الرباط - المغرب اليوم
مزيد من الهشاشة في انتظار قطاع الصحة بالمغرب، بعد أن لم يستجب سوى العشرات من الطلبة الخريجين لنداء "الوظيفة العمومية"، رغم أن الإعلان الرسمي يتضمن الحاجة وفتح المناصب لـ500 ملتحق جديد، إذ تقدم فقط ما يقارب 100 خريج، ما ينذر بفراغ المستشفيات العمومية من الأطباء في المستقبل القريب، حسب ما كشفته مصادر نقابية .
وتتجه أغلب الكفاءات الخريجة من كليات الطب "نحو المهجر والمستشفيات الخاصة، وذلك لتفادي المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها القطاع، خصوصا أن زملاءهم الموظفين يعانون من الإذلال والقمع والظلم، والعمل في ظروف غير مهنية"، وفق تصريحات مصادر هسبريس.
ويعيش قطاع الصحة على وقع أزمة حادة على مستوى الموارد البشرية، إذ يفضل أغلب الخريجين الشغل خارج إطار التوظيف العمومي، رغم الطلبات المتكررة للوزير وإعلانه غير ما مرة داخل قبة البرلمان حاجة المستشفيات إلى الأطر الطبية، خصوصا على مستوى الهامش الذي يعاني من قلة الأطباء المتخصصين.
وفي هذا الصدد، أورد منتظر العلوي، رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أن "ترشح 100 طبيب رقم يوضح بالملموس أن قطاع الصحة لم يعد مغريا، فالأطباء ينظرون إلى حال رفاقهم داخل الوظيفة العمومية ويدركون حجم المشاكل التي يتخبطون فيها، حيث يشتغلون في ظروف مهينة وسيئة للغاية".
وأضاف العلوي، أن "الأطباء لا يتوفرون على التجهيزات ولا التحفيزات، وإذا سئل أي طبيب فسيكشف واقعا سوداويا"، مشيرا إلى أن "المعطى الجديد سيكرس مشاكل بالجمة، فمسـألة تعويض المنتقل بالملتحق أصبحت غير واردة، بحكم غياب أطباء جدد في الميدان".
ولفت القيادي النقابي إلى أن "واقع الخصاص يفرض على الطبيب المشتغل حاليا أن يقوم بمهام 3 أطباء إلى 5 في بعض الأحيان، وهو ما يجعل المواطنين يشتكون من ضعف الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات".
إلى ذلك قال مصدر مسؤول داخل وزارة الصحة إن "الخصاص وعدم ترشح خريجين جدد أمر حاصل، لكن رقم 100 ملتحق غير صحيح، والعدد الحقيقي هو 308، مع رفض بعضهم أماكن التوظيف"، مشددا على أن "الوضع ليس بالخطير، لكن لا يمكن نفي أن العديد من الأطباء المغاربة باتوا يفضلون الاشتغال في القطاع الخاص أو في ديار المهجر".
قد يهمك ايضا :