لندن ـ كاتيا حداد
لندن ـ كاتيا حداد حكمت محكمة برمنغهام كراون على رجل و ثلاثة أفراد من عائلته بالسجن، ما مجموعه 58 عامًا، بعد إدانته بقتل زوجته الحامل، مدعيًا أنها كانت تحمل أرواحًا شريرة. و كان أحد المتهمين الأربعة قد قام بخنق نايلا ممتاز (21 سنة)، في حين أمسك بها الآخرون، في محاولة منهم كما يدعون لطرد روح الجن من جسدها . و قيل أن هذه العملية التي أدت إلى قتل الزوجة الشابة، قد تمت بتحريض من والدي ممتاز. و قد أدين الأربعة في تموز/يوليو بعد محاكمة استمرت ثلاثة أشهر، و أنتهت بعد حكم هيئة المحلفين، التي رأت أن المتهمين قد قاموا بخنقها عمدًا. و قام القاضي، الاثنين، بتسليمهم أحكام إلزامية، بالسجن مدي الحياة، لكلاً من محمد توصيف ممتاز(الزوج الذي كان قد ادعي أنها قامت بخنق نفسها)، و والديه ضياء الحق و سلمى إسلام (كلاهما 51 سنة)، و صهرهم حماد حسن. و قال القاضي أنه "على الرغم من أن حادث القتل لم يترك مجالاً للشك، بشأن ما حدث في منزل العائلة في هاندثورث في برمنغهام، و لكن الادعاء لم يتمكن من الجزم بالدوافع وراء القتل. و أضاف القاضي "التفسير الأقل احتمالاً هو أن المتهمين اعتقدوا بأن نايلا تحمل روح جن، و أنهم خنقوها عمدًا من أجل التخلص من هذا الجن، هذا ليس بالأمر السهل لنا في الغرب لنتفهمه، و لكن الأدلة تقول أن الاعتقاد في الجن منتشر في المجتمع الذي يعيشون فيه". و خلال المحاكمة، قال المدعي العام كريستوفر هوتن أن "العائلة قد أخبرت الشرطة بأن شخصًا قد حضر إلى منزلهم، لإقامة صلاة، لإخراج الروح من جسدها". و قد استمعت المحكمة إلى ممتاز، الذي يعاني من حالة وراثية تسمى متلازمة كليبل-فيل، و التي تركته مشوهًا قصير الرقبة. وقال ممتاز أن زوجته قد قتلت نفسها، بأن وضعت يدها داخل فمها، و ضيقت الخناق على نفسها، و أن والديه و حسن (24 سنة) كانوا يحاولون الإمساك بالسيدة ممتاز، لمنعها من إيذاء نفسها. كما زعم بأن عروسه دخلت عن طيب خاطر في الزواج المرتب، على الرغم من مظهره. كما استمعت محكمة برمنغهام كراون إلى تسجيل صوتي لنايلا، قبل وفاتها بيوم واحد، و في ساعة مبكرة من الصباح بدت غاضبة، عندما اتصلت بوالديها هاتفيًا، لتقول لهم أن زوجها و غيره في حيهم قد أشاروا إلى أنها أصبحت حاملاً، خلال رحلتها منفردة إلى باكستان. و قال ممثلو الادعاء أنه على الرغم من المعتقدات الثقافية المعقدة التي اعتمدت عليها مرافعات الدفاع، فإن المتهمين قد أدلوا بشهادات غير صادقة. بينما رأى الدفاع أنه على الأكثر سيكون المتهمون مذنبون في تهمة الرغبة في إحداث إصابات جسدية خطيرة، و لكن ليس الموت. و قد قال المحقق سيمون أستل من شرطة وست ميدلاندز، و الذي قام بالتحقيق في القضية "إنها مأسوية و مؤسفة جدًا"، و أضاف "غير متصور أن يقوم أولئك الذين كانوا الأقرب إليها بقتلها، بسبب الاعتقاد بأنها تحتوي على أرواح شريرة". و كان المسعفون قد وجدوا السيدة ممتاز فاقدة الوعي في غرفة نوم، مع وجود كدمات على ذراعيها و وجهها، و توفيت بعد وقت قليل من نقلها إلى المستشفى، في حوالي الساعة 4:30 صباحًا. و قد أصدر القاضي من محكمة برمنغهام كراون حكمه على كل من ضياء الحق و سلمى إسلام (الوالدين) بالسجن 15 عامًا، و الذين قال القاضي عنهم "إنهم على الأرجح قد حرضوا على ما حدث للزوجة". بينما حكم على ممتاز و حسن، المتزوج من أخت ممتاز، بالسجن مدة لا تقل عن 14عامًا. و قد أعرب أهل الفتاة عن أملهم في أن تساعد القضية في رفع الوعي بالقضايا المماثلة التي تحدث للشباب، و أضافوا في بيان لهم "نحن بحاجة لتمكين الناس الضعفاء و المنعزلين، لطلب المساعدة في مثل هذه الظروف".