الرباط ـ المغرب اليوم
حل عناصر الأمن بزي عسكري ومدني، السبت، لتوقيف شاب يتابع تكوينه بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية “ISTA”، حيث جرى اعتقاله من داخل القسم على مرأى من زملائه بالمعهد الموجود بقلب الحي البورجوازي، على خلفية “تدوينة” نشرها الطالب بصفحته الخاصة على “الفايسبوك”، رأى فيها المحققون بأنها تضم إشادة بالعملية الإرهابية التي استهدفت المصلين بمسجدين في مدينة “كرايستشيرش” بدولة نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي، يورد بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني.
واستنادا للمعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم” من مصدر قريب من الموضوع، فإن الطالب الذي لم يتجاوز سنه بعد 19 سنة، “أيوب- ف”، والذي ينحدر من أسرة متوسطة، يشتهر بين أصدقائه بهوسه بآخر صيحات “الموضة”، كما أنه معروف على الرغم من صغر سنه بين زملائه بالمعهد وعبر صفحته الخاصة “بالفايسبوك” بمواقفه الرافضة “للإسلام السياسي”، ولكل ما له علاقة بما هو ديني أو إثني يقيد حياة الشباب وحريتهم، وهو ما دفعه، يضيف ذات المصدر، إلى التفاعل بشكل طائش مع الجريمة الإرهابية التي استهدفت المصلين بمسجدين بنيوزيلندا، بعد ساعات قليلة عن حدوثها، حيث قام بنشر “تدوينة” أشاد فيها بعملية التقتيل التي نفذها الإرهابي والشاب الأسترالي، برينتون تارانت، بأسلحة رشاشة، ضد مصلين وصفهم الطالب المغربي في “تدوينته” بنعوت قدحية وحاطة من الكرامة.
أقرأ أيضًا : الجالية المغربية في نيوزيلندا تعاني صدمة مجزرة المسجدين
وطالب الشاب المغربي في “تدوينته”، من السلطات النيوزلندية بإطلاق سراح الإرهابي الأسترالي، برينتون تارانت، عبر “هاشتاغ” عممه على نطاق واسه بمواقع التواصل الاجتماعي، ناعتا إياه بالبطل وواصفا جريمته بأنها “عزة”، وهو ما خلف غضبا عارما بين أصدقاء ومعارف طالب فاس، والذين سارعوا طيلة ليلة الجمعة- السبت، إلى نشر تعاليق غاضبة على “تدوينة الشاب”، حيث طالبوا عبرها باعتقاله ومتابعته، فيما كشفت مصادر مطلعة أن عددا من الشباب المقربين من الطالب، قاموا عبر صفحاتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور الطالب ومعلومات خاصة عنه، بالإضافة إلى نسخة من بطاقته الوطنية، وكذا المعهد الذي يتابع فيه تكوينه، مما سهل على الأجهزة الأمنية الوصول إليه صبيحة يوم أول أمس السبت، واعتقاله من داخل المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية “ISTA” بقلب الحي البورجوازي بطريق إيموزار، وهو ما أكده عدد من رواد مواقع التواصل خصوصا المقيمين بمدينة فاس، خلال تعليقهم على خبر اعتقال الطالب “أيوب’ف”، وهم يرددون جميعا “بقينا بالبرتاج ضد هاذ المشيد بالعمل الإرهابي بنيوزيلندا حتى قبطو عليه البوليس”، تورد “تدوينات” المشيدين باعتقال طالب فاس.
عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس، والتي قامت باعتقال الشاب من داخل المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني “الديستي”، قاموا بعد انضمام عناصر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية إليهم، بتفتيش منزل عائلة الشاب وحجز حاسوبه الشخصي وهاتفه النقال، فيما أغلق حسابه الشخصي على “الفايسبوك” وباقي مواقع التواصل الاجتماعي والتي حذفت منها “تدوينة” الشاب التي تشيد بالعمل الإرهابي ضد مسلمي نيوزيلندا، قبل أن يقر المحققون بنقل الشاب في حالة اعتقال إلى مقر “البسيج” بمدينة سلا، حيث سيخضع هناك للبحث في المنسوب إليه، وملابسات وخلفيات “تدوينته” في حال اعترافه أنها تخصه، حيث استبعدت مصادر الجريدة ارتباط الشاب بأي تنظيم متطرف ضد المسلمين أو كل ما هو ديني، معتبرة ما أقدم عليه طالب فاس بحكم صغر سنه، إنما هو “تدوينة” طائشة غير محسوبة العواقب، وهو ما تدل عليه طريقة كتابته لهذه “التدوينة” التي تحولت من “مزحة” إلى تهم إرهابية، يقول مصدر قريب من عائلة الشاب.
من جهته، قال مصدر قضائي، إن طالب فاس، والذي يخضع بمقر “البسيج” للبحث التمهيدي، قبل عرضه على الوكيل العام للملك بالرباط، والذي سيحسم في قضيته إما بحفظ مسطرة متابعته، أو بإحالته على قاضي التحقيق المختص بجرائم الإرهاب بمحكمة سلا لتعميق أبحاثه معه، مهدد بمواجهته بتهم إرهابية، شبيهة بنفس التهم التي واجهها قبله شباب “البيجيدي” خلال إشادتهم بمقتل السفير الروسي في الـ19 من دجنبر 2016، وهي جناية “الإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية بواسطة المكتوبات المعروضة على العموم بمختلف وسائل الإعلام السمعية والبصرية والإلكترونية”، وذلك بحسب ما ورد بمقتضيات الفصل 218-2 من القانون رقم 30.03 المتعلق بمكافحة الإرهاب، فيما قد يواجه الشاب التهمة الإضافية والأخطر وهي “جناية التحريض وإقناع الغير على ارتكاب جرائم إرهابية”، والتي تصل عقوبتها إلى 10 سنوات سجنا نافدة، طبقا لمقتضيات الفقرة الخامسة من الفصل 2018 من قانون مكافحة الإرهاب بالمغرب.
وقد يهمك أيضاً :
"مرحبا أخي" هكذا رحب أحد ضحايا مجزرة نيوزيلندا بالسفاح عند دخوله المسجد