تونس ـ كمال السليمي
قرَّر وزراء تونسيون سابقون، الاثنين، مقاضاة رئيس "حركة النهضة"، راشد الغنوشي، بتهمة الإساءة لهم، وذلك على خلفية تصريحات قال فيها إنه تمت إقالة "الوزراء الفاسدين" من الحكومة في التعديل الوزاري الأخير. وجاء تصريح الغنوشي في كلمته، السبت، خلال الجلسة العامة الرابعة لـ"كتلة النهضة" في البرلمان، إذ قال تعليقاً على التعديل الحكومي الأخير، إن "الحركة اكتفت بتحسين وجودها ووضعت "فيتو" أمام أناس نعتقد أنهم لا يصلحون لمناصبهم"، في إشارة إلى الوزراء الذين تمت إقالتهم، لافتاً: "كان كسبنا الأكبر ما نعتقد أنه محاربة الفساد، وقد أعطينا فيتو ضد العناصر الفاسدة".
وأثارت هذه التصريحات غضب واستياء الوزراء المقالين مؤخراً من الحكومة، حيث قرر كل من وزير أملاك الدولة، مبروك كرشيد، ووزير العدل، غازي الجريبي، فضلاً عن وزيرة الرياضة، ماجدولين الشارني، رفع دعوى قضائية ضد الغنوشي.
ونقلت إذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة عن وزير العدل السابق، غازي الجريبي، أنه كلف أحد المحامين برفع الشكوى ضد رئيس حركة النهضة، "حتى يمد القضاء بأسماء الوزراء الفاسدين وتقديم حججه وأسانيده وإلا اعتبر متستراً على الجريمة ومشاركاً فيها. أما في صورة عجزه عن ذلك، فإن تصريحه يُعتبر ثلباً وادعاءً بالباطل". كما برر الجريبي لجوءه إلى القضاء لـ"خطورة تداعيات تصريحات راشد الغنوشي وصدورها عن شخص ما فتئ يؤكد أن حزبه هو السند الأقوى للحكومة".
من جانبه، انتقد وزير التكوين والتشغيل السابق، فوزي عبد الرحمن، ما جاء على لسان الغنوشي. وقال عبد الرحمن في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك "، رداً على ذلك: "لا أستطيع الصمت عندما أسمع رئيس حزب يستعرض قوته لإعلامنا أنه اكتفى بأخذ ما أخذ حفاظاً على الوضع وأنهم استعملوا فيتو ضد بعض الوزراء الفاسدين ووقع تغييرهم بوزراء صالحين، بدون ذكر هؤلاء وبدون استثناء يذكر".