الرباط - المغرب اليوم
قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن بلاده حققت مجموعة من الإنجازات، كان آخرها مشروع خط القطار الفائق السرعة، الذي دشنه العاهل المغربي الملك محمد السادس، رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول من أمس، معتبراً ذلك «إنجازاً مغربياً مهماً، وقبله رأينا إنجازات أخرى لا بد من التعرف عليها».
وأضاف العثماني خلال افتتاح اجتماع المجلس الحكومي الأسبوعي، أمس، أن ما أنجز «لا يمنع من أننا نواجه تحديات وإخفاقات»، مؤكداً في المقابل أن الحكومة تمتلك «إرادة قوية لمواجهة الإخفاقات، وإيجاد حلول لها بطرق مناسبة، وإنجاح الأوراش الإصلاحية التي تم إطلاقها».
وسجل العثماني بأن الصعوبات التي تواجهها المملكة «لا يجب أن تحجب عنا ما نقوم به جميعاً كمغاربة لصالح الوطن، وليس فقط من طرف الدولة والحكومة»، مبرزاً أن الإنجازات التي حققتها البلاد «تتطلب أن نحمد الله تعالى عليها، وأن نستشعر هذه النعم ونتعرف على ما تحقق».
في سياق ذلك، استحضر رئيس الحكومة ذكرى عيد الاستقلال، الذي يصادف 18 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وعدها لحظة «بداية مغرب جديد، حقق اليوم الكثير رسمياً وشعبياً»، لافتاً إلى أن عدد الإنجازات التي حققتها البلاد تمثل «خير دليل على ذلك، وعلى أن المغاربة يتميزون بالذكاء والنبوغ»، حسب تعبيره.
وبشأن احتجاجات التلاميذ التي عاشتها مجموعة من المدن المغربية خلال الأيام الماضية، ضد قرار إلغاء التوقيت الشتوي، أشاد العثماني بمستوى «النضج واليقظة» التي أبان عنها «التلاميذ والأطر التربوية والأساتذة، وجمعيات الآباء وأولياء التلاميذ خلال المظاهرات والاحتجاجات، التي عرفتها بعض المدن في الآونة الأخيرة بسبب تغيير التوقيت المدرسي». كما نوه رئيس الحكومة بجهود كل من «ساهم في إعادة الأمور إلى نصابها»، موضحاً أن التطلع لمستقبل أفضل هو الأهم، وأنه يتفهم «جميع الاحتجاجات العفوية، رغم وجود بعض الانزلاقات الهامشية والجزئية، التي تستدعي يقظة المجتمع بأكمله للرقي بمستوى تعاملنا، وخطابنا حتى يكون سلمياً وحضارياً ووطنياً مستقبلياً»، وذلك في إشارة إلى الشعارات والكلام النابي، الذي ردده بعض التلاميذ ضده أمام البرلمان، فضلاً عن إهانة العلم الوطني ودوسه بالأقدام.
واعتبر العثماني أن المسؤولية التربوية «يتحملها الجميع، بدءاً من الأسرة والإعلام والمدرسة والمجتمع والسلطات الحكومية»، مشدداً على أن جميع هذه الجهات «تتحمل جزءاً من المسؤولية، لأن إصلاح حاضرنا ومستقبلنا لا يتم إلا بتعاون الجميع، ورفع مستوى التعامل الإيجابي والأخلاقي والوطني بيننا كمغاربة».
كما دعا رئيس الحكومة إلى «حوار وطني» ينخرط فيه المجتمع المدني، ورجال التعليم والمثقفون والإعلام حول كيفية معالجة الاختلالات، داعياً الأحزاب السياسية لأن «تتحمل مسؤوليتها في تأطير المواطنين والتواصل والتفاعل معهم، وأن تكون مستقلة وقادرة على العمل وإقناع المواطنين».