الرئيسية » ناس في الأخبار
مدير مركز "الميزان" محمد عبد الوهاب رفيقي

الرباط - المغرب اليوم

تصدرت فضيحة الراقي البركاني المتهم باغتصاب عدد من المريضات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، لتضع من جديد "مهنة الرقية" تحت المجهر، وبعد أن كانت النقاشات السابقة تتمحور بشأن جدوى هذه الممارسة في تقديم العلاج، أصبح النقاش اليوم بشأن التداعيات الغير أخلاقية التي يتورط فيها ممتهني الرقية باسم الدين، لتصريف نزواتهم الجنسية و ابتزاز ضحايا دفعهن المرض والجهل إلى أحضان المتسترين بالدين وفي الحوار التالي يتحدث الباحث في الشأن الديني، ومدير مركز "الميزان"، محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) لأحداث أنفو، عن مفهوم الرقية، والأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء لها طلبا للعلاج، إلى جانب تورط عدد من الرقاة في فضائح جنسية.

 دائما ما ترفق عبارة "الرقية" بكلمة شرعية، هل لهذه الممارسة سند شرعي؟

الرقية في الأصل وسيلة من الوسائل التي كانت قبل الإسلام، و كان يقصد  بها  التحصن من الأذى والشر، أو معالجة بعض الحوادث التي تقع كلدغة العقرب أو الأفعى، وكانت أسلوبا جاهليا قديما استعمله بعض الصحابة ولم يمنعهم النبي من ذلك، وهي ليست أسلوبا إسلاميا ولا يوجد شيء اسمه رقية شرعية، ولا رقية إسلامية هي فقط نوع من التحصن مما كان يعتقد أنه شر خارجي استعمله الإنسان منذ القديم ولم يمانعه الإسلام.

ماذا عن الروايات التي تنسب هذه الممارسة للنبي؟

كل الروايات التي تتحدث عن الرقية والمنسوبة للنبي هي أحاديث غير صحيحة حتى بمنهج المحدثين هي أحاديث لا تثبت، ولهذا قلت ما يثبت منها هي أن النبي أجاز استعمال بعض الوسائل التي كانت مستعملة فيما قبل و كانت تستعمل بشكل فردي، وليس هناك شخص متخصص في هذا الباب وليست هناك طقوس معينة يلزم اتخاذها في هذا الباب كل ذلك من المخترعات التي طرأت فيما بعد في الرقية.

هل يمكن استعمالها من دون وسيط كممارسة شخصية يجد فيها البعض راحته؟

نعم بالنسبة لي هي نوع من العلاج النفسي الذي يمكن أن يستعمله البعض بشكل شخصي، دون أن يتحول ذلك إلى مهنة أو تخصص أو مراكز يتم فيها التلاعب بنفسيات الناس، أو استغلال حب الناس لكل ما هو ديني  حتى يتوهموا أنه حقًا قد حصل العلاج بذلك، مثلًا إذا كان الاستماع للقرآن يحدث راحة نفسية، فأنا لا أرى أي إشكال في ذلك لكن المشكل هو تحول الأمر لمهنة ومصدر لدر الأموال كنوع من الاستغلال للدين في بيع الأوهام.

هل يقتصر اللجوء لها على الجانب الديني، أم أن الجانب التعليمي والمادي حاضر؟

كل هذه الأسباب في نظري مما يدفع الناس إلى الالتجاء  لمثل هذه الطرق، فمن الطبيعي في مجتمع يغلب فيه الأمية والجهل ويقل الوعي أن يتم التعلق بمثل هذه الخرافات و الأوهام، من دون أن ننسى الوضع الاقتصادي الهش الذي يدفع الناس للوصفات الرخيصة على الأدوية وزيارة الطبيب المكلف إضافة إلى غياب جو عقلاني في المجتمع بسبب التعليم والإعلام وغيرها من الأسباب الأخرى التي  تجعل الناس يصدقون مثل هذه الأوهام.

ما تعليقك بشأن غياب جو الثقة والهجوم الذي تعرض له الرقاة بعد تورط عدد منهم في فضائح تحرش أو اغتصاب؟

في نظري لا يمكن المبالغة في هذا الأمر واعتبار أن هؤلاء الذين يلجؤون لممارسة الرقية   ليس لهم دافع إلا الدافع الجنسي، ومن ناحية أخرى لا يمكن إنكار هذا الأمر جملة وتفصيلا إذ أن الأجواء المكبوتة التي تعيشها الكثير من الأوساط المتدينة بسبب العلاقة المتوترة والمضطربة مع المرأة، بسبب كثرة فتاوى التحريم في كل ما يتعلق بالمرأة هو  الذي يدفع الكثير من المتدينين للبحث عن منافذ لتلبية رغباتهم ومكبوتاتهم، وهذا لا نجده فقط عند الرقاة بل عند الكثير ممن لهم علاقة بهذا المجال أو ممن يظهرون التدين ، أو يعيشون في بيئات متدينة فلا شك أنهم يستغلون مثل هذه المنافذ للتنفيس عن الكبت، كما أنه ليس من الإنصاف أيضا تعميم الأمر و جعله السبب الوحيد، وإلا هناك رقاة لا يستغلون هذا الأمر وهناك أيضا خارج مجال التدين من يمارس وسائل أخرى لتفريغ مكبوتاته.

هل يمكن الحديث عن بيئة حاضنة لأفكار جديدة من شأنها محاربة بعض المظاهر المنحرفة للرقية كممارسة مغلفة بالدين؟

طبعًا الأمر ليس بسهولة بمكان، لأن الأمر له علاقة باعتقادات و أفكار مترسبة في عقول الناس هي التي ينبغي في رأيي أن تحظى بالعلاج ، لأن هؤلاء الرقاة لو لم يجدوا من يصدقهم و من يلتجأ إليهم ويؤمن بادعاءاتهم لأغلقوا مراكزهم منذ زمن، ولكن انتشار الفكر الخرافي وتعلق الناس به و تصديق الناس له هو الذي يشجعهم على ممارسة هذه التجارة، وبالتالي لابد من نشر الوعي و محاربة النصابين الذين يستغلون الدين لمآربهم ومصالحهم الخاصة وهذا الأمر لا يمكن أن يكون إلا بإرادة سياسية واضحة لمعالجة هذا الموضوع.

 إلى أي حد يمكن للمؤسسة الرسمية الدينية أن تساهم في محاربة الممارسات المنحرفة المرتبطة بما هو ديني؟

من الواجب على الدولة بكاملها أن تتصدى للموضوع، بكافة أجهزتها وليس فقط المؤسسات الدينية التي عليها دور  التوعية والتوجيه والتحذير، ولكن جهات أخرى كالداخلية عليها مسؤولية التدخل لحماية المواطنين من الوقوع في شراك هؤلاء النصابين والشعوذة باسم الدين والرقية الشرعية.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

سلطنة عمان تختار الرباط محطة للتعريف بجائزة قابوس التقديرية
تتويج "العشابي" و"عبد الإله رشيد" في مهرجان دولي
مجاهد يتولى رئاسة "الاتحاد الدولي للصحافيين" بأغلبية الأصوات
السبعينية فطوم تجتاز امتحانات "البكالوريا" في "طنجة" المغربية
أزولاي يستحضر إرث الراحل حاييم الزعفراني في ندوة أكاديمية…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة