الرباط - المغرب اليوم
أكَّد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية أنَّ من أكبر الإشكالات في المغرب نجد الفساد المستشري في الاقتصاد الوطني، مما يستدعي عملًا قويًا، لأنَّ الفساد يندرج ضمن أعقد الملفات التي تحتاج إلى إرادة سياسية واجتماعية، وأيضًا إلى تعاون من لدن جميع المتدخلين.
وأضاف العثماني قائلًا "نتوفر على استراتيجية لمكافحة الرشوة بالبلاد، إلى جانب قانون الحصول على المعلومة الذي يعتبر قانونًا ثوريًا، إثر النقلة الكبيرة التي قام بها في سبيل حصول المواطن على المعلومة.
وتطرق العثماني خلال اللقاء المفتوح الذي جمعه بخريجي المدرسة العليا للتجارة في فرنسا، مساء الجمعة، في مدينة الدار البيضاء إلى الحصيلة الاجتماعية للحكومة، مؤكدَا أنَّ الفقر تقلص 50 في المائة ما بين 2004 و2014، والأمر نفسه ينطبق على الهشاشة، فضلًا عن التحولات والإكراهات التي تعيشها الطبقة المتوسطة".
وأوضح رئيس الحكومة أنَّ قوانين المالية لسنتي 2018 و2019 ذات طابع اجتماعي قوي للغاية، من خلال الزيادة في الميزانيات والموارد البشرية، خصوصًا قطاعي الصحة والتعليم.
ومضى رئيس الحكومة قائلًا "جميع البرامج الاجتماعية موجهة إلى الفئات الفقيرة والهشة، وكذا الطبقات المتوسطة والدنيا، ورغم ذلك يظل هذا المشكل موجودًا في جميع أنحاء العالم، بما فيها الدول المتقدمة".
وزاد العثماني قائلًا "انتقل برنامج "تيسير" من 700 ألف طفل إلى مليون ومائة ألف مستفيد، وتم تعميم التغطية الصحية، وكذلك إصلاح التقاعد، وإحداث السجل الاجتماعي الموحد".
وقال العثماني "إنَّ الحكومة تتوفر على نقاط الضعف والقوة"، مشيرًا إلى كون مهمة رئاسة الحكومة تضطلع بأدوار كبيرة، على رأسها متابعة عمل البرنامج الحكومي، إلى جانب وظيفة التحكيم حينما تنشب خلافات بين القطاعات الوزارية".
وخفف رئيس الحكومة من حدة الانتقادات الموجهة إلى الأغلبية الحكومية، قائلًا "إن بعض الخلافات صحية، لكننا نحرص على ألا تؤثر على العمل الحكومي، الأمر الذي يجعل الحصيلة الحكومة جيدة ومشرفة عمومًا".
ولم يُفوت العثماني الفرصة دون الحديث عن حياته الشخصية، إذ أوضح أنه لم يحلم برئاسة الحكومة نهائيًا.
وقال العثماني " إن أي مواطن من المغرب العميق يمكن أن يصبح رئيسًا للحكومة، لأن جزءًا من الوزراء الحاليين لا يتحدرون من أسر غنية، إضافة إلى كونهم ليسوا من أبناء المدن".
وأضاف أنه ولد في حي صغير بمدينة إنزكان، وأنه عاش حياة متوسطة في البادية، قبل أن يصير ذات يوم وزيرًا للخارجية، ثم رئيساً للحكومة في الفترة الحالية.
وتابع العثماني قائلًا "توجد أمور عظيمة بالبلاد، إذ يمكن للناس الذين اشتغلوا واجتهدوا بكد أن يحققوا طموحاتهم الشخصية، ومن ثمة سوف يُفتح لهم باب الأمل، لاسيما بالنسبة إلى الشباب الذين ينبغي أن يساهموا في بناء بلادهم".
قد يهمك ايضا: