن نرى هذا العدد الكبير من الناس الأبرياء في محنة، بعد هذا العمل القاسي، كأسرة واحدة، نحن دُمرنا تمامًا، لسبب الشعور بالخسارة والأسى، ولكننا ليس لدينا أي إجابات، ونتطلع إلى تحقيق شامل، ونأمل في معرفة المزيد، ونطلب من وسائل الإعلام احترام خصوصيتنا في هذا الوقت العصيب".
يذكر أن الأم من داغستان، في حين أن والد المشتبه بهم من الشيشان المجاورة.
وقد أمضى أبنائهم وقتًا قصيرًا في هذا المكان، قبل انتقال العائلة إلى الولايات المتحدة، قبل عقد من الزمن، ولكن كان الابن الأكبر في روسيا، لمدة ستة أشهر من العام الماضي، وسوف يسافر والد المشتبه بهم في تفجيرات بوسطن إلى الولايات المتحدة، في وقت لاحق هذا الأسبوع، من أجل الحصول على "العدالة والحقيقة"، ويقول أنزور أن لديه "الكثير من الأسئلة للشرطة"، ويحرص "على توضيح أشياء كثيرة، عندما يصل من منزله في ماخاتشكالا في روسيا".