دمياط ـ المغرب اليوم
لفت ضريح أبو المعاطي المغربي في مصر الانتباه إليه، في رمضان، إذ خصصت له وسائل الإعلام المصرية مقالات عديدة لشهرته بين الصوفيين.
ويعد أبو المعاطي، أحد أشهر الأضرحة الصوفية في دمياط المصرية، وينسب للشيخ فاتح بن عثمان الأسمر التكروري، ولقبه أهل دمياط بـ "أبي العطا، وأبي العطايا"، لكثرة عطاياه للناس، وأطلق عليه بعد وفاته "أبو المعاطي"، ويطلق عليه الرحالة الأجانب، وزائروه من غير العرب «أبو لاطا»، ويقام له موسم في شعبان، يأتي زواره من جميع الأنحاء للاحتفال.
وقال محمد أبو قمر الكاتب المتخصص في تاريخ دمياط، في تصريحات صحافية، "إن أبا المعاطي كان من أهل الجماعة والسنة، وقدم من مراكش على سبيل التجريد، وسقى بها الماء في الأسواق دون مقابل احتسابا، ثم انتقل إلى الجامع الكبير بدمياط (جامع عمرو بن العاص)، وأقام بوكر أسفل منارته، دون أن يخالط أحدا سوى عند إقامة الصلاة، يخرج ويصلي، فإذا سلم الإمام عاد إلى وكره، فإذا اعترضه أحد بحديث كلمه، وهو قائم بعد انصرافه من الصلاة، وكان يفارق أصحابه عند الرحيل، فلا يرونه إلا وقت النزول، ويكون سيره منفردا عنهم، لا يكلم أحدا".
وأضاف أبو قمر، "عاد أبو المعاطي إلى دمياط فأخذ يرمم جامع عمرو، وينظفه بنفسه، حتى نظفه من أعشاش الخفافيش، وساق الماء إلى صهريجه، وبلط صحنه، وسبك سطحه بالجبس، وأقام فيه، وكان منذ هدم المدينة لا يفتح إلا يوم الجمعة فقط، وعين فيه إماما براتب ليصلي بالناس الصلوات الخمس، وسكن في بيت الخطابة، وواظب على ذكر الله، وجعل في المسجد قراء يتلون القرآن بكرة وأصيلا".
وتابع، "كان يقول لو علمت بدمياط مكانا أفضل من الجامع لأقمت فيه، ولو علمت أن في الأرض بلدا يكون الفقير أخمل من دمياط لرحلت إليه، وأقمت به، ولم يعمل له سجادة قط، ولا أخذ على أحد عهدا، ولم يرتد طاقية، ولا قال أنا شيخ ولا أنا فقير".
ومات "أبو المعاطي" ودفن تجاه شرق جامع عمرو بن العاص داخل سور كان يحيط الجامع، وساحاته، في مقبرة حجرية كصندوق حجري، ويعد من أقدم الأضرحة المعني بها في مصر، والثاني في دمياط بعد "شطا التابعي"، ووصفته لجنة حفظ الأثار العربية بأن "رسمه معمول متفرد في فن العمارة العربية، وكان ضريحا يحاكي أعظم أضرحة القاهرة، ووضعت لوحة على باب الضريح كتبت عليها أبيات شعرية"، وفقا لـ"أبو قمر".
وقد يهمك أيضاً :