القاهرة - شيماء مكاوي
كشف أستاذ الجراحة وأمراض القولون علي شفيق لـ" المغرب اليوم" عن أن فتحات الكلوستومى وهي فتحة الإخراج من البطن، أصبح إجراء قل استخدامه حاليا.
وأضاف أن تحويل مسار الفضلات إلى جدار البطن، من الوسائل التي قل استخدامها في العقد الأخير، وهذه الطريقة كانت شائعة الاستخدام، ومازالت في بعض المراكز الطبية وفي مجالات استئصال الأورام الشرجية وحالات الناصور الشرجى المرتفع.
وقال الدكتور علي شفيق بالنسبة لحالات الأورام الشرجية المنخفضة فكانت الصعوبة في توصيل القولون بالقناة الشرجية بعد استئصال الورم، أما الآن فأصبحت هذه الوصلات بسيطة باستخدام الدباسات الجراحية التى يمكن عن طريقها إيصال الأمعاء بالقناة الشرجية مع الحفاظ على العضلات القابضة للشرج، فيتمكن المريض من الإخراج بالصورة الطبيعية والتحكم في عملية الإخراج.
وبشأن الناصور الشرجى المرتفع فقط، قال ثبت علميا أن تحويل مجرى الإخراج إلى البطن لا يغلق الناصور تلقائيا، ولكن معرفة اتجاه الناصور والصفة التشريحية للعضلات عن طريق الوسائل الحديثة للتشخيص مثل أشعة الرنين المغناطيسى والسونار الشرجى ثلاثي الأبعاد أمكن تحديد خريطة الناصور الشرجى واستئصاله كليا مما يؤدي إلى تحسين حالات الشفاء ومن دون تحويل مجرى البراز إلى البطن.
وأضاف الدكتور علي شفيق أن عدم التحكم في الإخراج مازالت من المشكلات المزمنة للأطباء، ولكن تتعدد الأسباب، وتتنوع بين عدم التحكم الناتج عن قطع في عضلات الشرج (نتيجة إصابة سابقة) أو شلل في عضلات الشرج (ناتج عن مرض بأسفل العمود الفقرى) أو تضخم القولون المزمن الناتج عن شلل جزئى في القولون يؤدي زيادة التخزين داخل القولون مما يترتب عليه الإمساك المزمن، ثم ينتهى بعدم التحكم في الإخراج ويصيب الأطفال من سن 3 سنوات حتى 18 سنة.
وتختلف الوسائل العلاجية بناء على تشخيص السبب ومعرفة الإصابة بعضلات الشرج هل هي إصابة في العضلة أم بالعصب المغذي للعضلة أم بالقولون، وبناء على التشخيص يتم تحديد أسلوب العلاج.
وقال الدكتور علي شفيق إن الإصلاح العضلي لحالات قطع العضلات وعادةً تكون ناتجة عن قطع العضلة ناتج عن جراحة بواسير أو شرخ شرجى سابق أو بعد الولادة الطبيعية، ولاسيما التي تتم في المنازل والمراكز البدائية، فتكون رأس الطفل كبيرة، فتحدث تهتك بفتحة المهبل وعضلات الشرج مالم يتعامل معها طبيب النساء والولادة جراحياً بعمل توسيع جراحة بفتحة المهبل ثم غلقه مرة أخرى.
وأوضح أن هذه الشريحة من المرضى كانت تعاني من التسيب وعدم التحكم في المخرجات وكانت الجراحات الإصلاحية السابقة لا تأتي بنتائج مرضية وذلك لعدم معرفة الصفة التشريحية للعضلات القابضة الشرجية. في ظل الابحاث الطبية في العقدين الماضيين قم التوصل إلى الصفة التشريحية والوظيفية لمنطقة الحوض والشرج مما ادى إلى رفع كفاءة جراحات إصلاح العضلات إلى ما بين 80 – 90%.
وبشأن إصابة العصب المغذي للعضلة، فيمكن الآن عمل بعض الجراحات الاستعواضية للتغلب على عدم التحكم بناء على درجة شلل العصب وضمور العضلة، وفي بعض الحالات يوضع جهاز يحفز نابض كهربي تحت الجلد ليؤدي دور العصب ويمكن زرع عضلات مأخوذة من الساق لأداء وظيفة العضلات الضامرة او زرع صمام صناعى حول القناة الشرجية ولكن هذا الجهاز له شروط خاصة بالنسبة للمريض وتصل نسب تجاه هذه الحالات من 70 – 80%.
أما حالات الشلل القولوني أو تضخم القولون المزمن الذي يصيب الأطفال، فله عدة طرق للعلاج بدءًا من إجراء جراحة بسيطة بالشرج إلى استئصال جزء من القولون وتتم هذه الجراحة الآن إما من خلال القناة الشرجية بطريقة سحب القولون من الشرج من دون فتح البطن أو عن طريق المنظار الجراحي يتم عمل فتحات صغيرة بجدار البطن.